وفاة المفكر "اللاعنفي" عبد الأكرم السقا في سجون النظام السوري

21 اغسطس 2024
المفكر الإسلامي السوري عبد الأكرم السقا (فيسبوك)
+ الخط -
اظهر الملخص
- توفي عالم الدين والمفكر الإسلامي السوري عبد الأكرم السقا في سجون النظام السوري بعد 13 عاماً من اعتقاله، حيث تم تثبيت وفاته في السجلات المدنية نهاية عام 2014.
- السقا، المولود في داريا عام 1944، كان من أنصار مدرسة "اللاعنف" وشارك في الاحتجاجات السلمية ضد النظام السوري، مما أدى إلى اعتقاله في يوليو 2011.
- له العديد من المؤلفات الفكرية والفقهية، وتوفي 15393 شخصاً تحت التعذيب في سجون النظام السوري منذ 2011.

أعلنت عائلة عالم الدين والمفكر الإسلامي السوري عبد الأكرم السقا، اليوم الأربعاء، وفاته في سجون النظام السوري بعد 13 عاماً من اعتقاله. وقال ابنه جلال السقا، عبر "فيس بوك" إن والده المعتقل منذ يوليو/ تموز 2011، جرى تثبيت وفاته في السجلات المدنية نهاية عام 2014.

وعبد الأكرم السقا من مواليد 1944 في مدينة داريا في ريف دمشق، وهو عالم دين، ومفكر إسلامي معاصر، وكان إماماً وخطيباً لجامع "أنس بن مالك" في مدينة داريا بين عامي 1988 و2000، ويُعَدّ من أنصار مدرسة "اللاعنف" التي نظّر لها المفكر الإسلامي جودت سعيد، وهو من المفكرين الإسلاميين المجددين، ومؤسس الجمعية الخيرية والثانوية الشرعية في مدينته، ومن أبرز تلامذته الناشط يحيى الشربجي الذي قضى أيضاً في سجون النظام مطلع عام 2013.

وبعد اندلاع الاحتجاجات السلمية المطالبة بإسقاط النظام السوري، ساند عبد الأكرم السقا الحراك الشعبي، وشارك طلابه في المظاهرات التي شهدتها المدينة، لتداهم قوات النظام منزله في منتصف يوليو/ تموز 2011، بعد مراجعات للفروع الأمنية على مدار أربعة أشهر، واختفى أثره منذ ذلك الحين.

وكان السقا قد اعتقل لمدة شهرين بعد وفاة الأسد الأب عام 2000، بسبب وصول معلومات لأجهزة الأمن بأنه تشاور مع أنصاره حول جواز الترحم على حافظ الأسد في صلاة الجمعة. وخلال الغزو الأميركي للعراق في 2003، قاد السقا أنشطة احتجاجية سلمية في مدينة داريا ضد الغزو، فاعتقلته المخابرات العسكرية التابعة للنظام مع 24 طالباً من طلابه، لمدة 11 شهراً، بينما بلغت فترة اعتقال بعض طلابه أكثر من عامين ونصف، وأحيل بعضهم على المحكمة الميدانية العسكرية في قضية عرفت باسم "معتقلو داريا".

ويُعَدّ السقا من المفكرين الإسلاميين المجددين، وله العديد من الكتب الفكرية والفقهية التي احتوت على أفكاره في علم الحديث وأصول الفقه والتفسير، كذلك احتوت على أفكاره في الإصلاح والتغيير الاجتماعي، وله ما يزيد على خمسة وعشرين مؤلفاً مطبوعاً، بالإضافة إلى الكثير من المؤلفات غير المطبوعة.

ومن أبرز مؤلفاته "مؤمن آل فرعون" وكتاب الصيام وكتاب "لا يمسه إلا المطهرون"، و"قيمة الفقه في حياة الإنسان" و"الدعوة إلى التغيير" و"رؤى في الفكر والقلب" وغير ذلك. ووفق الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فقد توفي 15393 شخصاً تحت التعذيب في سجون النظام السوري منذ انطلاقة الثورة السورية عام 2011 على يد مختلف أطراف الصراع، أكثر من 98 بالمئة منهم في سجون النظام السوري، بينما لا يزال أكثر من 136 ألف شخص يقبعون في السجون وفق أرقام الشبكة الموثقة.