نداء تونس: اشتباكات بين فريقين متصارعين تهدد بانفجار الحزب

01 نوفمبر 2015
حزب نداء تونس يشهد صراعاً داخلياً كبيراً (الأناضول)
+ الخط -

شهدت مدينة الحمامات شمال العاصمة التونسية، اليوم الأحد، أعمال عنف رافقت انطلاق أشغال المكتب التنفيذي لحزب "نداء ‏تونس" الذي ‏أعلن عنه بشكل مستعجل قبل يوم، واشتبكت مجموعات من الفريقين المتصارعين (الأمين العام محسن مرزوق ‏ونائب الرئيس حافظ قائد السبسي) عند مدخل ‏الفندق الذي يحتضن الاجتماع وتبادلت العنف ما أدى إلى تهشيم واجهته البلورية، ‏وإلغاء الاجتماع.‏


وقال نواب من الحزب لـ"العربي الجديد" إن بعض المجموعات المساندة لمرزوق رفضت دخول مجموعات موالية للسبسي ما ‏‏أدى إلى مواجهة بالعصي وتشابك بالأيادي، واتصل أحد نواب الحزب بوزير الداخلية لحماية الذين تمكنوا من دخول الفندق، في ‏‏جو مشحون جداً يعكس ما وصلت إليه حالة هذا الحزب الأغلبي الذي عجزت معه كل محاولات الإصلاح.‏

وإثر هذه الأحداث أصدر المكتب التنفيذي للحزب (أو بعض أعضائه المؤيدين لمرزوق) بياناً ندّد بأعمال العنف ‏التي شهدها مقر ‏انعقاد الاجتماع، محملاً مسؤولية ما وقع من عنف واعتداء على الممتلكات والأشخاص لحافظ قائد السبسي، ‏نائب رئيس الحزب، ‏ورضا بلحاج عضو المكتب السياسي ومدير ديوان رئيس الجمهورية والموالين لهم.‏

ووصف البيان ما حدث "بالهجوم والاعتداء الفاشي من طرف مليشيات غريبة عن الحزب، هدفه الوحيد منع انعقاد الاجتماع ‏‏بإيعاز من بعض قياديي الحزب الذين قرروا السطو على هياكله والانقلاب عليه. وأمام هذا الوضع، فإن الأعضاء الموقعين أ سفله، ‏‏والذين أمكن لهم الدخول إلى مقر الاجتماع يعلنون للرأي العام الوطني والحزبي تنديدهم بكل شدة بهذه التصرفات الفاشية التي ‏‏تذكرنا بما حصل في جزيرة جربة في سنة 2013 من اعتداء على اجتماع حزب نداء تونس من طرف لجان حماية الثورة".‏

وعبر الموقعون على البيان عن مساندتهم الهياكل الشرعية للحزب المتمثلة في رئيسه (محمد الناصر رئيس مجلس نواب الشعب) ‏الممثل الوحيد والشرعي له ‏والضامن لوحدته، بحسب البيان.‏

وتشكل هذه الأحداث تطورات خطيرة في حالة الصراع الكبيرة التي يشهدها الحزب في الفترة الأخيرة، ما يهدد بحسب متابعين ‏‏بتأزيم الوضع السياسي في تونس، وخصوصاً على مستوى العمل البرلماني والحكومي.‏

ويتهم موالون لمرزوق مدير الديوان الرئاسي رضا بلحاج بالدخول بكل ثقله في الفترة الأخيرة لمناصرة شق حافظ قائد ‏السبسي، ‏في حين يبادلهم هؤلاء بتهم محاولة السيطرة على الحزب من طرف الشق اليساري، وبالتالي إجهاض حالة الوفاق ‏في تونس ‏لمصلحة المعارضة اليسارية.‏

ويُفترض أن ينعقد المؤتمر الأول للحزب نهاية هذا العام في جو من الصراع الطاحن للسيطرة على هياكل الحزب المهدد ‏‏بالانفجار.‏‎ ‎

اقرأ أيضاً: حسابات سياسية تُكبّل البرلمان التونسي

المساهمون