خلافات عراقية - أميركية تؤخّر تحرير الأنبار

29 نوفمبر 2015
الأميركيون طلبوا عدم مشاركة "الحشد الشعبي" (Getty)
+ الخط -

 

 

لا يبدو أن هناك تطابقاً بين الحكومة العراقية و"التحالف الدولي"، حول خطة تحرير محافظة الأنبار من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، خصوصاً في ما يتعلق بمشاركة مليشيات "الحشد الشعبي"، ما يؤخّر العمليات العسكرية، ويزيد معاناة المدنيين المحاصرين الذين يستخدمهم التنظيم دروعاً بشرية.

وفي هذا السياق، قال مسؤول حكومي عراقي، رفض الكشف عن اسمه، لـ"العربي الجديد"، إن "الأميركيين طلبوا عدم مشاركة الحشد بسبب عمليات الانتقام والسرقة وحرق المدينة التي تنفذها بدافع طائفي ومذهبي، كما حصل في محافظة صلاح الدين"، مضيفاً "في حين تتمسك الحكومة العراقية بزج كل الطاقات المقاتلة المتمثلة بالجيش بكافة صنوفه والشرطة الاتحادية والمحلية والحشد الشعبي وأبناء العشائر في المحافظة".

وبحسب المسؤول ، فإن "أعداد عناصر تنظيم داعش تتناقص داخل الرمادي، كما أن القيادات العسكرية قادرة على اقتحام المدينة بعد محاصرتها وقطع طرق إمدادات التنظيم من جميع الجهات".

ولفت المسؤول إلى عدم "وجود تفسير منطقي لما يحدث في الأنبار، لا سيما أن قيادات الجيش تصرح دائماً بأن العمليات العسكرية ستنتهي غداً أو بعد غد، ما زرع اليأس في نفوس النازحين الذين يترقبون تطهير مدنهم للعودة إليها".

كذلك، أعرب العميد المتقاعد، المختص في الشؤون العسكرية، حسن الفلاحي، خلال حديث مع "العربي الجديد"، عن استغرابه من "تأجيل الهجوم لأكثر من مرة رغم استكمال متطلباته لتحرير الأنبار"، مشيراً إلى أن "المتضرر الوحيد في هذه المعادلة هم الأبرياء المدنيون، الذين لم يسعفهم الوقت بالفرار من المدينة، وصار يستخدمهم داعش دروعاً بشرية".

من جهته، أكد الناشط الحقوقي، فيصل الجبوري لـ"العربي الجديد"، وجود خلافات بين الأطراف المعنية في تحرير الأنبار، مشيراً إلى أن "التحشيدات العسكرية التي اطلعت عليها عن قرب، كانت تفي بتحرير العراق كله من داعش، وليس فقط الأنبار".

ودعا إلى "إنقاذ أرواح الأبرياء من المدنيين في الأنبار"، موضحاً أن "القوات العراقية رمت منشورات تدعو السكان إلى تجنب الوجود في أماكن داعش، لكن الأخير يستخدمهم دروعاً بشرية، وهذا يحتاج إلى حل".

إلى ذلك، أعلن رئيس مجلس قضاء الخالدية، علي داود، أن "عملية عسكرية انطلقت صباح اليوم الأحد، من المحور الشرقي لمدينة الرمادي، بمشاركة أفواج الطوارئ والشرطة الاتحادية والمحلية ومقاتلي العشائر، وفقاً لخطة رسمها التحالف الدولي؛ الغاية منها تضييق الخناق على التنظيم، والحد من تحركاته، رافقها قصف عنيف من قبل القوات الأمنية وقوات التحالف الدولي على أغلب تلك المناطق".

اقرأ أيضاً:عشائر الأنبار تتسلّح من غنائم "داعش"