وفاة أليكسي نافالني... المسؤولية على عاتق الكرملين

18 فبراير 2024
خلال تظاهرة في كراكوف جنوبي بولندا، أول من أمس (Getty)
+ الخط -

لطالما رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نطق اسم أليكسي نافالني، المعارض الأبرز لحكمه منذ 15 سنة. وغالباً ما استعاض عن ذكر الاسم بأوصاف مثل "المدون" و"المريض" (بعد التسميم في العام 2020) و"السجين".

وقبل شهر من انتخابات رئاسية محسومة النتائج لصالحه، سيكون على بوتين أن يبتكر وصفاً جديداً لنافالني، بعد الإعلان عن وفاته في السجن يوم الجمعة الماضي في مستعمرة جزائية روسية، حيث كان يقضي عقوبة بالسجن لمدة 19 عاماً.

وعلى الرغم من مسارعة رموز "بروباغاندا" الكرملين إلى إبعاد الاتهامات عن الأخير، وتحميل بعضهم أجهزة الاستخبارات الغربية مسؤولية قتل نافالني، وبناء هؤلاء تقديراتهم على أن وفاته غير مؤاتية للكرملين، ومفيدة للغرب، إلا أن المسؤولية الأولى في ما حدث لنافالني تبقى على عاتق السلطات الروسية التي نكّلت بالمعارض الروسي طيلة السنوات الماضية.

وأكدت كيرا يارميش، المتحدثة باسم نافالني، أمس السبت، وفاته مشيرة إلى إخطار رسمي تسلمته والدته. وكتبت على منصة "إكس": "نطالب بتسليم جثة أليكسي نافالني لعائلته على الفور"، مشيرة إلى أن جثته ليست في المشرحة في بلدة سالخارد القربية من المستعمرة العقابية التي توفي فيها. وذكرت يارميش أن والدة نافالني ومحاميه زارا المشرحة ليجداها مغلقة على الرغم من تأكيد المستعمرة العقابية أنها تعمل وأن جثة نافالني موجودة فيها. وأضافت يارميش على منصة إكس: "جثة أليكسي ليست في المشرحة".

من جهته، كتب إيفان غدانوف، الحليف البارز لنافالني على منصة "اكس" أنه جرى إبلاغ والدة نافالني ومحاميه في المستعمرة العقابية أمس السبت بأنه توفي بسبب "متلازمة الموت المفاجئ".

توقيف 170 محتجاً على وفاة أليكسي نافالني

ولم تتأخر ردود الفعل في الداخل الروسي أو في الخارج في الظهور عقب الوفاة. وبدا أن السلطات تخشى من اتساع أي تحرك مندد بما حدث لنافالني، إذ تم توقيف أكثر من 170 شخصاً في تجمعات من أجل نافالني في روسيا، وإزالة باقات تأبين للراحل من مدن روسية تحت أنظار الشرطة.

وقالت جماعة "أو.في.دي-إنفو" الحقوقية المعنية بحرية التجمع في روسيا، في بيان أمس السبت، أن أكثر من 170 شخصاً اعتقلوا في 13 مدينة بأنحاء روسيا خلال مسيرات عفوية، خلال اليومين الماضيين، مضيفة: "في كل مركز شرطة يحتمل أن يكون هناك عدد من المعتقلين أكبر من الموجودين في القوائم المنشورة... ننشر فقط أسماء من نملك بشأنهم معلومات موثوقة ويمكننا نشر أسمائهم".

وأشارت "أو.في.دي-إنفو" إلى أن الشرطة منعت مواطنين من الوصول إلى نصب تذكاري في مدينة نوفوسيبيرسك السيبيرية، واعتقلت عدة أشخاص. وأظهرت تسجيلات مصورة نشرت على قنوات وسائل التواصل الاجتماعي الروسية قيام مجهولين، خلال ليل أول من أمس، بإزالة باقات الزهور التي وضعت تكريماً لنافالني من النصب التذكارية لضحايا القمع في الحقبة السوفييتية في جميع أنحاء روسيا. وأظهر مقطع فيديو، في موسكو، إزالة الزهور من نصب تذكاري بالقرب من مقر جهاز الأمن الفيدرالي من قبل مجموعة كبيرة من الروس، بينما كانت الشرطة تراقب. لكن بحلول صباح أمس السبت، ظهر المزيد من باقات الزهور.

نُقل نافالني، حسب فريقه، إلى القسم الانفرادي 27 مرة

كما واجهت روسيا منذ الإعلان عن وفاة أليكسي نافالني سيلاً من المواقف الغربية، التي تدعو إلى التحقيق في الوفاة وتحمل الكرملين المسؤولية عن وفاته. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، أمس السبت، إلى إجراء تحقيق "شفاف وذي مصداقية" في وفاة نافالني.

وأعلنت إيطاليا، التي تتولى الرئاسة الدورية لمجموعة السبع، أن وزراء خارجية المجموعة وقفوا مدة دقيقة في بداية اجتماعهم في ميونخ، أمس السبت، حداداً على نافالني. وقال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، خلال الاجتماع الذي عقد على هامش مؤتمر ميونخ للأمن ​​في ألمانيا: "بسبب أفكاره ومعركته من أجل الحرية ومعارضته للفساد في روسيا، قُتل أليكسي نافالني فعلياً". وأضاف: "يجب على روسيا تسليط الضوء على وفاته ووقف قمعها غير المقبول للمعارضة السياسية".

وواصلت دول غربية، أمس السبت، تحميل الكرملين مسؤولية مقتل نافالني. وكتبت وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونغ على منصة "إكس"، أمس السبت، إن "معارضة نافالني البطولية لنظام بوتين القمعي والظالم ألهمت العالم. نحن نحمل الحكومة الروسية وحدها المسؤولية عن معاملته ووفاته في السجن".

وحمّل الرئيس الأميركي جو بايدن، مساء أول من أمس الجمعة، بوتين مسؤولية مباشرة عن وفاة نافالني في السجن، واصفاً المعارض بأنه "صوت قوي من أجل الحقيقة".

وبينما أعرب بايدن عن "غضبه" لوفاة نافالني، فقد أقر بأنه لا يعرف بعد ما حصل بالضبط، محمّلاً بوتين و"زمرته" المسؤولية في جميع الأحوال. وقال بايدن، في تصريحات متلفزة من البيت الأبيض: "بوتين هو المسؤول عن وفاة نافالني". وأضاف: "ما حصل لنافالني هو دليل آخر على وحشية بوتين. على أحد ألا يُخدع".

وأكد بايدن، الذي سبق أن وصف بوتين بالديكتاتور على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا ومعاملته لخصومه، أنه "يدرس عدداً كبيراً من الخيارات" للرد، من دون الإفصاح عن تفاصيل إضافية. واستذكر بايدن عملية التسميم التي تعرّض لها نافالني وعودة المعارض إلى روسيا على الرغم من المخاطر التي كانت تتهدد سلامته. وقال: "حتى في السجن، كان صوتاً قوياً من أجل الحقيقة. شجاعته لن تُنسى".

وشدّد على أن موت نافالني يبيّن ضرورة إقلاع الجمهوريين عن عرقلة حزمة مساعدات بمليارات الدولارات لأوكرانيا. وقال إن "هذه المأساة تذكّرنا بمخاطر هذه اللحظة"، مضيفاً: "علينا أن نوفّر التمويل لكي تتمكن أوكرانيا من مواصلة الدفاع عن نفسها في مواجهة هجوم بوتين الشرس وجرائم الحرب".

من جهتها، ذكرت وزارة الخارجية البريطانية، في بيان، أنه جرى استدعاء الدبلوماسيين في السفارة الروسية مساء أول من أمس الجمعة، لإعلامهم بأن السلطات الروسية "تتحمل المسؤولية الكاملة" عن وفاة نافالني، مشددة على ضرورة "التحقيق فيها بشكل كامل وشفاف".

وقالت: "في السنوات الأخيرة، سجنته السلطات بتهم ملفقة، وسممته بغاز أعصاب محظور، وأرسلته إلى مستعمرة عقابية في القطب الشمالي. لا ينبغي لأحد أن يشك في الطبيعة الوحشية للنظام الروسي".

في المقابل، امتنعت وزارة الخارجية الصينية عن التعليق على وفاة نافالني، ووصفته بأنه "شأن داخلي لروسيا". وقال مكتب المتحدث باسم وزارة الخارجية، في بيان رداً على سؤال لوكالة "فرانس برس" حول الموضوع: "هذا شأن روسي داخلي. لن أعلق".

احتجاجات حول العالم على وفاة نافالني

كما تجمع مئات المحتجين، الكثير منهم مهاجرون روس، في مدن في أنحاء أوروبا وخارجها، خلال اليومين الماضيين، للتعبير عن غضبهم لوفاة نافالني. وتجمع العشرات أمام السفارة الروسية في لندن خلف حواجز، حاملين لافتات باللغتين الإنكليزية والروسية كُتبت عليها عبارات "بوتين قاتل" و"القتلة" و"نافالني بطلنا" و"روسيا مسجونة" و"لا تستسلموا" و"نحن نافالني".

كما تجمع المحتجون في كثير من الأحيان أمام السفارات الروسية، ورددوا شعارات تنتقد بوتين، الذي اتهموه بالمسؤولية عن وفاة نافالني، ورفعوا لافتات تصفه بأنه "قاتل" وطالبوا بالمحاسبة.

وفي برلين، تجمع 500 إلى 600 شخص، وفقاً لتقديرات الشرطة، وهم يهتفون بمزيج من اللغات الروسية والألمانية والإنكليزية. وهتف البعض "بوتين إلى لاهاي" في إشارة إلى المحكمة الجنائية الدولية التي تحقق في جرائم حرب محتملة ارتكبت في أوكرانيا. واستخدمت الشرطة الحواجز لإغلاق الطريق بين السفارة الروسية والحشد. وفي ليتوانيا، وضع متظاهرون الزهور والشموع بجوار صورة لنافالني.

كما خرجت تظاهرات في باريس وروما وأمستردام وبرشلونة وصوفيا وجنيف ولاهاي وغيرها. وعقب الإعلان عن وفاقة نافالني أول من أمس الجمعة، قام أشخاص في واشنطن بتلطيخ جدار مبنى السفارة الروسية بالطلاء الأحمر، محملين الحكومة الروسية المسؤولية عن وفاته.

وفي انتظار تحديد أسباب الوفاة، فإن الأكيد أن المعارض الروسي قضى في معتقل بنظام استثنائي خاص قرب القطب الشمالي، مخصص للسجناء الأكثر خطورة، في ظروف تذكر بمعسكرات "الغولاغ" سيئة السمعة في عهد الزعيم السوفييتي جوزيف ستالين، بعد أن رفض "الموت السياسي" قبل نحو ثلاث سنوات وقرر العودة إلى موسكو.

حوادث تسميم نافالني

وتعرض أليكسي نافالني طيلة السنوات الماضية لاعتداءات وحوادث تسميم، التي تكررت منذ 2017 وكادت تؤدي إلى فقدانه البصر. وفي 2019، تعرض لتسمم بمواد مجهولة أدت إلى ظهور طفح جلدي لديه، والحادثة الأخيرة والأشهر في أغسطس/آب 2020 حين دخل في غيبوبة إثر تسميمه بغاز "نوفيتشوك"، نُقل بعدها إلى برلين للعلاج.

كما أن ظروف الاعتقال الصعبة ربما تسببت في إصابته بأمراض إضافية. وحسب فريق نافالني، فإنه المعارض نُقل إلى قسم العقوبات الانفرادي 27 مرة، وقضى فيه 310 أيام من أصل 1124 يوماً منذ اعتقاله. وبسبب عدم توفر الرعاية الصحية المناسبة له في السجون التي مكث فيه، اضطر في 2023 إلى الإضراب عن الطعام للحصول على العلاج في المستشفى من آلام في الظهر وفقدان الشعور في الساقين والأقدام.

مع وفاة نافالني يراهن الكرملين على إغلاق الباب كاملاً أمام الأمل بطموحات التغيير عبر الانتخابات

ورأى مناصرو نافالني أنه بغض النظر عن نتائج التحقيق، فإن ما تعرض له المعارض من حوادث تسميم واعتداءات، إضافة إلى التنكيل به في السجون، يكفي لإدانة الكرملين سياسياً بالتسبب بحادثة الوفاة، بشكل مباشر أو غير مباشر.

وتشي طبيعة ما تعرض له المعارض والنظام السياسي الروسي بأن بوتين هو من قرر إرسال أليكسي نافالني إلى السجن بعد عودته من ألمانيا في 17 يناير/كانون الثاني 2021، وإصداره فيلم "قصر بوتين". كما أن نقل نافالني إلى معتقل "الذئب القطبي" النائي حصل على مباركة من أعلى السلطات، خصوصاً أن النقل جرى قبل ثلاثة أشهر من الانتخابات الرئاسية.

وفاة نافالني رسالة من السلطة للروس

والمؤكد أن وفاة نافالني، في حال تأكد القتل، تبعث رسالة أساسية للمجتمع الروسي قبل شهر من الانتخابات الرئاسية، مفادها أن السلطة تفعل ما تريد من دون الالتفات إلى ردود الفعل المحلية والعالمية.

يأتي هذا انطلاقاً من أن المعارضة الديمقراطية الليبرالية لا تشكل أي تهديد بعد سنتين من الحرب في أوكرانيا، قسمت فيها السلطة المواطنين بين عملاء للخارج و"طابور خامس"، توزع مصيرهم بين السجون أو الهجرة الطوعية إلى الخارج، ومواطنين يدعمون الحرب أو فقدوا الأمل في إحداث أي تغيير. ومن هنا تكمن أهمية إقصاء نافالني عن المشهد السياسي، بما مثله من أمل بالتغيير وإصرار على عدم الرضوخ والاستسلام.

وذهب البعض إلى أن "رومانسية" نافالني السياسية حجبت عنه تقدير الأوضاع جيداً، ليعود إلى بلاد مختلفة، انتهى فيها عصر التنافس السياسي، ولم تعد السلطة تراعي أي خطوط حمراء في قراراتها وتصرفاتها، كما أن معظم الشعب بدأ يفقد الأمل بالتغيير، وبات يائساً أو غير مكترث بروايات المعارضة.

وبدا أن السلطة كسبت الرهان في أن إبعاد نافالني إلى السجن سوف يخفف من تأثيره تدريجياً. فوفقاً لاستطلاع نظمه مركز "ليفادا" المستقل، ونشر في فبراير/ شباط 2022، لم يعرف 14 في المائة من المشاركين في الاستطلاع من هو نافالني، لترتفع النسبة إلى 23 في المائة في فبراير 2023. وتراجع عدد مؤيدي نافالني في الاستطلاع ذاته إلى أقل من 5 في المائة في 2023، مقابل 9 في المائة حين اعتُقل في 2021.

صمود نافالني في السجن

لكن نافالني أثبت قدرته على الصمود في أصعب الظروف وقيادة جمهوره رغم سجنه. فبعد ندائه الشهر الماضي من أجل دعم ترشيح بوريس ناديجدين الرافض للحرب على أوكرانيا للانتخابات الرئاسية، اصطف مناصروه في طوابير للتوقيع دعماً لترشح ناديجدين. وهذه الطوابير لم ترق للكرملين، رغم أن الترشيح كان متوافقاً عليه، فناديجدين شخصية غير معروفة، ما تسبب لاحقاً في رفض الطلب بحجة وجود أخطاء في بيانات داعمي طلب الترشح.

ولا بد من الإشارة إلى أن الشهور الأخيرة شهدت حملة تصفية حسابات مع رموز معارضة رغم توجهها القومي الداعم لبوتين وللحرب، في خطوة بدت لإبعاد أي شخصية قد تنافس بوتين في حال الانتصار في الحرب على أوكرانيا أو الهزيمة.

وفي هذا الإطار، يأتي "التخلص" من نافالني بعد القضاء على زعيم مجموعة مرتزقة "فاغنر" يفغيني بريغوجين، الطباخ الذي أراد العمل لمصلحته بشكل هدد النظام السياسي الذي بناه بوتين، وإرسال أيغور غيركين، وشهرته "سترليكوف"، إلى السجن على ذمة التحقيق بتهمة الدعوات إلى التطرف، بعد أن تحول إلى أحد أكبر المنتقدين لأداء القوات الروسية في أوكرانيا وأساليب إدارة العملية العسكرية، رغم أنه كان في مقدمة الصفوف منذ أحداث دونباس 2014 وساهم في الحركة الانفصالية هناك.

ومع وفاة نافالني، يراهن الكرملين على إغلاق الباب كاملاً أمام الأمل بطموحات التغيير عبر الانتخابات، والدور الفاعل للمعارضة بمختلف تلاوينها في انتقاد السلطات.

وحتى اللحظة، لم يظهر ما يفيد بأن المعارضة الديمقراطية من دون نافالني قادرة على التغيير، وتبني شعارات مناسبة لتوحيد صفوفها وكسب قاعدة شعبية حولها، تدفع السلطات إلى تغيير سياساتها. وفي حين قد يدفع اليأس من انسداد أفق التغيير إلى الغضب، فإن تجارب السنوات السابقة، منذ إقرار رفع السن التقاعدي في 2018، تثبت أن السلطات الروسية استعدت لمنع حراك الشارع، ووضعت أسساً قانونية لذلك، وجهزت القوات المناسبة للتعامل مع هذه الحالات.

التغيير في روسيا لن يحصل بسرعة

والأرجح أن التغيير في روسيا لن يحصل بسرعة كما درجت العادة في "مملكة الثلوج والدببة"، إلا في حال حصول تطورات تختلف عن ردات الفعل على الاغتيالات السياسية السابقة، مثل مقتل المعارض بوريس نيمتسوف، في فبراير 2015، على بعد مئات الأمتار عن جدران الكرملين.

وكشف مصير نافالني عن التغيرات الكبيرة التي شهدتها روسيا منذ العام 2012، وعودة بوتين إلى الكرملين في ولاية ثالثة. ففي 2013، قضت محكمة على نافالني بالسجن للمرة الأولى، ونزل الناس إلى الشوارع وسط موسكو، وحينها بادر مكتب المدعي العام إلى تغيير الحكم إلى حكم مع وقف التنفيذ. وبعدها سُمح لنافالني بالمشاركة في انتخابات عمدة موسكو، وحصل على المركز الثاني. والآن قبل شهر من انتخاب بوتين لولاية رئاسية خامسة، لم تُسجّل بعد أي مشاركة معارض حقيقي في الانتخابات.

ورغم التنديد الغربي الواسع وتوجيه بعض الاتهامات المباشرة إلى بوتين بالمسؤولية عن قتل نافالني، فإن العقوبات التي يمكن أن تفرض على روسيا والحاشية المقربة من بوتين لن تكون رادعاً كبيراً، في ظل العقوبات غير المسبوقة التي فرضت على المسؤولين الروس والقطاعات الاقتصادية المختلفة منذ الحرب على أوكرانيا قبل نحو عامين.

والأرجح أن يستغل الكرملين أي عقوبات قد تفرض لزيادة قمعه للمعارضة "غير النظامية العميلة للغرب"، والتأكيد على أن الغرب يحارب روسيا من أجل كسر شوكتها وإضعاف دورها العالمي، سواء عبر عملاء الداخل أو سلاح العقوبات وتزويد أوكرانيا بالسلاح.

المساهمون