قالت مصادر مصرية مطلعة على ملف الوساطة الذي تقوده القاهرة بين فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وحكومة الاحتلال الإسرائيلي إن "القاهرة بالفعل كانت قد توصلت خلال ثاني أيام العدوان، إلى اتفاق بموافقة رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، يقضي بتوقيع الأطراف على (اتفاق مكتوب)، قبل أن تفاجأ بإخطارها بالتراجع عنه، عقب اجتماع مصغر في تل أبيب، فيما بدا بشكل واضح أن الاتفاق أثار أزمة حكومية داخلية في إسرائيل".
وأوضح مصدر تحدث مع "العربي الجديد" مشترطا عدم ذكر اسمه أن "ما تستشعره القاهرة، هو رغبة رئيس الحكومة في وقف سريع لإطلاق النار، خوفًا من التداعيات، حال استمرت المواجهات، لكنه في الوقت ذاته يخشى مواقف المتطرفين في حكومته".
وبحسب المصدر فإن "اتصالات متعددة، جرت خلال الساعات الماضية، بين المسؤولين في كل من: مصر، والأردن، والولايات المتحدة الأميركية، من أجل البحث عن مخرج سريع من الأزمة الحالية، في ظل خشية الأردن، من تفجر الأوضاع في الضفة الغربية، ومخاوف مصرية، من اتساع مستوى المواجهة، بانخراط حركة حماس وأطراف إقليمية".
في مقابل ذلك، قال دبلوماسي غربي في القاهرة، إن "ما يزيد من صعوبة التوصل لاتفاق سريع لوقف إطلاق النار، وعدم تجاوب الحكومة الإسرائيلية مع جهود وقف إطلاق النار، هو محاولة نتنياهو تحقيق مكسب سياسي على حساب وزراء الحكومة المتطرفين". وقال الدبلوماسي الغربي إن "الأنظار تتجه حاليًا صوب واشنطن، التي يمكنها أن تتخذ خطوات، من شأنها التسريع بالوصول لوقف إطلاق النار، خاصة بعدما أخطرت القاهرة، مسؤولي الإدارة الأميركية، بنفاد حيلها ومقترحاتها، بعد تمسك الجانبين بمواقفهما".
في السياق، قال مصدر مصري، إن "مسؤولاً إسرائيلياً رفيع المستوى، غادر القاهرة على متن طائرة خاصة، بعد زيارة استمرت ثلاث ساعات، عقد خلالها اجتماعاً مع رئيس جهاز المخابرات العامة، عباس كامل، اطلع خلاله على الموقف من وجهة النظر المصرية، التي طرحت مخاوفها من قرب انخراط أطراف إقليمية في المشهد في غزة، بشكل أكثر فاعلية، بخلاف إمكانية دخول جهات إضافية الصراع"، في إشارة للجبهة اللبنانية عبر "حزب الله". وأشار المصدر إلى أنه يضاف لذلك "عدم الجدوى الكبيرة من سياسة (اغتيال القادة) التي تتبعها وتتمسك بها تل أبيب، في ظل الطبيعة البنيوية والهيكلية لحركة الجهاد الإسلامي وفصائل المقاومة بشكل عام".
يأتي هذا في وقت نقلت فيه وسائل إعلام عبرية تصريحات تالون دايفيد رئيس بلدية سديروت في الأراضي المحتلة، والتي طاولتها صواريخ المقاومة، طالب فيها دولاً عربية على رأسها السعودية، التدخل لما سمّاه "إنقاذ مواطني غزة"، من خلال ممارسة ضغوط على حركة "حماس" و"الجهاد الإسلامي". وقال: "أتوجه إلى القيادة السعودية والإماراتية والمصرية وإلى قيادة العالم العربي، عليكم التدخل ومطالبة الجهاد وحماس بوضع السلاح جانبًا والاهتمام بمستقبل غزة".