كشف تقرير إسرائيلي نشرته صحيفة "يديعوت أحرنوت"، اليوم الأحد، عن تراجع كبير في عدد اليهود الذين هاجروا إلى إسرائيل خلال العام 2020.
وقال الباحث الإسرائيلي المختص في شؤون الهجرة اليهودية نتنائيل فيشر، إن المعطيات تدلّ على عدم تحقق التوقعات بأن يسهم انتشار وباء كورونا في زيادة وتيرة هجرة يهود العالم إلى إسرائيل.
ولفت فيشر في التقرير إلى أن كلاً من الوكالة اليهودية، المسؤولة عن تهجير يهود العالم إلى إسرائيل، ووزارة الاستيعاب الإسرائيلية المسؤولة عن توطينهم، حاولتا إخفاء المعطيات التي تدلّ على حدوث تراجع في عدد المهاجرين اليهود الذين وصلوا إسرائيل خلال العام 2020.
ولفت إلى أن الانطباع الذي كان سائداً منتصف العام الماضي بأن يسهم "نجاح" إسرائيل في مواجهة تفشي وباء كورونا في إقناع الكثير من يهود العالم بالهجرة، تبيّن أنه غير واقعي، منبّهاً إلى أن كلاً من الوكالة اليهودية ووزارة الاستيعاب توقعتا في يونيو/حزيران الماضي أن يهاجر إلى إسرائيل حتى نهاية 2020 خمسون ألف يهودي، وهو ما يمثل ضعف متوسط عدد اليهود الذين يهاجرون في هذه الفترة. وأشار إلى أن رئيس الوكالة اليهودية إسحاق هيرتزوغ توقع أن يهاجر إلى إسرائيل 250 ألف يهودي في غضون عدة سنوات.
وبحسب فيشر، فإن المعطيات دلّت على أن 2020 لم يشهد تراجعاً في عدد المهاجرين اليهود فحسب، بل تناقص عددهم بمقدار عشرة آلاف مهاجر مقارنة مع عام 2019. وأشار إلى أنه في الوقت الذي هاجر إلى إسرائيل في 2019 حوالى 30 ألف يهودي، فإن 20 ألف يهودي فقط هاجروا في 2020، وهو ما يعني تراجعاً بنسبة أكبر من 30 في المائة.
وأبرز حقيقة حدوث تراجع بنسبة 50 في المائة في عدد اليهود الذين هاجروا من الدول التي كانت تشكل الاتحاد السوفييتي، لافتاً إلى أن عدد اليهود الذين هاجروا من روسيا انخفض من 16 ألف مهاجر في 2019 إلى 6 آلاف فقط في العام 2020، في حين انخفض عدد المهاجرين من أوكرانيا من 6 آلاف إلى 2500.
وفي المقابل، حدث تراجع طفيف في عدد اليهود الذين هاجروا من الولايات المتحدة، التي تضمّ 6 ملايين يهودي، واليهود الذين هاجروا من فرنسا التي تضم نصف مليون آخر. وشدد فيشر على أن المسؤولين عن قطاع الهجرة اليهودية يحاولون التكتم على الحقائق عبر الاستغراق بالحديث عن التوقعات "المنفصلة عن الواقع".
وحول الأسباب التي تدعو اليهود في روسيا، الذين يصل عددهم إلى 250 ألفاً، إلى عدم الهجرة، رأى فيشر أنه لا يوجد من الأسباب ما يغري اليهود هناك بالهجرة إلى إسرائيل. وحذر من أن تراجع عدد اليهود الذين يهاجرون إلى إسرائيل "يجب أن يشعل الأضواء الحمراء"، مشيراً إلى أن "إسرائيل ليس فقط لم تعد تجذب غير اليهود، بل أنها لا تجذب اليهود أيضاً".
وحول الأسباب التي يرى أنها تسهم في تقليص عدد المهاجرين اليهود، أوضح فيشر أن الإجراءات البيروقراطية التي تعكف عليها إسرائيل في التعامل مع المهاجرين الجدد، تلعب دوراً في إبطاء وتيرة الهجرة. وحث فيشر صنّاع القرار في الوكالة اليهودية والحكومة الإسرائيلية على بذل الجهود الهادفة إلى إقناع يهود الغرب، وتحديداً في الولايات المتحدة وفرنسا بالهجرة إلى إسرائيل، عبر تقديم مغريات تقنعهم بذلك، وضمن ذلك تقديم فرص تشغيل مناسبة، إلى جانب التراجع عن الاختبارات المتشددة التي تجريها لأصحاب المهن، لا سيما الأطباء المهاجرين، قبل استيعابهم في المؤسسات الإسرائيلية.