يتنافسون على إبادتنا

01 يوليو 2024
بايدن في نيويورك، 28 يونيو 2024 (كيفين مازور/Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- الإدارة الأميركية تظهر صراحتها وعدائها تجاه العرب، مع تأكيدات من بايدن وترامب تعكس رغبتهما في إضعاف وإنهاء الوجود العربي، خاصة في فلسطين.
- بايدن يبرز دعمه القوي لإسرائيل ورفضه لاتهامات بعدم الدعم الكافي، مع تأكيده على ضرورة القضاء على حماس، بينما ترامب يؤكد أن حماس لن تهاجم لو كان في السلطة.
- الموقف الأميركي يثير تساؤلات حول موقف العرب والمسلمين الأميركيين في الانتخابات المقبلة، ويكشف عن تجاهل وسائل الإعلام للإبادة في غزة، مع تصويت بعض العرب لليمين المتطرف في أوروبا.

تكشف الإدارة الأميركية، أياً كان اسمُها، منذ عقود، عن وجهها الحقيقي. تعرّيه بالكامل أمامنا وما تفكّر فيه حقيقة بشأننا، نحن العرب، بدون خجل ولا تجميل. يعلنون صراحة أنهم تقريباً يشتهون رحيلنا، واندثارنا من على سطح الأرض، كأننا عبء عليهم. يتأكّد ذلك كل يوم، وما كشفته المناظرة التلفزيونية أخيراً بين الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن والسابق دونالد ترامب الذي يطمح للعودة إلى البيت الأبيض يؤكد هذا الصلف والعنجهية الأميركية تجاه العرب من ناحية، وأن من يؤذينا أكثر بات مجال تنافس بينهما.

لا يتردّد بايدن في تأكيد "أنّ الولايات المتحدة أكبر داعم لإسرائيل"، وأنه جرى "إضعاف حماس" و"علينا القضاء على الحركة". رفض بايدن اتهامه بأن أميركا لم تدعم إسرائيل بما فيه الكفاية، من خلال تأكيد أن الأسلحة الوحيدة التي رفض إرسالها لإسرائيل هي القنابل التي تزن ألفي رطل (نحو 900 كيلوغرام) والتي لا ينبغي استخدامها في المناطق المأهولة بالسكان. ما يعني أن ما تحتها مقبول، أي اقتلوهم، ولكن ليس دفعة واحدة، بل على مرّات حتى يقبل العالم الفكرة.

أما ترامب، فيذهب إلى أبعد من ذلك، ويؤكد أنه "ما كان لحركة حماس أن تهاجم إسرائيل لو كان هو في الرئاسة"، مشدّداً على أن "إسرائيل هي التي تريد مواصلة الحرب، ويجب أن نتركها تفعل ذلك حتى تتمكّن من إنجاز مهمتها"، أي أن تتمكّن من إبادة من تبقى في غزة، ثم تنتقل إلى ما بعدها.

هذا هو المشهد الأميركي في ما يتعلق بالشأن الفلسطيني، العربي عموماً، ولكننا لا ننتبه ولا نتّخذ ما ينبغي من أثر على هذه المواقف. ولنا أن نتساءل لمن سيصوّت العرب والمسلمون الأميركيون في الانتخابات المنتظرة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، ولمن صوّت عرب فرنسا أمس الأحد في الانتخابات، وهل استمعوا لزعيم حزب فرنسا الأبية، جان لوك ميلانشون، قبل أيام في قلب حملته الانتخابية، وهو يقول إن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يحضر لتدخل عسكري في لبنان، وأن وقف إطلاق النار هو الحل الوحيد لمنع توسع الحرب في المنطقة. ويؤكّد أن "وسائل الإعلام المسيطرة لا تريد أن تتحدّث عن الإبادة الحاصلة في غزّة، وتحاول قصداً أن تحجب عنها الاهتمام"، وأن "بعض الصحف لم تعرض مطلقاً ولو صورة واحدة عن التدمير والقتل في فلسطين". عارفون بالشأن الفرنسي يؤكدون أن بعض العرب منحوا أصواتهم لليمين المتطرّف، ليس في فرنسا وحدها، وإنما في دول أوروبية كثيرة، وبعد ذلك نتعجّب مما نحن فيه؟