اتهم الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، خلال مشاركته باجتماع منظمة الدول التعاون الإسلامي في جدة، اليوم الأربعاء، "الجهة" التي قال إنها خطفت الاسرائيليين الثلاثة، بأنها تريد تدمير الفلسطينيين وتوعّدها بالمحاسبة، بموازاة تصعيد الحملة الأمنية الإسرائيلية في الضفة الغربية على حركة "حماس"، خصوصاً، إذ شملت الاعتقالات أكثر من 260 شخصاً، بينهم أسرى محررون، ضمن صفقة "وفاء الأحرار" عام 2011، منذ اختفاء المستوطنين الثلاثة فجر الجمعة الماضي.
وقال عباس، أمام وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي، إن "من خطف الفتيان الثلاثة يريد أن يدمرنا وسنحاسبه"، من دون أن يحدّد من يقصد بالجهة الخاطفة. وأضاف "لا نستطيع مواجهة اسرائيل عسكرياً إنما سياسياً". ودافع في الوقت نفسه عن التنسيق الأمني مع إسرائيل، مؤكداً عدم اللجوء الى السلاح، وأنه لن تكون هناك انتفاضة أخرى. وقال "من مصلحتنا أن يكون هناك تنسيق أمني مع اسرائيل لحمايتنا، أقول بكل صراحة لن نعود الى انتفاضة أخرى تدمرنا كما حدث في الانتفاضة الثانية".
تصريحات عباس تأتي بالتزامن مع تصعيد قوات الاحتلال الاسرائيل لحملتها الأمنية ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتل،٬ بدعوى البحث عن المستوطنين الثلاثة. وارتفع عدد المعتقلين مند ساعات الفجر الأولى إلى 69 فلسطينياً، بينهم 51 أسيراً محرراً، في عمليات شنّها جيش الاحتلال في مختلف القرى والبلدات الفلسطينية، وكان آخرها اقتحام بلدة كوبر غرب رام الل،٬ عند الساعة التاسعة صباحاً، واعتقال نائل وفخري البرغوث٬ بعد تفتيش منزليهما والعبث في محتوياتهما، إضافة إلى اعتقال الشاب جهاد الكيلاني من داخل أحد المحال التجارية في وسط السوق التجاري في مدينة جنين.
واقتحمت قوة كبيرة من الآليات العسكرية، وفرقة المشاة في جنود الاحتلال، بلدة النبي صالح غرب رام الل٬ مع ساعات الفجر، واعتقلت المدرس في مدرسة البلدة ناصر التميمي واقتادته إلى جهة غير معلومة. والتميمي أسير محرر عدّة مرات من سجون الاحتلال. كما اعتقلت النائبين في المجلس التشريعي الفلسطيني عن حركة "حماس"، أيمن دراغمة وأحمد مبارك، ليرتفع عدد النواب المعتقلين إلى 9 منذ بدايات حملة الاعتقالات، فيما اعتقلت مجموعة أخرى من قيادات "حماس" في الضفة الغربية.
وجاءت حصيلة العمليات الانتقامية التي يقوم بها جيش الاحتلال الاسرائيلي في مدن وبلدات الضفة، اعتقال 260 فلسطينياً منذ الجمعة الماضية، وتفتيش قرابة 800 منزلاً وتخريب محتوياتها، فيما اقتحمت وصادرت مقتنيات 10 مؤسسات اعلامية واقتصادية واجتماعية.
ولم يتأخر ردّ حركة "حماس" على عباس، إذ أعلن المتحدث باسمها سامي أبو زهري في بيان أن "تصريحات عباس حول التنسيق الأمني غير مبررة وضارة بالمصلحة الفلسطينية وهي مخالفة لاتفاق القاهرة وللإجماع الوطني الفلسطيني".
فصائل غزة
وفي قطاع غزة، دعت القوى الوطنية والإسلامية في غزة، اليوم الأربعاء، عقب اجتماع لها لتدارس الأوضاع الأمنية المتوترة في الأراضي الفلسطينية والتهديدات الإسرائيلية المتصاعدة، إلى تدخل عربي ودولي لوقف التصعيد الإسرائيلي ومساندة الأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال.
وقال القيادي بحركة الجهاد الإسلامي، خضر حبيب، في بيان تلاه باسم القوى والفصائل، إن الاحتلال الإسرائيلي يتحمل المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى المضربين عن الطعام، داعياً إلى أوسع حملة تضامن شعبي مع الأسرى الإداريين المضربين.
وندد حبيب بالاعتداءات اليومية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني على يد الاحتلال والمستوطنين في مختلف مناطق الضفة الغربية، خصوصاً مدينة الخليل المحتلة، التي تعيش ظروفاً صعبة منذ يوم الخميس الماضي، يوم إعلان الاحتلال اختفاء ثلاثة مستوطنين.
ودعت الفصائل، في بيانها، الرئيس الفلسطيني محمود عباس والقيادة الفلسطينية إلى الاستمرار في جهودها الدبلوماسية وتكثيفها على الصعيد الدولي لفضح جرائم الاحتلال والضغط عليه من أجل وقف العدوان الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني.
وكانت قوى المقاومة العسكرية قد أعلنت أمس استعدادها لصد أي عدوان إسرائيلي على الضفة الغربية وقطاع غزة، وأكدت في مؤتمر صحافي لمسلحين من مختلف أجنحة المقاومة أن الاحتلال الإسرائيلي يتحمل مسؤولية التصعيد وتبعات أي عدوان يفكر في الدخول فيه.
في هذه الأثناء، ذكرت مصادر أمنية فلسطينية أن 4 جرافات إسرائيلية توغلت صباح اليوم، شرقي حي الفخاري في قطاع غزة، قبل أن تشرع الجرافات بعمليات تمشيط واسعة في المنطقة إلى جانب تجريف في الأراضي الزراعية، فيما فجرت قوات الاحتلال عبوة ناسفة كانت مزروعة في طريق آلياته شرقي مدينة خانيونس جنوب القطاع.