استمع إلى الملخص
- محادثات ميقاتي مع رئيس الوزراء الإسباني: شكر ميقاتي إسبانيا على دعمها للبنان، مؤكداً التزامه بالقرار 1701، بينما أعلن سانشيز عن دعم إضافي للجيش اللبناني.
- موقف حزب الله وجهود التعافي: أكد حزب الله التزامه بوقف إطلاق النار، مشيراً إلى خطط إعادة الإعمار وتعويض المتضررين، مع دعوة لدعم الجيش اللبناني والشفافية في التعويضات.
دخلت دوريات تابعة لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان (يونيفيل)، صباح اليوم الأربعاء، إلى مدينة الخيام، وجالت في بعض أحيائها، وكشفت على طرقاتها، تمهيداً لدخول الجيش اللبناني إليها، وذلك في تطوّر مهمّ منذ دخول قرار وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وعملاً بمهلة الستين يوماً التي نصّ عليها الاتفاق لانسحاب جيش الاحتلال من القرى والبلدات الحدودية جنوباً. وقال مصدرٌ في الجيش اللبناني لـ"العربي الجديد"، إنّ "يونيفيل دخلت إلى الخيام اليوم، وإن الجيش اللبناني ينتظر إشارة منها للدخول بعد التأكد من الانسحاب الإسرائيلي الكامل حتى ينتشر في عدد من مواقعه الأمامية في بعض أحياء المدينة"، مشيراً إلى أنّ "الجيش ينتظر الاتصالات والدوريات التي تقوم بها يونيفيل قبل الدخول ونشر قواته في إطار تطبيق آلية القرار 1701".
وأشار المصدر إلى استمرار تسجيل خروقات إسرائيلية لقرار وقف إطلاق النار، داعيا المواطنين إلى "عدم التسرّع قبل تأمين القرى والبلدات بشكل كامل حفاظاً على سلامتهم، وانتظار التعاميم والبيانات الرسمية قبل العودة"، لافتاً إلى أنّ "هناك مهام على الجيش القيام بها، خصوصاً فرق الهندسة التابعة له، قبل إعادة المواطنين، خصوصاً على صعيد إجراء مسح شامل للأراضي، في ظلّ وجود ذخائر وعبوات غير منفجرة، ومخلفات من صواريخ العدو".
ولا تزال وحدات الجيش اللبناني تقوم يومياً بتفجير ذخائر غير منفجرة من مخلفات العدوان الإسرائيلي، كان من بينها في حقل تفجير القليلة – صور جنوبي البلاد، وفي جرد الطيبة- بعلبك ومنطقة القليعات- عكار شمالاً.
تأتي هذه التطورات في وقتٍ لا تزال الخروقات الإسرائيلية مستمرة، ما يترك الحذر قائماً، حول مدى ثبات اتفاق وقف إطلاق النار، ومنها ما حصل اليوم الأربعاء، إذ أفاد مركز عمليات طوارئ الصحة العامة بسقوط شهيد وإصابة شخص آخر بجروح بغارة مسيّرة إسرائيلية على بلدة عيناتا، في حين لا تزال طائرات جيش الاحتلال تحلق على علو منخفض فوق الأجواء اللبنانية، ضمنها بيروت والمناطق المحيطة والساحلية.
كذلك، دهمت قوة من جيش الاحتلال الإسرائيلي مؤلفة من نحو 15 عنصراً منزلاً مأهولاً في بلدة برج الملوك، وقامت بعملية تفتيش دقيقة، واستجواب شخصين يسكنان فيه، ومصادرة هواتفهما الخلوية، وطلبت منهما إخلاء المنزل على الفور وعدم العودة إليه حتى إشعار آخر، وذلك بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية في لبنان "الوطنية للإعلام". كما عثرت قوة من يونيفيل على جثة مواطن في محيط منزله عند المدخل الشمالي لبلدة الخيام، ونقل الصليب الأحمر اللبناني جثمانه إلى مستشفى مرجعيون الحكومي.
ميقاتي يجري محادثات مع رئيس الوزراء الإسباني
في غضون ذلك، أجرى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي محادثات مع رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز قبل ظهر اليوم في مقر الحكومة الإسبانية في مدريد، جرى خلالها عرض العلاقات الثنائية ببن البلدين والوضع الراهن في لبنان والمنطقة. شكر رئيس الحكومة اللبنانية إسبانيا على وقوفها الدائم إلى جانب لبنان والدعم الذي تقدّمه على الصعد كافة، ولا سيما عبر إدراج لبنان على لائحة أولويات التعاون الإنمائي، وعلى مشاريع التنمية التي تقوم بها الوكالة الإسبانية في لبنان.
كما نوّه ميقاتي بالدور الذي تقوم به الكتيبة الإسبانية العاملة في إطار القوات الدولية في جنوب لبنان "يونيفيل"، مشيداً بـ"الدور البنّاء الذي يقوم به قائد القوات الأممية الجنرال أرولدو لاثارو"، مجدّداً "تأكيد التزام لبنان بالقرار الدولي الرقم 1701 والتشديد على أولوية التزام إسرائيل قرار وقف إطلاق النار والانسحاب من البلدات الجنوبية ومن ثم العمل على تنفيذ القرار 1701 كاملاً".
من جهته، عبّر رئيس وزراء إسبانيا عن دعم لبنان، معربا عن أمله في أن تنعكس التطورات الراهنة بشكل إيجابي على لبنان واستقراره. وقال وفق ما نقل عنه المكتب الإعلامي لميقاتي، إن "إسبانيا تثمن تشديد الحكومة اللبنانية على التعاون الوثيق بين الجيش اللبناني وقوات يونيفيل، وتأمل أن يحصل استقرار طويل الأمد في جنوب لبنان كمقدمة للوصول إلى حل دائم"، كاشفاً عن أنّ "إسبانيا ستقدم دعماً إضافياً للجيش اللبناني".
نائب عن حزب الله: المقاومة لن تسمح للعدو بفرض وقائع جديدة
في سياق متصل، أكد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" البرلمانية النائب حسن عز الدين أنّ "المقاومة ملتزمة باتفاق وقف إطلاق النار، وكانت قد أعطت فرصة للحكومة اللبنانية لتنقل رسالة للجنة المراقبة حول الخروق الإسرائيلية اليومية، ولكنها عندما لم تجد اهتماماً أرسلت رسالة جدية في مزارع شبعا والجليل الأعلى - فهمها العدو جيداً".
وخلال إحياء حزب الله "لحفل تكريمي لثلة من شهداء المقاومة الإسلامية في بلدة صديقين الجنوبية"، شدد عز الدين على أن "لصبر المقاومة حدود، وهي لن تسمح للعدو بفرض وقائع جديدة من طرف واحد وتكريسها كأمر واقع". وأضاف: "العدو لا يريد وفق ما يبدو أن ينقلب على هذا الاتفاق بقدر ما يريد أن يفرض واقعاً جديداً يتمثل بأن تبقى يده هي العليا، وهذا ما نضعه برسم اللجنة المشرفة على تطبيق الاتفاق، والمقاومة تعرف كيف تتصرف في الوقت المناسب".
من ناحية ثانية، في قضية التعافي من آثار العدوان، لفت عز الدين إلى أنّ "خطة العمل التي تنفذ حالياً موزعة على ثلاثة عناوين، هي رفع الأنقاض ومسح الأضرار وإعادة الإعمار"، مشيراً إلى أن "الفرق الهندسية بدأت جولاتها الميدانية للكشف وتقدير الأضرار، فيما بدأت عمليات دفع الأموال اللازمة للعائلات التي دمرت منازلها بالكامل لتحصل على مسكن بديل في الوقت الحالي"، موضحًا أن "هناك عملاً في هذا الخصوص أيضاً تقوم به الحكومة اللبنانية التي تسعى بما تملك من قدرات وإمكانيات لتحصيل الأموال اللازمة والضرورية لإعادة الإعمار".
على صعيد متصل بالعدوان، أكد "تجمّع البلدات الجنوبية الحدودية" الذي يمثل البلدات الحدودية في القطاعين الغربي والشرقي "الدعم الكامل للجيش اللبناني واحداً لا شريك له على كامل الأراضي اللبنانية، خصوصاً في منطقة الجنوب التي عانت ما عانته من العدوان الإسرائيلي الأخير". وطالب في بيان بـ"البدء بالكشف على الأضرار في بلداتنا وفي كل منطقة الجنوب بانتظار دفع التعويضات سريعاً لأهالي الشهداء والمصابين وعن الأبنية المهدمة والقطاعات الإنتاجية الزراعية والحيوانية والاقتصادية المتضررة"، كما طالب بـ"إشراك البلديات في هذه المهمة في كل بلدة طاولها القصف والدمار، وشدد على أهمية الشفافية والوضوح في عملية التعويضات". وجدّد التجمّع مطالبته بـ"إعفاء منطقة جنوب الليطاني من فواتير الكهرباء والمياه والهاتف غير الموجودة أصلاً، والمبادرة إلى دفع مستحقات البلديات في الجنوب استثنائياً وبشكل عاجل".