"داعش" يحبط عملية تجسس في صفوفه

23 أكتوبر 2014
المشاكل داخل التنظيم تترافق مع المعارك التي يخوضها(فرانس برس)
+ الخط -

كشفت مصادر محلية وقبلية عراقية عن تنفيذ تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" سلسلة إعدامات متتالية خلال الأسبوع الحالي بحق قيادات وعناصر بارزة ومؤثرة في التنظيم، بناءً على أوامر من المحكمة الشرعية العليا في مدينة الموصل. كما أصدر التنظيم أوامر بملاحقة آخرين فارين وعمّم صورهم وتفاصيل هوياتهم على المناطق التي يسيطر عليها في سورية والعراق بعد إدانتهم بالتجسس لـ"صالح الصليبيين والمرتدّين" وتسببهم بمقتل العشرات من "جنود الدولة". وقد أكدت السلطات الرسمية في بغداد، أمس الأربعاء، هذه المعلومات.

ويوضح زعيم قبلي بارز في مدينة الموصل، لـ"العربي الجديد"، أن "المحكمة الشرعية العليا في تنظيم الدولة أصدرت أحكاماً بإعدام تسع شخصيات بارزة في التنظيم بسبب اختلاسات مالية كبيرة تصل إلى نحو 10 ملايين دولار من موازنة تنظيم الدولة، من بينهم أربعة تمكنوا من الفرار ويعتقد أنهم توجهوا إلى لبنان عبر الحدود السورية مع جزء من تلك الأموال".

وكان تنظيم داعش قد أجرى استعراضاً للقوة في الساحل الغربي لمدينة الموصل، قبل فترة وجيزة، شاركت فيه كتائب للدروع والدبابات والمئات من المقاتلين واستمر لنحو ساعة ونصف ساعة أطلق عليه اسم "إصرار ووحدة". ورجّح مراقبون أن يكون الاستعراض رداً على إشاعات انتشرت في الموصل حول مشاكل بين الهيئتين العسكرية والشرعية في التنظيم.

ويضيف الشيخ القبلي، الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، أن "محكمة ولاية الموصل، التي تتولى حالياً أعمال المحكمة الشرعية العليا للتنظيم بدلاً من محكمة الرقة، نفّذت حكم الإعدام بحق خمسة من عناصرها وتركتهم لساعات على أعمدة اتخذت بعضها شكل الصليب بالقرب من بلدة تل الرمان غربي الموصل".

ويلفت إلى أن "من بين الفارين طه الديري، أحد العناصر البارزة في التنظيم وله سجل حافل بالجرائم، ويعتقد أنه من بين الذين دخلوا لبنان بعد إصدار حكم الإعدام بحقه".

ويشير إلى أن "المشاكل الداخلية التي تعصف بالتنظيم منذ أيام عدة لم تقتصر على الاختلاسات المالية التي ازدادت بعد تورط داعش في صفقات تهريب النفط وبيعه وأخذ الإتاوات من التجار والشركات لقاء توفير الحماية لها، إذ تمكن جهاز الأمن الداخلي في التنظيم المعروف باسم "عيون" من اكتشاف أول خلية تجسس داخل التنظيم مؤلفة من مقاتلين أجانب وعرب وتعمل لصالح استخبارات دول التحالف، ويبلغ عدد أفرادها 16 شخصاً غالبيتهم من جنسيات أوروبية وسورية وأردنية وعراقية".
ويوضح أن هؤلاء "قاموا بتوفير معلومات عن ثلاثة معسكرات رئيسة للتنظيم في نينوى والأنبار ودير الزور، وأدى استهدافها جواً إلى مقتل العشرات من أعضاء التنظيم. كما تسببوا في إفشال هجوم داعش الأخير على مدينة الرمادي عبر الكشف عن محور الشمال الغربي المعدّ للهجوم والذي قصفته طائرات التحالف ليلة الأحد الماضي".

ويشير المصدر إلى أن "جهاز الأمن الداخلي في التنظيم، الذي يشرف عليه شقيق البغدادي تمكن من اعتقال سبعة من المتهمين بخلية التجسس هذه، من بينهم أوربيان وأردني وعراقي، فيما فر آخرون إلى مناطق مجهولة".

ويلفت المصدر إلى أن "داعش نفذ حكم الإعدام بحق ثلاثة يُعتقد أنهم من ضمن الخلية، وكانوا من أصحاب اللحى الطويلة ويرتدون ملابس تشبه ملابس التنظيم المعتادة المشابه للزي الباكستاني (سراويل قصيرة وقمصان طويلة).

من جهتهم، أكد مواطنون في الموصل عملية إعدام عناصر من تنظيم داعش في الموصل بعد يومين من معلومات مماثلة عن إعدام التنظيم عناصر تابعين له في القائم غربي الأنبار الحدودية مع مدينة البو كمال السورية.

إلى ذلك، يوضح العقيد الركن أحمد الجابري، الذي يشارك في اللجنة العسكرية للتنسيق مع عشائر الأنبار، أن "وجود خلايا تجسس على داعش أمرٌ طبيعي ويمكن القول إن الاستخبارات الغربية نجحت في اختراق التنظيم، لكن من غير المعلوم ما إذا كان الذين تم إعدامهم هم من أولئك العملاء الذين تم توظيفهم". ويلفت الجابري إلى أن "الاستخبارات الغربية حققت نجاحاً في هذا الإطار أكبر من غارات التحالف العسكرية على التنظيم، وتسعى اليوم إلى كشف خطوط التنظيم وقياداته ومناطق تواجد الرؤوس الكبيرة في داعش". ويشير إلى أن "تنظيم الدولة الإسلامية بات أكثر وضوحاً وانكشافاً من قبل"، مرجحاً أن "تكون عمليات التصفية الأخيرة داخل التنظيم محاولة لسدّ الاختراق في صفوفه".

المساهمون