ذكرت تقارير أنّ غارة جوية أفغانية استهدفت الجمعة مقاتلي "طالبان" داخل قاعدة عسكرية مهجورة في ولاية هلمند الجنوبية، قتلت ما لا يقل عن 20 شخصاً، من بينهم بعض المدنيين.
وردت روايات متضاربة حول موقع الضربة وعدد الضحايا، ما فاقم مخاوف من غرق أفغانستان في مزيد من العنف والاضطرابات مع استكمال الجيش الأميركي وقوات "الناتو" الانسحاب من البلاد التي مزقتها الحرب.
وقال الجيش إنّ قواته الجوية وجنوده استهدفوا مقاتلي "طالبان" في منطقة نهر سراج بالإقليم أثناء نهبهم أسلحة وذخائر من القاعدة. وأضافت أنّ 20 من مقاتلي "طالبان" و"بضعة مدنيين" كانوا يشاركون في عملية النهب، قُتلوا.
وقالت حركة "طالبان" إنها اجتاحت القاعدة الواقعة على طول طريق سريعة تربط غربي البلاد وجنوبيها بين مدينتي قندهار وهرات، في وقت متأخر من الخميس.
ولفتت إلى أنّ عدد القتلى يوم الجمعة بلغ 30 قتيلاً وجميعهم من المدنيين. واتهم المتحدث باسم "طالبان" ذبيح الله مجاهد، الجيش الأفغاني بشن غارات جوية على المدنيين.
وتتبادل "طالبان" والقوات الحكومية اللوم بانتظام في الهجمات في أفغانستان. ومن النادر أن يتم التعرف على المهاجمين، ونادراً ما تعلن نتائج التحقيقات في العديد من الهجمات في العاصمة.
وقال أحد سكان المنطقة، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته خوفاً من الحكومة و"طالبان"، إنّ مدنيين فقط كانوا داخل القاعدة التي هجرها الجيش، و"كانوا يأخذون بعض المواد".
وزعم أن أكثر من 80 شخصاً تجمعوا حول القاعدة، جميعهم مدنيون ومارة وفق روايته، وتابعوا من الطريق السريعة وقوع الغارة. وقال إن النيران اشتعلت في عدد من الشاحنات وناقلات النفط جراء الغارة.
وتصاعد الجدل بعدما ذكر عضو مجلس الولاية عبد المجيد أخوند أنّ الضحايا جميعهم من المدنيين. لكن رئيس مجلس هلمند عطا الله أفغاني قال إنهم أعضاء عزل من "طالبان".
ولم يتسن الوصول إلى مسؤولين في منطقة نهر سراج النائية لأن خطوط الهاتف مع المنطقة لا تعمل.
وطالبت الأمم المتحدة الجانبين مراراً باتخاذ مزيد من الاحتياطات لحماية المدنيين. وقالت بعثة الأمم المتحدة في البلاد إنه في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام قتل 1783 مدنياً أو جرحوا في أفغانستان، بزيادة قدرها 29% عن الفترة نفسها من العام الماضي.
خان: باكستان تسعى لتسوية سياسية في أفغانستان قبل انسحاب القوات الأجنبية
وعلى صعيد متصل، قال رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان إنه يضغط من أجل التوصل لتسوية سياسية في أفغانستان قبل انسحاب القوات الأجنبية من هناك في وقت لاحق هذا العام لتقليل خطر الحرب الأهلية.
وقال خان، لـ"رويترز"، يوم الجمعة، في مقر إقامته الرسمي في إسلام آباد: "هناك الكثير من الخوف حالياً في باكستان، وأنا أؤكد لك أننا نحاول بكل ما في وسعنا لوجود نوع من التسوية السياسية قبل مغادرة الأميركيين".
وتزايد العنف في أفغانستان بحدة منذ إعلان انسحاب القوات، وقاومت حركة "طالبان" الضغط من واشنطن وحلفائها للموافقة على تفاهمات سياسية تؤدي لاتفاق سلام.
وقال خان: "منذ لحظة إعلان الأميركيين لتاريخ محدد لمغادرة أفغانستان... تشعر طالبان بأنها انتصرت في الحرب"، مضيفاً أن الحصول على تنازلات من "طالبان" بعد القرار الأميركي لن يكون بالأمر السهل.
وأشار خان إلى أن باكستان ستكون أكثر دولة تعاني، بعد أفغانستان نفسها، إذا نشبت حرب أهلية في أفغانستان وتسبب ذلك في أزمة لاجئين. وقال: "ثم سيكون علينا ضغوط للتدخل وأن نصبح جزءاً من الأمر".
وأضاف خان أن هناك الكثير من الأمور التي تعتمد على المبعوث الأميركي الخاص زلماي خليل زاد، بمساعدة باكستان وأفغانستان للتوصل إلى تسوية لتجنب المزيد من إراقة الدماء.
(أسوشييتد برس، رويترز)