هل تتلقى المعارضة السورية دعماً فرنسياً؟

16 نوفمبر 2015
المعارضة تتهم روسيا بتوسيع استهداف قواتها (أحمد حسن عبيد/الاناضول)
+ الخط -

لم تمضِ ساعات على الاعتداءات الإرهابية التي تعرضت لها باريس، حتى كانت الحكومة الفرنسية تؤكد أنها ماضية في الحرب ضد تنظيم "داعش" داخل الأراضي الفرنسية أو خارجها وتحديداً في سورية. لكن الاستراتيجية الفرنسية في مواجهة "داعش" في سورية تحديداً، خلال المرحلة المقبلة، من غير الواضح ما إذا كان سيتم إدخال تعديلات رئيسية عليها لتشمل تعزيز قوة المعارضة السورية أو ستقتصر على استمرار الضربات الجوية ولكن بزيادة وتيرتها، مع الإشارة إلى أن الضربات الفرنسية سابقاً كانت قد ركزت على استهداف منشآت نفطية تابعة للتنظيم إضافة إلى معسكرات تدريب يُعتقد أنها تضم مقاتلين أجانب.

وفي إعلان صريح يؤكد أن باريس ستركّز جهودها على استهداف "داعش"، أعلن رئيس الحكومة الفرنسية، مانويل فالس، أن فرنسا "في حالة حرب، وسنتحرك ونضرب هذا العدو (داعش) من أجل تدميره". وأكد أن الرد الفرنسي سيكون "بالمستوى نفسه لهذا الهجوم". ولفت إلى أن "هذه الحرب تخاض على التراب الوطني وفي سورية". أما وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان، فأعلن "أننا سنستهدف مجمل قدرات داعش".

في غضون ذلك، تراقب المعارضة السورية التطورات الجديدة من دون أن تتردد في إبداء مخاوفها من انعكاس اعتداءات باريس سلباً على دعمها من فرنسا، بعدما كانت تلقّت وعوداً فرنسية بحصولها على التسليح. ويوضح المستشار القانوني للجيش السوري الحر، أسامة أبو زيد، لـ"العربي الجديد"، أنه كان قد لمس تقدّماً كبيراً في الموقف الفرنسي الداعم للمعارضة السورية خلال لقائه رئيس الأركان الفرنسي في باريس الأسبوع الماضي، كاشفاً أن الأخير أبلغه أن فرنسا أصبحت بصدد دراسة الآليات التي ستقدّم من خلالها دعماً عسكرياً للمعارضة السورية، فإما أن تقدّمه من خلال غرفة العمليات الداعمة للمعارضة المعروفة باسم "الموك" أو بشكل مباشر لبعض فصائل الجيش الحر.

اقرأ أيضاً: المدعي العام الفرنسي:ارتفاع عدد قتلى اعتداءات باريس الى 129

لكن المعارضة تتخوّف من ألا تُنفذ هذه الوعود الفرنسية قريباً مع المراجعة التي ستقوم بها الإدارة الفرنسية لسياساتها بعد اعتداءات باريس. كما يدفع بيان فيينا 3 عن سعي إلى تطبيق وقف إطلاق نار، أيضاً إلى استبعاد تقديم فرنسا دعم عسكري للمعارضة السورية.

ويصب كل ذلك بلا شك في مصلحة روسيا، إذ تهدف الاستراتيجية الروسية في سورية حالياً، بحسب أبو زيد، إلى توسيع دائرة الاستهداف الدولي للمعارضة. ويرى أبو زيد أن روسيا تسعى إلى عكس المعادلة الحالية في سورية والتي تثبت أن قوات النظام باتت ضعيفة أمام قوات كبيرة للمعارضة. وسيتم ذلك، وفق ما يرى أبو زيد، من خلال توسيع الروس لدائرة استهداف المعارضة بحيث تبقى مجموعة قليلة من الفصائل لا تصنف كـ"منظمات إرهابية"، ليُطلب منها فيما بعد الدخول في قوات "سورية الديمقراطية" التي شكلت بدعم أميركي أو إلى قوات النظام.

ويؤكد أبو زيد أنّ روسيا تسعى إلى استنزاف المعارضة عسكرياً. كما يكشف أن مكتب نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف اتصل به قبل أيام وطلب منه عقد اجتماع مع بوغدانوف، لكن أبو زيد رفض حضور الاجتماع "نظراً لامتلاكه معلومات من دول حليفة للمعارضة بأن روسيا تحاول تسويق نفسها في الغرب على أنها منفتحة على المعارضة السورية المعتدلة على الرغم من استهداف طائراتها لقوات هذه المعارضة".

اقرأ أيضاً: أميركا وفرنسا ستكثفان الضربات الجوية بسورية

المساهمون