الأكراد والميليشيات يتقاسمون المناطق المحرّرة في ديالى

05 يناير 2015
نشب خلاف بين "البشمركة" و"الحشد الشعبي" سابقاً (فريق فيريتش/الأناضول)
+ الخط -
تتجذّر الأزمة العراقية يوماً بعد يوم، لتتسع دائرة الخلاف بين المكوّنات العراقية، بسبب اتفاقات "غير مشروعة" تُبرم بين مجموعات أساسية في البلاد، على حساب مجموعات أخرى. ويُنذر الأمر بتداعيات مستقبلية خطيرة على الواقع الأمني والجغرافي في البلاد، ويفتح الباب لنزاعات داخلية تُنهك العراق، في حال استمرت سياسات الإقصاء.

وكشف مسؤول محلي في مجلس محافظة ديالى، رفض الكشف عن اسمه، لـ"العربي الجديد"، عن "اتفاق كردي ـ شيعي، برعاية إيرانية، على تقاسم إدارة المناطق المحررة من داعش في ما بينهم، واقصاء السنّة بشكل كامل عنها".

وأوضح المسؤول أنّ "الاتفاق تمّ خلال اجتماع عقد في جلولاء، حضره عن الجانب الكردي القيادي ملا بختيار، وعن الجانب الشيعي، زعيم ميليشيا بدر، هادي العامري، وعضو مجلس محافظة ديالى، القيادي في ميليشيا الحشد الشعبي، مثنى التميمي". وأضاف أنّه "كان مقرراً أن يحضر ممثل عن الجانب السنّي في المحافظة الاجتماع، لكنّ اتفاقاً تمّ خلف الكواليس أقصى ممثل السنة عن حضور الاجتماع".

وكان مسؤول محلي في مجلس محافظة ديالى، قد كشف في وقت سابق، لـ"العربي الجديد"، عن خلاف بين قوات "البشمركة" الكردية وميليشيا "الحشد الشعبي"، في شأن إدارة المناطق المتنازع عليها والمحررة من تنظيم "الدولة الإسلامية"، (داعش)، في المحافظة والمحافظات الأخرى.

بدوره، عدّ عضو مجلس محافظة ديالى، حامد الكرخي، الاتفاق "خطوة جديدة تصبّ في صالح الجهات الخارجية، التي لا تريد الخير للعراق". وأضاف الكرخي، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أنّه "في الوقت الذي نأمل فيه بالعمل على وحدة البلاد ووحدة مكوّناتها، تسعى الجهات المتآمرة إلى تمزيقه جغرافياً وطائفياً، من دون حساب العواقب". وأكّد أنّ "مجلس المحافظة لن يسكت على هذه المؤامرة، وسيتخذ الخطوات القانونية المناسبة".

من جهته، ناشد أحد شيوخ ناحية السعدية في ديالى، الشيخ عبد العزيز الويسي، في حديث لـ"العربي الجديد"، السياسيين من كافة مكونات الشعب بـ"عدم تقديم مكاسبهم السياسية على حساب المواطنين". وأشار الويسي إلى أنّ "أهالي المناطق المحررة خسروا أموالهم ومنازلهم وممتلكاتهم، كما خُطف أبناؤهم وقُتلوا وشُرّدوا، ولم تسمح لهم الميليشيات بالعودة حتى الآن، فيما يحقق السياسيون مكاسبهم على حساب هؤلاء المواطنين البسطاء".
وأكّد الشيخ أنّ "هذه الاجراءات اللاإنسانية لن تخدم العراق، ولن تصبّ في مصلحته، بل ستكون نتائجها وخيمة وستجرّ الويلات على البلاد". وحمّل الجانبين الكردي والشيعي "مسؤولية تجاوز الحقوق وتكريس الطائفية في البلاد".

ولفت الى أنّ "الأكراد كانوا يشكلون نسبة 35 في المئة من التركيبة السكانية لناحيتي جلولاء والسعدية، فيما لا يُشكّل الشيعة سوى 8 في المئة، والسنّة 57 في المئة، بينما لا يتواجد اليوم في الناحيتين سوى 5 في المئة من السنّة، بعدما هُجّر الباقون". وأضاف أنّ "التغيير الديموغرافي مستمر في تلك المناطق، وهو يتم بعلم الحكومتين المحلية في ديالى والمركزية في بغداد، وبرعاية إيرانية".

ويتحرك المسؤولون الإيرانيون والميليشيات في المناطق التي تمثل مركز نفوذ لـ"الاتحاد الوطني الكردستاني"، في محافظة ديالى، لقرب الاتحاد من إيران، الأمر الذي خلق أجواءً مناسبة للاتفاق في ما بينهم.