وصفة بغداد لوقف تصاعد العنف: عمليات عسكرية مع نشاط استخباري مكثف

30 يناير 2022
القوات العراقية أطاحت عنصراً متورطاً بالهجوم على مطار بغداد (أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -

أفادت مصادر أمنية عراقية، اليوم الأحد، بأنّ القوات العراقية أطاحت عنصراً يُشتبه في تورطه بالهجوم الصاروخي الأخير على مطار بغداد الدولي، الذي ألحق أضراراً بطائرات مدنية.

وجاء ذلك بعد أقل من ساعة من إعلان السلطات الأمنية، ليل أمس السبت، قتل 9 عناصر من خلية إرهابية كانت قد أطاحت 11 جندياً عراقياً بمحافظة ديالى شمال شرق العاصمة بغداد.

وكان الأمن العراقي قد أعلن، في وقت سابق، توصله إلى "خيوط مهمة" بشأن منفذي الهجوم الصاروخي، الذي طاول مطار بغداد الدولي، فجر أمس الأول (الجمعة)، وسبّب خسائر مادية، بينها تضرر طائرتين مدنيتين.

ووفقاً لمصادر نقلت عنها وكالات أنباء عراقية محلية، فإن "المشتبه فيه اعتُقِل في حاجز أمني بمنطقة السرحة، شمالي محافظة ديالى (شمال شرق بغداد)"، مؤكدة أن "المعتقل أُخضع للتحقيق"، من دون كشف مزيد من التفاصيل.

يجري ذلك في وقت كثفت فيه القوات العراقية عملياتها العسكرية لتعقّب بقايا تنظيم "داعش" الإرهابي، ضمن استراتيجية للرد على هجماته، فيما اعتمدت على تفعيل الجهد الاستخباري بتنفيذ تحركاتها الميدانية.

المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة، اللواء يحيى رسول، الذي أوضح تفاصيل إطاحة الخلية الإرهابية المسؤولة عن حادثة حاوي العظيم بديالى، أكد أن "العملية حصلت وفق معلومات استخبارية دقيقة، جرت خلالها متابعة الخلية، وعلى إثرها قتل 9 إرهابيين بضربات جوية لطائرات أف – 16 العراقية"، موضحاً في تصريح لقناة العراقية الإخبارية الرسمية، أن "عملية الاستهداف كانت رسالة قوية من القوات المسلحة والجيش العراقي، بأنهم على استعداد تام لحماية العراقيين وملاحقة الإرهابيين".

وشدد على أنه "ستكون لدى القوات الأمنية جولات وصولات جديدة بضرب الإرهاب".

من جهته، أكد ضابط في قيادة العمليات المشتركة، أن "الاستراتيجية التي اعتمدتها القوات العراقية بمواجهة العنف، ترتكز أساساً على الجهد الاستخباري، مبيناً لـ"العربي الجديد"، أن "الهجمات الأخيرة وأعمال العنف التي تزايدت دفعت باتجاه مراجعة الخطط الأمنية بشكل عام، والخطط الجديدة التي وضعت لمواجهة تلك الأعمال ركزت على الجهد الاستخباري والمعلومة الدقيقة قبل التحركات الميدانية".

وأضاف أن "المعلومات الاستخبارية هي التي حددت مكان عناصر الخلية، ومن ثم جرت إطاحتهم"، مشيراً إلى أن "هناك تحركات استخبارية مهمة جداً، تجرى حالياً لإطاحة خلايا تابعة للتنظيم وجهات خارجة عن القانون". وأكد أن "الخطة الحالية ستسهم بتحجيم أعمال العنف في البلاد".

وتسجل البلاد منذ انعقاد جلسة البرلمان الأولى في التاسع من الشهر الحالي، هجمات شبه يومية، تطاول معسكرات تضم مدربين تابعين لقوات التحالف الدولي، وأخرى تستهدف سياسيين ومسؤولين في الدولة، وأخرى تستهدف معسكرات الجيش، والمدنيين، أوقعت ضحايا وأربكت إدارة الملف الأمني في البلاد.

ودفع التراجع الأمني المتسارع، المجلس الوزاري للأمن الوطني إلى عقد عدّة اجتماعات، لبحث الملف، أفضت أخيراً إلى التوجيه بإعادة النظر بالقيادات الأمنية التي شهدت مناطقها خروقات أمنية، والتشديد على محاسبة من يثبت تقصيره في أداء مهامه الأمنية.

كذلك وجه باتخاذ خطط أمنية وإجراءات ملائمة مع الوضع الذي يشهده البلد، وألا تقتصر مهامهم على ردّ الفعل للأحداث بعد وقوعها، وأن يُعاد توزيع مساحات العمل للأجهزة الأمنية والاستخبارية، وضرورة تفعيل الجهد الاستخباري.

المساهمون