"وول ستريت جورنال": البنتاغون يراجع تقييماً للدور العسكري في أفغانستان

19 يوليو 2022
سيطرت "طالبان" العام الماضي على أفغانستان (فرانس برس)
+ الخط -

تراجع قيادة وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) تقييماً للدور العسكري في الصراع الأفغاني، من دون أن تقرّر ما إذا كان سيتمّ الكشف عن جوانب هذه الوثيقة السرية، وفق ما أكد أشخاص مطلعون على القضية لصحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، الإثنين.

ولفتت الصحيفة إلى أن مسودة التقرير التي تمّ تقديمها إلى كبار مسؤولي البنتاغون في وقت سابق من هذا الشهر، هي واحدة من سلسلة تقييمات تجريها كلّ وكالة لجمع سجل للدور الأميركي في أفغانستان. وفي هذا السياق، قال مسؤول في الوزارة إن التقرير تمّت إعادته في وقت سابق هذا العام، لتوسيع نطاقه. لكن لغاية الآن، لم يتمّ نشر أي من هذه التقارير، ما يمنع المحاسبة العامة لعملية صنع القرار وتنفيذه في الإدارة الأميركية، خصوصاً في الأيام الأخيرة من الصراع.

وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى أن نتائج هذه المراجعات الداخلية مشحونة سياسياً، مع اقتراب الانتخابات النصفية في الولايات المتحدة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل. وذكّرت بأن الرئيس جو بايدن واجه انتقادات من حزبي الديمقراطيين والجمهوريين في الكونغرس، بعد قرار الانسحاب من أفغانستان، وكذلك من دوائر الأمن القومي.

وفي هذا الإطار، أمل نائب الرئيس في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية (مقره واشنطن) سيث جونز في حديث مع الصحيفة، في ألا تقف الحاجة لإبقاء بعض المواد سرية عائقاً أمام المحاسبة، مشيراً أنه إذا حجبت الإدارة بعض الأمور لأنها مدمّرة سياسياً، فهذه مشكلة كبيرة.

ولفتت الصحيفة إلى أن مسودة أولية لتقييم البنتاغون، أكملها كتاب تابعون لجامعة الدفاع الوطني، قُدّمت في مارس/آذار الماضي، كانت تنتقد بعض قيادات وزارة الدفاع نفسها، وفق ما أكده أفراد مطلعون على هذه النسخة من التقرير، والتي ركزت فقط على الأشهر الـ18 الأخيرة من حرب أفغانستان. وأشارت إلى أن مسؤولين كباراً طلبوا بعدها أن تتمّ مراجعة التقرير، لإضافة معلومات وبيانات إضافية، وتوسيع نطاقه أبعد من التقييم الأولي، وفق مسؤول دفاعي كبير. وأوضحت أنه أعيد تقديم مسودة جديدة في الأيام الأخيرة، لكن المسؤولين قالوا إنه لم يتضح متى سيكتمل التقرير.

وقال المسؤول: "اعتقد مسؤولو الدفاع وهيئة الأركان المشتركة أن المسودة التي رأوها كانت محدودة النطاق للغاية، ولم تقدّم المراجعة الشاملة التي اعتقدوا أنها ضرورية"، مشيراً إلى أنه لا يمكن الحصول على شيء من التقرير إذا لم يكن حاسماً بدرجة كافية، مؤكداً أن القلق الحقيقي كان جوهرياً.

ولم يعلّق المسؤولون على ما كان ينقص المسودة الأولية أو كيفية توسيعها، مكتفين بالقول إن نطاقها كان ضيقاً جداً.

وأكدت "وول ستريت جورنال" أن كلاً من وزارة الخارجية ومكتب مدير المخابرات الوطنية يقومان بجمع تقارير حول دور كلّ منهما في الأشهر الأخيرة من الصراع، لكن المسؤولين رفضوا التعليق على التفاصيل، مشيرة إلى أنه من غير الواضح ما إذا كان سيتمّ الكشف عن هذه التقارير.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية: "ليس لدينا حالياً تحديث لتقديمه، (...) سنكون شفافين قدر الإمكان في التقرير النهائي، بما يتفق مع التصنيف والاعتبارات الأخرى".

وامتنع مكتب مدير المخابرات الوطنية ومجلس الأمن القومي عن التعليق.

ولفتت الصحيفة إلى أنه في شكل منفصل، تجري وكالات الاستخبارات الأميركية مراجعة داخلية لكيفية تقييمها "إرادة الجيوش الأجنبية للقتال" بعد الانهيار الأسرع من المتوقع لقوات الأمن المدعومة من الولايات المتحدة في أفغانستان العام الماضي، وثبات أوكرانيا غير المتوقع في صدّ الغزو الروسي.

وانتزعت حركة "طالبان" السيطرة على كامل أفغانستان، في عمليات عسكرية متتالية انتهت بدخول كابول وإسقاطها في 15 أغسطس/آب، لتعلن نهاية حرب طويلة، بدأها الأميركيون وحلف شمال الأطلسي قبل عشرين عاماً، لإسقاط "طالبان" نفسها من الحكم، عقب اعتداءات 11 سبتمبر/أيلول 2001.

المساهمون