قال وزير خارجية النمسا، ألكسندر شالينبرغ، اليوم الخميس، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره اللبناني عبد الله بو حبيب، إن "لبنان يمكنه الاعتماد على دعم النمسا له، لكي لا يمتد النزاع إليه" في إشارة إلى ما يشهده قطاع غزة.
ويجرى شالينبرغ لقاءات مع المسؤولين اللبنانيين في بيروت، لمناقشة الوضع السياسي والأمني في لبنان، والتطورات في غزة والمنطقة.
وتأتي جولته في وقتٍ تشهد الحدود اللبنانية الجنوبية مع فلسطين المحتلة تصعيداً عسكرياً بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي، في ظل ارتفاع الخشية من امتداد رقعة الاشتباكات، وذلك على وقع توسيع الاحتلال رقعة استهدافاته على الأراضي اللبنانية، وتأكيد إسرائيل أن هدنة غزة المحتملة لن تشمل جبهة الشمال.
واعتبر شالينبرغ أن "الهجوم الوحشي الذي نفذته حركة حماس في 7 أكتوبر/ تشرين الأول ألهب المنطقة، ولا نريد أن يتحوّل التصعيد إلى نار تشعل المنطقة ولا يمكن السيطرة عليها، ووسط هذه المستجدات كلّها، يقف لبنان بهشاشة في الجبهة الأمامية".
ودعا الوزير النمساوي "كل الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس حالياً لمنع أي تصعيد جديد"، مشيراً إلى أن "هناك أطرافاً إقليمية عدة تعتقد أن بإمكانها اللعب بالنار من دون أن تحترق، ولا سيما حزب الله، إضافة إلى الحوثيين (في اليمن) وآخرين".
وتابع "النمسا لا تقف على الحياد إزاء هذه الأزمة، لأن لديها أكثر من 170 عنصراً في عداد اليونيفيل على الحدود الجنوبية، ونطلب بذل أقصى الجهود للحفاظ على أمنهم".
وأردف شالينبرغ "نعرف جميعاً أن الوضع في الجنوب مرتبط مباشرة بوضع غزة، ولا يزال هناك أسير نمساوي - إسرائيلي من بين الأسرى لدى حماس، لكن الوضع الإنساني في غزة محزن، والكل مطالب ببذل الجهود لمواجهة هذه الأزمة الإنسانية، والحكومة النمساوية قدّمت أمس 10 ملايين يورو مساعدة، بالإضافة إلى 30 مليون يورو وفرناها للشعب في غزة منذ اندلاع النزاع".
وأعرب وزير خارجية النمسا عن أمانيه أن "يتم التوصل إلى اتفاق حول الأسرى قبل شهر رمضان، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، لذلك تظهر الحاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار".
وفي معرض ردّه على سؤال حول ما نقلته شبكة "سي أن أن" عن الإدارة الأميركية حول التخطيط لتوغل بري إسرائيلي في لبنان نهاية الربيع المقبل، قال الوزير النمساوي: "زرت كلاً من تل أبيب، ورام الله، والقدس وعمّان، وتحدثنا عن الوضع شمال إسرائيل. لذا أقول إن الجميع مسؤولون عن عدم التصعيد"، لافتاً إلى أنّ "ما يحصل الآن تصعيد طبيعي محدود نوعاً ما ونحرص على عدم تخطيه حدوداً معينة، لكن ما لا تريده النمسا هو اتساع رقعة النار والمعاناة". وأضاف "نعتقد أنّ المنطقة شهدت ما يكفي من الدمار والوحشية، ونحاول حل المشاكل القائمة حالياً ولا نريد مشاكل جديدة".
من جهته، قال وزير الخارجية اللبناني، عبد الله بو حبيب، إنه تحدّث مع نظيره النمساوي عن "التوصل إلى سلام على الحدود اللبنانية الجنوبية، وما نريده فعلاً هو توفير الأمن الفعلي للشعب اللبناني واستعادة أرضنا".
وفي معرض ردّه على سؤال حول قرار حزب الله مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، قال بو حبيب إن "إسرائيل لا تزال محتلة لأراضٍ لبنانية منذ 1967، والقانون الدولي يسمح بمقاومة المحتل، لذا ناقشت مع الوزير شالينبرغ أهمية التوصل إلى اتفاق شبيه بالاتفاق البحري الذي وقع عبر التفاوض غير المباشر مع إسرائيل، على أن يكون هذه المرة لإظهار الحدود البرية، وتعيد إسرائيل من خلاله الأراضي اللبنانية التي احتلتها وتعترف بأنها لبنانية، عندئذ تُحَل مشكلة حزب الله".
وزير خارجية النمسا: الحل الدبلوماسي هو الخيار الأفضل
وأكد وزير خارجية النمسا، خلال لقائه رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي، أن "الحل الدبلوماسي للوضع في المنطقة هو الخيار الأفضل للجميع".
وشدد على "ضرورة التوصل إلى حل دولي للقضية الفلسطينية يضمن حق الفلسطينيين في العيش الكريم، بما يساهم في إرساء الاستقرار بالمنطقة".
كذلك، أشاد بـ"الدور المهم الذي تقوم له القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان"، داعياً "الجميع إلى تطبيق القرار الدولي 1701 بما يحفظ الأمن في جنوب لبنان".
على صعيد متصل بالحراك الدولي تجاه لبنان، استقبل ميقاتي اليوم كبير مستشاري الدفاع البريطاني للشرق الأوسط مارتن سامبسون الذي وضع رئيس الحكومة في أجواء الجولة التي يقوم بها في المنطقة، في إطار مساعي التهدئة، واعتماد الحلول الدبلوماسية، وإيجاد حل دائم للقضية الفلسطينية.