بحاح من مأرب يتعهد باللقاء في صنعاء...وطرد طلابي للحوثي

22 نوفمبر 2015
الرئاسة والحكومة أصبحتا في اليمن (وائل شايف ثابت/الأناضول)
+ الخط -
بموازاة تقدّم قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في محافظة تعز، وإن كان بشكل بطيء بسبب الألغام التي زرعها الانقلابيون، حطّ رئيس الحكومة، خالد بحاح، في محافظة مأرب، في زيارة هي الأرفع لمسؤول في الدولة يزور محافظة شمالية بعد تحريرها من جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) والموالين للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح. زيارة شمالية أولى لمسؤول حكومي رفيع المستوى، تزامنت مع بوادر اهتزاز في شعبية الحوثيين، بعقر دارهم صنعاء، من خلال ما أظهرته حادثة رشق من تسميه جماعة أنصار الله "رئيس اللجنة الثورية العليا"، محمد علي الحوثي، بالأحذية والحجارة، من إحدى أبرز ثانويات العاصمة، كمؤشر على تدهور صورة الجماعة وشعبيتها في صنعاء نفسها.

اقرأ أيضاً: جنيف اليمني يتحرك: "إيجابية" المليشيات على وقع خسائر تعز 

وأعلن بحاح من مأرب، والتي وصل إلى قاعدتها العسكرية الرئيسية، التي كانت منطلقاً لقوات الشرعية والتحالف الفترة الماضية، أن الحكومة ستكون قريباً في صنعاء، موضحاً أننا "كنا في المهرة (شرقي البلاد)، ونحن اليوم في مأرب، وغداً سنكون في صنعاء"، في تصريح يعكس مدى التقدّم الذي حققته الشرعية خلال الفترة الماضية، وكيف أن الحكومة أصبحت تنتقل بين المحافظات، من الوسط إلى الشرق.

ووصل بحاح إلى مأرب آتياً من أبو ظبي برفقة وزيري الإدارة المحلية، عبدالرقيب فتح، والشؤون القانونية، محمد المخلافي. ويتوقع أن يجتمع بحاح بقيادة السلطة المحلية والمنطقة العسكرية الثالثة وقادة المقاومة واللجنة الأمنية في اجتماع مشترك، في مدينة مأرب، عاصمة المحافظة.

وتكتسب عودة بحاح إلى مأرب أهمية استثنائية، باعتبارها خطوة متقدمة على طريق عودة الشرعية، كون الحكومة أثبتت وجودها على الأرض، في أول محافظة تصنف ضمن المحافظات الشمالية التي تحررت أخيراً، وتقع بمحاذاة محافظة صنعاء، من الشرق، كما تبعد عن العاصمة نحو 200 كيلومتر.

من جهة ثانية، تحمل عودة بحاح، أو زيارته إلى مأرب، أبعاداً سياسية مهمة، لكونها جاءت في ظل وجود الرئيس، عبدربه منصور هادي، في العاصمة المؤقتة عدن، ما يعني أن عمليات التحالف العربي تمكنت أخيراً من إعادة القيادة الشرعية بجناحيها، الرئاسة والحكومة، إلى البلاد لتمارس مهامها من الداخل.

وفي الإجمال، فقد غيرت التطورات خلال الأسبوعين الأخيرين المعطيات الميدانية والسياسية إلى حد كبير، لصالح الشرعية، الأمر الذي ينعكس بشكل مباشر على المحادثات القادمة التي من المقرر أن ترعاها الأمم المتحدة، إذ ستدخلها الحكومة ولم تعد حكومة تقيم في المنفى بل أصبحت تتجول في البلاد.

وأثار تصريح بحاح، عن أن الحكومة ستكون غداً "في صنعاء"، اهتماماً واسعاً، لكونه جاء في مأرب، المحاذية لصنعاء، وفي ظل تقدم ميداني لصالح الشرعية. لكن هناك العديد من المعطيات التي تشير إلى أن الحديث عن معركة صنعاء، لا يزال سابقاً لأوانه، وأن التحركات الأخيرة للحكومة تقوي كعبها في أية محادثات مقبلة، وفي المعارك المفتوحة حالياً، مثل تعز، وكذلك الجوف المحاذية لمأرب من الشمال.

لكن على المستوى الميداني، تم فتح جبهة جديدة في منطقة بني ظبيان التابعة لقبائل الخَوْلان شرق العاصمة، حيث تصدى رجال القبائل لتعزيزات عسكرية كانت مليشيات الحوثي وصالح قد أرسلتها للالتفاف على مأرب من الجهة الجنوبية الشرقية لصنعاء.

وفي محافظة تعز، تواصل القوات الشرعية اجتياز عقدة الألغام، التي زرعها الحوثيون في طريق تقدمها من لحج، بعدما وصلت قبل يومين إلى أول مناطق محافظة تعز وسط البلاد.

اقرأ أيضاً: اشتداد المواجهات بين المقاومة والمليشيات شمال الضالع وجنوب تعز

وسيطرت قوات الجيش على منطقة حاميم، وعدد من الجبال المطلة على مدينة الراهدة، أولى المناطق الجغرافية التابعة لتعز، من الناحية الجنوبية.

لكن وكالة الأنباء الفرنسية نقلت عن مصادر عسكرية قولها إن القوات الموالية للشرعية تتقدم في محافظة تعز، لكن تقدمها بطيء بسبب الألغام المضادة للأفراد والدبابات التي زرعها الانقلابيون. وأضافت المصادر أن أربعة من الانقلابيين الحوثيين قتلوا، ووقع اثنان آخران في قبضة القوات الموالية للشرعية.

وسيطرت القوات الشرعية، التي تشن هجوماً لرفع الحصار عن مدينة تعز واستعادة المحافظة، على بلدة الشارقة وباتت على مسافة 12 كيلومتراً من الراهدة، بحسب ما نقلت الوكالة عن ضابط كبير في القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي. 

وفي تفاصيل حادثة ثانوية الكويت في صنعاء، نشر ناشطون على الإنترنت مقطع فيديو لطرد محمد علي الحوثي، وقذفه بالأحذية والحجارة في ثانوية "الكويت"، إحدى أهم المدارس الثانوية في صنعاء، بينما كان يشارك في فعاليات افتتاح العام الدراسي الجديد. ووقعت الحادثة بينما كان الطلاب يرددون النشيد الوطني، وحاول المدرسون احتواءها بإسكات الطلاب. وبحسب المعلومات التي حصلت عليها "العربي الجديد"، فإن الحوثي حضر بصورة مفاجئة وطلب من الطلاب الاحتشاد في الساحة لإلقاء كلمة ولترداد "الصرخة"، غير أنه فوجئ بالرفض الكامل مما اضطره إلى الانسحاب.

ويُعد محمد علي الحوثي المسوؤل الأول في سلطة الانقلابيين، وفقاً للإعلان الانقلابي الذي أصدرته الجماعة في فبراير/شباط الماضي، مهموراً بتوقيعه كرئيس للجنة. وأثارت الخطوة ردود فعل واسعة للناشطين اليمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي، الذين اعتبروها خطوة شجاعة من قبل الطلاب، في ظل القبضة الحديدية للجماعة في صنعاء، والاعتقالات التي تمارسها بحق معارضيها.

المساهمون