"وول ستريت جورنال": مصر منحت روسيا "وصولاً حاسماً" لمجالها الجوي لنقل أسلحة إلى أوكرانيا
التزمت السلطات المصرية الصمت تجاه تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، نقلت فيه عن مسؤولين أميركيين ومصريين قولهم إن مصر "تجاهلت مطالب أميركية بإغلاق مجالها الجوي أمام الرحلات العسكرية الروسية".
ووصف التقرير الأميركي، المنشور الجمعة، الخطوة بأنها "اختبار لمحدودية قدرة واشنطن على خنق الإمدادات الروسية قبل هجوم أوكراني مضاد متوقع".
وكانت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية قد نشرت الشهر الماضي وثائق "شديدة السرية" تم تسريبها أخيراً، تشير إلى أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أعطى أوامر بإنتاج نحو 40 ألف قطعة ذخيرة صاروخية لحساب روسيا، لكن مصر وروسيا والولايات المتحدة سارعت إلى نفي الأمر.
وبحسب تقرير "وول ستريت جورنال، فقد "أقنعت الولايات المتحدة وأوكرانيا دولًا، من بينها تركيا والأردن والعراق، بمنع وصول بعض الطائرات العسكرية الروسية، على الأقل العام الماضي بعد غزو أوكرانيا، مما أجبر طائرات موسكو على التحليق 2000 ميل إضافي، وما يصل إلى خمس ساعات أخرى، للوصول إلى قواعد استراتيجية في سورية".
وذكرت الصحيفة أن "مسؤولين أميركيين طلبوا من مصر خلال شهري فبراير/شباط ومارس/آذار الماضيين إغلاق مجالها الجوي أمام الطيران العسكري الروسي، وهي الخطوة التي كانت لتمنع وصوله إلى سورية".
لكن، بحسب المسؤولين المصريين والأميركيين، لم ترد مصر (الحليف الرئيسي للولايات المتحدة من خارج حلف الناتو) على المطالب، واستمرت في فتح مجالها الجوي للرحلات الروسية العسكرية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الخارجية الأميركية رفضت التعليق على ما اعتبرتها "محادثات دبلوماسية خاصة"، فيما لم ترد وزارة الخارجية المصرية على طلب بالتعليق.
وبحسب "وول ستريت جورنال"، فإنه على الرغم من أن دولًا أخرى مثل السعودية تسمح بعبور مثل هذه الرحلات، إلا أن "دور مصر حيوي بسبب موقعها الاستراتيجي الرابط بين أفريقيا وآسيا، ولأن مجالها الجوي يجاور اليونان الدولة العضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، والتي منعت عبور الرحلات الروسية أيضًا".
وتقول الصحيفة الأميركية إن "القواعد العسكرية الروسية في سورية أساسية لانطلاق الرحلات نحو أفريقيا والكاريبي وما أبعد من ذلك، وشهدت الأسابيع الأخيرة تزايدا في عدد الرحلات العسكرية الروسية عبر المجال الجوي المصري".