أقفل باب الترشح للانتخابات النيابية في لبنان منتصف ليل الثلاثاء على 1043 مرشحاً بينهم 155 مرشحة (نسبة 15%) فيما بلغ العدد الإجمالي في دورة 2018 النيابية 976 مرشحاً بينهم 111 مرشحة، في رقمٍ مرجح انخفاضه خلال مرحلة تسجيل اللوائح التي تنتهي في 4 إبريل/نيسان المقبل، باعتبار طلبات المرشحين غير المنضوين في لائحة انتخابية تلغى، ولا يستعاد رسم الترشح المالي، عدا عن الانسحاب لغايات وتكتيكات سياسية متفق عليها سلفاً.
وأكد وزير الداخلية والبلديات اللبناني بسام مولوي، في مؤتمر صحافي بعد إقفال باب الترشح، "الجهوزية لإجراء الانتخابات في موعدها وتلبية توق المواطنين ليصلوا إلى صناديق الاقتراع"، واعداً "في الفترة الفاصلة حتى تاريخ إجراء الانتخابات في الخارج (6 و8 مايو/أيار) والداخل (15 مايو/أيار) بإنجاز الاستحقاق بنجاح وديمقراطية وسلاسة، وبطريقة تبيّض وجه لبنان في الداخل وأمام المجتمع الدولي".
وشدد على أنّ الاعتمادات المالية لتغطية الانتخابات "ستقرّ وتصرف"، مع الإشارة إلى أنّ المطلعين على التحضيرات الانتخابية يؤكدون هشاشتها، وسط شكوك حول مدى الجهوزية المعلن عنها.
وذكر وزير الداخلية أرقام بعض الدوائر الانتخابية والمرشحين ضمنها؛ في بيروت 174 (56 في الدائرة الأولى و118 في الدائرة الثانية)، أما في الشمال فقد بلغ العدد 292 (84 في الدائرة الأولى، 141 في الدائرة الثانية، و67 في الدائرة الثالثة)، على أن تُنشر الأرقام النهائية لكافة الدوائر لاحقاً.
وذكر مولوي أنّ مهلة تقديم تصاريح الرجوع عن الترشح تنتهي في 30 مارس/آذار، فيما تنتهي مهلة تسجيل اللوائح في 4 إبريل/نيسان.
وبدأ الإقبال على الترشح للانتخابات بوتيرة بطيئة في الأيام الأولى على الانطلاقة بتاريخ 10 يناير/كانون الثاني الماضي، قبل أن تتكثف الحركة في الأسبوع الأخير والساعات القليلة التي سبقت موعد الإقفال، ولا سيما بعد حسم القوى السياسية خياراتها وأسماء مرشحيها، بعكس التحالفات التي لن تبصر النور بشكل رسمي وتكتمل نهائياً إلّا عند انتهاء مرحلة تسجيل اللوائح.
ويخوض المرشحون المعركة الانتخابية على 128 مقعداً نيابياً، التي تبدأ عند اللبنانيين المغتربين في 6 و8 مايو/أيار المقبل، وللمقيمين في 15 مايو/أيار، وسط ترقب لوضع القوى المدنية والمجموعات المستقلة، التي نشأت خصوصاً عقب انتفاضة 17 أكتوبر/تشرين الأول 2019، وحظوظها التي يتوقع أن تكون مرتفعة في ظل تراجع شعبية الأحزاب التقليدية وتشتتها، ولا سيما في حال توحدت ضمن لوائح واحدة وتحت مشروع انتخابي واضح.
ويبقى الحدث الأبرز في دورة 2022 النيابية إخراج رئيس الوزراء السابق، سعد الحريري، نفسه وتياره السياسي "المستقبل" من السباق الانتخابي، تاركاً فراغاً كبيراً في الساحة السنية لم يتمكّن أي من الطامحين للخلافة من ملئه حتى اللحظة، رغم محاولتهم ذلك بدعم لوائح انتخابية، ولو أعلنوا عزوفهم عن الترشح للانتخابات كحال رئيس الوزراء السابق، فؤاد السنيورة، وشقيق سعد الأكبر، بهاء الحريري، إلى جانب عدد كبير من نواب "المستقبل"، ممن فضلوا احترام إرادة الحريري والالتزام بقراره.
وفي وقتٍ يشهد سباق هذا العام الانتخابي عزوف شخصيات سياسية عدة منها رئيس الوزراء نجيب ميقاتي، ورئيس الوزراء السابق تمام سلام، والنائب نهاد المشنوق (مدعى عليه بانفجار مرفأ بيروت)؛ اختار آخرون الاستمرار والترشح بصفتهم الشخصية وضمن تحالفات سياسية، بعدما عبّروا في مجالسهم الخاصة عن امتعاضهم من قرار سعد "المنفرد"، والذي يفتح الساحة أمام "حزب الله" للتوغل سنياً، بحسب رأيهم، فيما لم يطرأ تغيير كبير عند أكثرية الأحزاب السياسية التي ستخوض معركة 2022 بلاعبي 2018 أنفسهم تقريباً.