اعتبر المتحدث باسم وفد المعارضة العسكرية السورية إلى أستانة، أيمن العاسمي، الإثنين، أن جولة المفاوضات الـ 15 التي تنطلق الثلاثاء في سوتشي الروسية، فرصة لتحقيق تقدم بعد فشل المفاوضات في اللجنة الدستورية قبل أسابيع في جنيف، كاشفاً أن "أجندة الاجتماعات ستشمل وقف إطلاق النار في إدلب شمال غرب سورية، ودفع عمل اللجنة الدستورية، وقضية المعتقلين".
وحول أهمية الجولة بين العاسمي لوكالة "الأناضول" التركية أن "هناك محاولة لتحويل منطقة خفض التصعيد في إدلب وما حولها لمنطقة وقف إطلاق نار دائم، وهي تُبحث في كل جلسة" مضيفاً: "نريد أن ننتقل من مرحلة خفض التصعيد لوقف القتال والقصف بشكل مباشر".
ولفت إلى أنه "سيتم الحديث عن الفشل الذي حصل في جنيف بخصوص (اللجنة الدستورية) وهو ما يؤكد على أهمية هذا المسار"، مضيفاً "إن لم يكن هناك دفعة قوية للجنة الدستورية فربما يتم النظر في مسارات أخرى".
وأردف: "لا أعتقد أن هناك فكرة واضحة للمجتمع الدولي الآن، وبالتالي هناك بحث عن بدائل ولا بد أن يقوم المسار بدفع مسار اللجنة الدستورية ووقف إطلاق النار، إضافة لقضية المعتقلين والتهجير القسري الذي يقوم به النظام، وملف النازحين واللاجئين".
وشدد على أن مسار أستانة "لا يمكن الاستغناء عنه لأنه يشكل دافعاً لبقية المسارات"، معتبراً أن جولة الثلاثاء "فرصة بعد فشل المفاوضات في جنيف".
كما رجّح العاسمي أنه "إذا لم يتم تحقيق تقدم في هذا المسار، ستكون هناك فكرة جديدة يبدأ العمل عليها من قبل المجتمع الدولي وهو يحتاج لوقت لذلك نصرّ على تحقيق إنجاز في هذه الجولة".
وأوضح العاسمي أن "المعارضة أعدت ملفاً يتضمن الخروقات التي نفذتها قوات النظام والمليشيات الإيرانية على منطقة خفض التصعيد في إدلب، وتقديمها للجهات الدولية ومنها روسيا"، مؤكداً أن "فصائل المعارضة المتواجدة على الأرض هي التي بدأت بمسار أستانة وهي التي قامت بالتفاوض حتى الآن".
وتابع: "ربما في بعض عمليات التفاوض لا يتم الحديث بشكل علني عن كل التفاصيل، ولكن في هذا المسار التفاصيل تتضح معالمها على الأرض"، مُشيراً إلى أنه "عندما نتحدث عن جنيف ونرى أن الأمم المتحدة لم تقم بما يجب أن تقوم به، فما علينا إلا أن نرجع إلى مسار أستانة لنضع القطار على السكة بشكل واضح والنتائج الملموسة يُذهب بها لجنيف ليتم تأطيرها".
واستحضر العاسمي في هذا الصدد أنه "تم الاتفاق على اللجنة الدستورية في مسار أستانة، واتضحت ملامحها في جنيف".
وأردف المتحدث باسم الوفد في حديث مطول للوكالة، أنهم يحملون كوفد معارضة إلى هذه الجولة، "أفكاراً بكيفية دفع المفاوضات في اللجنة الدستورية وجعلها فاعلة بشكل أكثر وضوحاً وإنجازاً".
وألمح العاسمي إلى إمكانية عقد لقاء مع الجانب الروسي، مشيراً إلى أن "هذا اللقاء سينصب على أمرين رئيسيين: الأول، التعطيل الذي يقوم بها النظام وإيران للجنة الدستورية، والثاني، الخروقات التي يقوم بها النظام والمليشيات الإيرانية في إدلب".
واتهم العاسمي الجانب الإيراني بتعطيل مسار أستانة، قائلاً: "بما أن روسيا أخذت على عاتقها الحل من خلال مفاوضاتها مع الدول الفاعلة مثل تركيا، أعتقد أن عليها أن تسمع ما نقول وما نقدم من أدلة على هذه الخروقات والقصد منها"، مؤكداً أن "الخروقات مقصودة لتخريب هذا المسار وتعطيل عملية التفاوض وأي نتائج يمكن أن نحصل عليها من هذا المسار".
وشدد المتحدث على أن "المسار مهم، وفشله يعني الصدام، ربما انعكاسات الفشل على الأرض تكون بمسار أستانة أكبر من فشل مسار جنيف"، لافتاً إلى أنه "بالنهاية هو مسار عسكري رغم أنه يعنى بقضايا إنسانية، الفشل يعني أن هناك انهياراً لوقف إطلاق النار وأمور أخرى لا نرغب بها لأنها تؤثر على المدنيين بشكل عام، وأقول لروسيا، لا يمكن للشعب السوري أن يتراجع وعلى موسكو الضغط على النظام ومليشيات إيران".
وتبدأ في مدينة سوتشي الروسية الثلاثاء أعمال الجولة الـ 15 من المباحثات بصيغة أستانة، بعد اعتذار كازاخستان عن استضافة أعمال الجولة، ويشارك في الجولة الدول الضامنة للمسار، روسيا وتركيا وإيران، لمناقشة تطورات الأوضاع الأمنية والسياسية والإنسانية في سورية، بحضور مراقبين أمميين وعرب من لبنان والأردن والعراق، بالإضافة للمبعوث الأممي الخاص إلى سورية غير بيدرسون.
وتوقفت جولات أستانة عن الانعقاد منذ ديسمبر/ كانون الأول من العام 2019، وذلك بعد انخراط أطراف الصراع بمسار اللجنة الدستورية بجنيف، لكن وبعد عام على انطلاق اللجنة الدستورية، وخمس جولات من أعمالها والتي اتسمت جميعها بالفشل، يتضح عزم الروس العودة إلى مسار أستانة الذي ابتكروه لـ "حل الأزمة السورية"، والذي يتهمه الكثير من السوريين بالفشل أيضاً، وبأنه مراوغة روسية على المسارات الأممية لتحقيق مكاسب لها وللنظام السوري عبر مسار تفاوضي، بعد أن دعمته دائماً على الأرض، وما تزال.