السيسي أمام قادة الجيش:"أوعوا تكونوا هتدوني ضهركم وتمشوا"

01 نوفمبر 2015
السيسي لجأ لخطاب عاطفي للتعليق على الأزمات (العربي الجديد)
+ الخط -

لجأ الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، لحاضنته الأساسية التي لا يريد أن يعيش في غير جلبابها، خاصة في وقت الأزمات، ليبدو أكثر صلابة وقدرة على تحدي الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، التي تضرب مصر في الفترة الأخيرة، وبدلا من أن يقدم السيسي رؤية استراتيجية لمعالجة الأزمات المتفاقمة، سيطرت الرؤى العاطفية والتعميمات التي لا تجيب على أي سؤال.

الندوة التثقيفية العشرون بعنوان "أكتوبر الإرادة والتحدي"، التي شهدها الرئيس عبد الفتاح السيسي في مسرح الجلاء، بحضور الفريق أول، صدقي صبحي، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، ووزير الداخلية اللواء مجدي عبد الغفار، والفريق محمود حجازي رئيس الأركان، وعدد من كبار قادة القوات المسلحة.

وأكد السيسي أن مشكلة الأسعار لم تغب عنه طوال الفترة الماضية قائلا: "إوعوا تتصوروا إنه يغيب عني ارتفاع الأسعار .. أنا واحد منكم أعرف كويس الظروف الصعبة للناس، وعارف عايشين إزاي، وإن شاء الله آخر هذا الشهر هتكون الدولة خلّصت تدخّلها لخفض الأسعار بشكل مناسب، واللي هيوفر طلبات الناس من السلع الأساسية، هو الدولة والقوات المسلحة التي ستفتح منافذ للسلع الأساسية.. واللي عنده حاجة يصرّفها .. لأننا لن نسمح بزيادة الأسعار .. وهنشوف تحسن ملحوظ إن شاء الله".

وأضاف: "يمكن تكون مشكلة الدولار خلال الشهور الماضية ساهمت في ارتفاع أسعار بعض السلع، خاصة الأساسية، لكن إن شاء الله خلال الفترة القادمة سيتم توفير السلع بنفقات مخفضة".

وعلى طريق الرئيس المخلوع حسني مبارك، سار السيسي في تبرير الأزمات الاقتصادية التي تمر بها البلاد، حيث شدد على أن النمو السكاني أحد أهم التحديات التي تواجهها مصر في الوقت الحالي، منوها إلى أن المصريين لم يكن لديهم الوعي الكامل لتنظيم النمو السكاني خلال الفترة الماضية، وأنه لا بد من المضي قدما في هذا الأمر لتحقيق التنمية الاقتصادية.

ونال الإعلام، في ثوبه المهاجم في الفترة الأخيرة، نصيبا من اهتمام السيسي ووعيده، قائلا: "أحد الإعلاميين طالع يقول الرئيس قاعد مع شركة سيمينز وسايب إسكندرية. ما يصحش كده، إحنا بنتجاوز كل حاجة والله الأمر ده لا يليق. هو إنتو بتعذبوني إني جيت أقف هنا ولاّ إيه!".

اقرأ أيضاً: تأجيل محاكمة 48 من رافضي الانقلاب بتهمة قتل صحافية

وتابع: "أنا بحسّ الناس مش عارفة ولا فاهمة ولا أي حاجة وماسكين ميكرفون بيتكلموا فيه، بالطريقة دي البلد هتضيع مننا، وانتو عمالين تقولوا كل حاجة فيها كارثة. طيب هو قطاع الإعلام ما فيهوش كارثة ولاّ إيه؟".

وفي تقييم غير مباشر لتدني نسب المشاركة بالانتخابات البرلمانية في جولتها الأولى، والتي حرص السيسي على عدم التعبير عنها، لجأ للتورية، قائلا: "إوعوا تكونوا هتدوني ضهركم وتمشوا، أنا واحد منكم جبتوني وقلتوا خلي بالك وأنا هاخلي بالي، وماعنديش غير الشفافية والصراحة معكم".

كما أكد السيسي استمرار مصر وقواتها المسلحة في تنفيذ المرحلة الثانية من عملية "حق الشهيد" في سيناء، من أجل تطهير تلك المنطقة من الإرهاب بشكل كامل خلال الفترة المقبلة.

وبعيدا عن الأمن السياسي الذي تدنّى مستواه في مصر بصورة كبيرة، وكان مثارا لانتقادات المنظمات الحقوقية ومنظمات المجتمع المدني المحلية والدولية، سعى السيسي لتأكيد سياسة القمع التي تنتهجها الأجهزة الأمنية المصرية، مشيرا إلى "أن هناك تحسنا كبيرا في الأمن الجنائي حدث خلال الفترة الماضية، وأن مصر لن ترضى بالتصنيف، الذي كان يضعها في مرتبة متأخرة في هذا المجال".

وتناسى التصنيفات المتراجعة لمصر في كافة المجالات، وكان آخرها تصنيف منظمة الشفافية، وغيرها من المنظمات والتصنيفات العالمية، حيث احتلت مصر المركز 139 من بين 140 دولة في جودة التعليم، بجانب تراجع حريات الصحافيين والإنترنت، والفساد المالي للجيش وتراجع الشفافية في مجالات الاقتصاد والتنمية.

اقرأ أيضاً: تحديات كبيرة تواجه مصر لكبح الدولار ووقف نزيف الجنيه