نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية عن مسؤولين ومستشارين غربيين قولهم إن إيران ترسل أسلحة متطورة بشكل متزايد إلى حلفائها الحوثيين في اليمن، وهو ما يعزز قدرتهم على مهاجمة السفن التجارية، على الرغم من الغارات الجوية التي تنفذها الولايات المتحدة على الحوثيين.
وطبقاً للمسؤولين، فإن الحوثيين في اليمن برزوا كواحد من أكثر وكلاء إيران قدرة، وذلك بسبب تدفق الأسلحة إليهم من طهران.
وأوضحت "وول ستريت جورنال" أن إيران زودت الحوثيين بمعدات متطورة، من ضمنها أجهزة تشويش للطائرات بدون طيار وأجزاء من صواريخ وقذائف بعيدة المدى، فضلاً عن إرسال إيران وحزب الله مستشارين لمساعدة الحوثيين في التخطيط لهجماتهم وشنها.
وأكد مسؤولون أن طهران تستعين بمهربين لجلب الأسلحة إلى اليمن من إيران ووسطاء لشراء قطع الغيار. وقال المستشارون الأمنيون والمسؤولون إن المهندسين في اليمن ودول أخرى في المنطقة يساعدون في تجميع الصواريخ والطائرات بدون طيار وتشغيلها، ويقدم عمال صناعة الشحن معلومات استخباراتية حية حول السفن التي سيتم استهدافها.
ودفعت المساعدات العسكرية الإيرانية المتزايدة للحوثيين واشنطن إلى تقديم شكوى إلى طهران عبر السويسريين.
وتصر إيران على أنها لا تشارك في عمليات الحوثيين وأن تصرفات الجماعة مدفوعة فقط بالغضب من الحرب الإسرائيلية في غزة. وقال نائب وزير الخارجية الإيراني علي باقري، في ديسمبر/كانون الأول، في إشارة إلى حلفائه في اليمن وفي جميع أنحاء الشرق الأوسط: "المقاومة لها أدواتها الخاصة… وتتصرف وفقاً لقراراتها وقدراتها".
وفيما يشدد محللون إيرانيون على أن الحوثيين يتصرفون بشكل مستقل إلى حد كبير، إلا أن إيران تسمح للوضع بالتصعيد لأنه يخدم أجندتها المتمثلة في الضغط على إسرائيل والولايات المتحدة دون خوف من الانتقام المباشر.
وقال الخبير في الأجهزة الأمنية في إيران بجامعة تينيسي في تشاتانوغا سعيد جولكار: "إن الحمض النووي العسكري الإيراني هو إنكار المسؤولية وإجبار الآخرين على القيام بالعمل القذر".
تكيف مع الضغوط
وقصفت الولايات المتحدة وحلفاؤها مواقع إطلاق الصواريخ ومخابئ الأسلحة في اليمن، وتقوم بدوريات في المياه لعرقلة تدفق الأسلحة إلى الحوثيين. ومع ذلك، فإن الحوثيين يتكيفون مع الضغوط. فبعد تحرك السفن الحربية الأميركية إلى البحر الأحمر، بدأ الحوثيون يستهدفون السفن شرقًا في خليج عدن، حيث لا وجود للولايات المتحدة، كما يقول مسؤولون تنفيذيون في مجال الشحن.
ويقول مسؤولون ومستشارون غربيون إن الحوثيين يتنقلون أيضًا بالمعدات والأفراد لتجنب الضربات ويبدو أنهم يتلقون الأسلحة في عبوات عائمة وليس في عمليات نقل من سفينة إلى سفينة يمكن رؤيتها بشكل أكبر من الجو. وفي الوقت نفسه، قالوا إن سفينة تجسس إيرانية قدمت معلومات عن أهداف في البحر الأحمر غادرت، على ما يبدو لتجنب استهدافها من قبل الولايات المتحدة.
وقال بهنام بن طالبلو، وهو زميل بارز في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن، إن "الحوثيين لديهم القدرة على الضربات بعيدة المدى الأكثر فتكا من أي مجموعة وكيلة لإيران، وهم الوحيدون الذين يستخدمون الصواريخ الباليستية المضادة للسفن".
وأضاف أن الحوثيين استخدموا في حادثة واحدة على الأقل صاروخا اتضح لاحقاً أنه في قائمة ترسانة إيران، وهو ما يمثل أول مثال واضح لانتقال الصواريخ الباليستية من وكيل إلى راع.
وتابع: "هناك أدلة تشير إلى أن اليمن ساحة معركة مهمة لاختبار الأسلحة الإيرانية والتطوير المحتمل"، مضيفاً أن "إيران لديها ترسانة في الداخل وترسانة في المنفى".