كشفت مصادر من العاصمة السورية دمشق، لـ"العربي الجديد"، أن دفعة مقاتلين محليين جندتهم روسيا، وصلت، صباح اليوم الإثنين، إلى مطار بنينا القريب من مدينة بنغازي شرق ليبيا، لغرض حراسة المنشآت النفطية في ليبيا، والقتال دعماً لمليشيات اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر المدعوم من روسيا، في حال تجددت المعارك ضد قوات "حكومة الوفاق" الشرعية.
وأكدت المصادر أن كتيبة مؤلفة من 310 مقاتلين (سوريي الجنسية)، انطلقت بعد منتصف ليل الأحد عبر طائرتي "يوشن" من قاعدة "حميميم" الجوية الروسية في منطقة جبلة شرق محافظة اللاذقية، وحطت صباح اليوم الإثنين في الأراضي الليبية التي تُسيطر عليها قوات حفتر.
وأوضحت المصادر أن عمليات التجنيد بخصوص هذه الرحلة بدأت مطلع آذار/ مارس الفائت في منطقة السيدة زينب جنوب العاصمة دمشق، ومنطقة جرمانا جنوب شرق العاصمة، ومن مدينة حلب شمال غرب البلاد، عبر مكاتب وشركات أمنية تعمل لصالح القوات الروسية ضمن المحافظات والمدن التي يُسيطر عليها النظام السوري. وأشارت المصادر إلى أن 70٪ من المجندين همُ من المدنيين والمتخلفين عن الخدمة الإلزامية في جيش النظام السوري.
ونوهت المصادر إلى أن الكتيبة انقسمت إلى قسمين، الفئة الأولى والبالغ عددها 120 متطوعاً وقعوا عقوداً مع الشركات الأمنية التي ترعاها روسيا مدتها 3 أشهر براتب 1200 دولار أميركي في الشهر، والفئة الثانية من المقاتلين وقعوا عقوداً مدتها 5 أشهر براتب شهري قدره 1300 دولار أميركي، مؤكدةً أنه تم دفع مبلغ سلف قبل السفر 500 دولار لكل مجند جديد تم منحها إلى ذويه.
مغريات أمنية أخرى للمتطوعين، مثل شطب أسماء المطلوبين لأجهزة النظام السوري الأمنية، وكذلك إعفاء المقاتل من الالتحاق بالخدمة العسكرية في جيش النظام
ولفتت المصادر إلى أن هناك مغريات أمنية أخرى للمتطوعين، مثل شطب أسماء المطلوبين لأجهزة النظام السوري الأمنية، وكذلك إعفاء المقاتل من الالتحاق بالخدمة العسكرية في جيش النظام، كما تضمّن العقد بنداً ينص على أنه في حال أُصيب المتطوع داخل الأراضي الليبية يحصل على راتب دائم بعد تلقيه العلاج.
وشددت المصادر على أن المُجندين الجدد الذين وصلوا إلى ليبيا سيخضعون لتدريبات عسكرية مدتها 15 يوماً تحت إشراف شركة "فاغنر" الأمنية الروسية، وذلك بالتعاون مع ضباط تابعين لقوات النظام يتواجدون ضمن القواعد العسكرية التي تُسيطر عليها القوات الروسية والمليشيات التي تساند اللواء حفتر.
وتكمن مهمة هؤلاء المتطوعين في حماية وحراسة المنشآت النفطية، والمصانع التي تُسيطر عليها القوات الروسية ضمن مناطق نفوذ ميليشيات حفتر، فيما يتم أيضاً تدريبهم على استخدام أسلحة فردية متطورة روسية من قبل "فاغنر" ليكونوا جاهزين في حال تجددت المعارك مرة أخرى ضد "حكومة الوفاق" الليبية.
وكان ما يزيد عن 500 مجند من مختلف المحافظات السورية، غالبيتهم من محافظة السويداء، جنوب سورية، عادوا إلى الأراضي السورية بعد انتهاء عقودهم الموقعة لمدة أربعة أشهر مع الشركات الأمنية الروسية في ليبيا، وتعرض هؤلاء للخداع من خلال دفع نصف مستحقاتهم وتسليم كل شخص 3000 دولار أميركي من أصل 6000 دولار.