توفي رئيس الوزراء الأردني الأسبق، فايز الطراونة، اليوم الأربعاء، عن عمر يناهز 72 عاماً جراء تداعيات إصابته بالمرض، وهو شخصية سياسية اقتصادية محافظة محسوبة على دائرة الحكم ومقرّبة منه.
وشغل الطراونة منصب رئيس الوزراء في الأردن مرتين؛ الأولى في عام 1998 حيث كان آخر رئيس وزراء في عهد الملك الراحل الحسين بن طلال، ثم 2012. كما شغل منصب رئيس الديوان الملكي الهاشمي ثلاث مرات كان آخرها بين 2013 و2018.
ولد الطراونة في الأول من مايو/أيار 1949، في عمّان، ودرس في مدارسها وحصل على شهادة الدراسة الثانوية من مدرسة المطران عام 1967، ثم نال شهادة البكالوريوس في الاقتصاد من الجامعة الأردنية عام 1971. واصل تعليمه العالي، فحصل عام 1980 على شهادة الدكتوراه في علم الاقتصاد من جامعة جنوب كاليفورنيا الأميركية، وكان حصل قبل ذلك بست سنوات على ماجستير في علم الاقتصاد من الجامعة ذاتها.
ويعد الطراونة واحداً من أفراد الأسر المعدودة في الأردن التي تتوارث المناصب، فهو ابن أحمد الطراونة رئيس الديوان ورئيس الوزراء السابق، الذي أمضى نصف قرن من عمره في المواقع القضائية والتشريعية والإدارية والسياسية المتقدمة.
وقضى فايز الطراونة السنوات الأولى من شبابه موظفاً في إدارة التشريفات داخل القصر الملكي، ومارس بضع وظائف أخرى هناك.
كما شارك الطراونة بالوفد الأردني لمباحثات السلام مع دولة الاحتلال الإسرائيلي التي سبقت توقيع اتفاقية وادي عربة بين عامي 1991 و1994، ويعد من مهندسي عودة العلاقات الأميركية الأردنية عام 1992 من خلال فتحه قناة اتصال مباشرة مع مرشح الرئاسة الأميركي آنذاك بيل كلينتون، حينما شغل منصب سفير الأردن في الولايات المتحدة حوالي 5 سنوات.
كما ساهم في إعادة العلاقات الأردنية الكويتية عام 1997 حينما أجرى حديثاً مباشراً مع وزير الخارجية الكويتي حينها الشيخ صباح الأحمد الصباح خلال احتفال في البيت الأبيض.
وقد ذكر الطراونة، في حديث سابق له، أنه حين تولى منصب السفير في واشنطن واجه ظرفاً صعباً حيث كان استقبال الموظفين في وزارة الخارجية وكذلك أعضاء الكونغرس له فاتراً، وذلك على خلفية الموقف الأردني من حرب الخليج.
كما جرى تأخير تقديم أوراق اعتماده للرئيس بضعه أشهر دون أن يكون التأخير مقصوداً بالضرورة وفق قوله، إذ يجري عادة استدعاء نحو 12 سفيراً ليقدموا أوراق اعتمادهم في البيت الأبيض خلال يوم واحد.
وكان كلينتون الذي مضت عليه ثلاثة أشهر فقط في المكتب البيضاوي، في اللقاء العائلي حسب البروتوكول الأميركي، قد فاجأ السفير الأردني ليس فقط بالاستقبال الدافئ، بل كذلك حين أبلغ سفير المملكة الجديد، بأنّ الشخصية السياسية التي تستأثر باهتمامه وتحوز على احترامه هي شخصية الملك الراحل الحسين.
ويتهم الطراونة من قبل منتقديه بأنه واحد من الشخصيات التي ساهمت في تراجع الاقتصاد الأردني، وتردي الأوضاع السياسية، بالنظر إلى المناصب التي شغلها في العقود الأخيرة.
يذكر أنّ الطراونة نشر سيرته الذاتية تحت عنوان "في خدمة العهدين" في أغسطس/آب 2019، وقال إنّ الفكرة راودته بعد عودته لعضوية مجلس الأعيان عام 2018 وشعوره بأنّ لديه من الوقت ما يمكنه من استعادة شريط الذكريات وتدوين الوقائع والأحداث والتطورات التي مرّ بها الأردن، والتي كان في كثير منها شاهداً أو مشاركاً أو مساهماً فيها أو حتى من صناعها.