وزير خارجية إيران يكشف عن "خريطة طريق" لإحياء العلاقات مع مصر

08 مايو 2024
عبد اللهيان يصافح نظيره المصري سامح شكري على هامش قمة غامبيا، بانجول، 4 مايو 2024 (إكس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- إيران ومصر تعملان على "خريطة طريق" لاستعادة العلاقات الدبلوماسية، بناءً على مباحثات بين وزيري خارجية البلدين على هامش مؤتمر القمة الإسلامية في غامبيا، مع التركيز على تطورات العلاقات الثنائية والأوضاع في فلسطين وقطاع غزة.
- تأكيد على أهمية تبادل الزيارات بين المؤسسات الدينية في البلدين لتعزيز الحوار بين المذاهب الإسلامية وتقوية العلاقات الشعبية والسياحة، مع دعم من الأزهر لهذه المبادرات.
- وزير الخارجية الإيراني يصف زيارة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية كـ"إيجابية"، مؤكدًا على السعي لحل القضايا النووية عبر التعاون التقني وليس الضغوط السياسية، مع تأكيد على أهمية تعزيز التعاون بين إيران والوكالة.

كشف وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان، اليوم الأربعاء، عن أن طهران والقاهرة تعملان على إعداد "خريطة طريق" لاستعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

وأضاف عبد اللهيان أنه أجرى "مباحثات جيدة" مع وزير الخارجية المصري سامح شكري، قبل أيام، مؤكدا أن البلدين "عازمان على إقامة العلاقات" الدبلوماسية.

والتقى وزير خارجية إيران، السبت الماضي، مع نظيره المصري على هامش مؤتمر القمة الإسلامية في غامبيا وبحث معه تطورات العلاقات الثنائية وسبل تطويرها وآخر مستجدات الأوضاع في فلسطين وقطاع غزة والجهود الجارية لوقف الحرب على غزة.

وتحدث عبد اللهيان عن اتفاق سابق بين الرئيسين الإيراني والمصري لتبادل زيارات الوفود بين المؤسسات الدينية للبلدين في إطار التقريب بين المذاهب الإسلامية والحوارات الدينية، مؤكدا عل أهمية الخطوة وتأثيرها.

بدوره، رحب شكري بتبادل الزيارات بين المؤسسات الدينية الإيرانية والمصرية والحوار بينهما، مؤكدا اهتمام الأزهر بالحوار بين أبناء المذاهب، وفق بيان الخارجية الإيرانية.

كما شدد وزير خارجية مصر على أهمية تعزيز العلاقات الشعبية والسياحة بين البلدين. وكانت إيران ومصر قد عقدتا جولات مباحثات متعددة خلال العام الأخير لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بموازاة المصالحة الإيرانية السعودية، لكنها لم تصل بعد إلى نتيجة باتجاه تحقيق هذا الهدف. وتقتصر العلاقات حالياً على وجود مكتب لرعاية المصالح لكل من البلدين لدى الآخر.

ودخلت عمان العام الماضي على خط الوساطة بين طهران والقاهرة بغية استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما، ونقل سلطان عمان هيثم بن طارق في زيارته إلى طهران، أواخر مايو/أيار 2023، رسالة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بشأن استعداد القاهرة لتطوير العلاقات مع طهران، وهو ما رحّب به المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي.

وزير خارجية إيران يصف زيارة غروسي بالـ"إيجابية"

في شأن آخر، وصف وزير خارجية إيران في تصريحاته اليوم الأربعاء، زيارة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي بأنها "إيجابية"، قائلا إنها "طرحت أفكارا مهمة لتعاون أقوى بين الوكالة وإيران". وأكد عبد اللهيان، "سنسعى إلى حل القضايا المتبقية عبر التعاون التقني وليس الضغوط السياسية".

وكان غروسي قد وصل إلى إيران أول أمس الاثنين للمشاركة في المؤتمر الدولي الأول للعلوم والتقنيات النووية المنعقد في أصفهان، وأجرى خلال يومين، مباحثات مكثفة مع رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان.

وفي مؤتمر صحافي بعد اللقاء، قال إسلامي إن مباحثاته مع غروسي كانت "بناءة وماضية إلى الأمام"، مشيرا إلى الاتفاق المتعثر الذي أبرم العام الماضي بين الذرية الدولية وإيران، وقال إنه يشكل "أساسا جيدا" للعلاقات والتعاون بين الطرفين.

واتهم إسلامي من وصفهم بالـ"متآمرين" بالسعي لتخريب التعاون بين إيران ووكالة الطاقة الذرية والتقليل من أهمية ذلك.

الصورة
رافئيل غروسي (يسار) يصافح محمد إسلامي عقب مؤتمر صحافي، أصفهان 7 مايو 2024 (Getty)
رافئيل غروسي (يسار) يصافح محمد إسلامي عقب مؤتمر صحافي، أصفهان 7 مايو 2024 (Getty)

من جهته، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية: "إننا في مرحلة حساسة للبدء في تعزيز التعاون مجددا بين الوكالة وإيران"، مضيفا أنه أجرى مساء الاثنين والثلاثاء صباحا "مشاورات مكثفة ومهمة للغاية لأجل اتخاذ خطوات متبادلة".

وتُعدّ قضية التحقيقات التي تجريها وكالة الطاقة الذرية حول ثلاثة مواقع إيرانية كانت قد أعلنت أنها عثرت فيها على جزيئات اليورانيوم المخصب، إحدى أهم نقاط الخلاف بين الطرفين.

وتوصل الطرفان عدة مرات إلى تفاهمات لحل هذا الملف، لكنهما أخفقا في النهاية، وتحولت قضية المواقع الثلاثة إلى إحدى العقبات أمام الاتفاق في المفاوضات النووية المتوقفة منذ سبتمبر/أيلول الماضي.

وآخر اتفاق بين الطرفين، كان خلال مارس/آذار 2023، لكنه تعثر. وكان تفعيل هذا الاتفاق من ضمن عناوين مباحثات غروسي في طهران خلال اليومين الأخيرين.

وفي السياق، أكد غروسي، أمس الثلاثاء، أن الاتفاق المبرم مع إسلامي خلال مارس/آذار 2023 كان "مهما". وأضاف أن الاتفاق رسم مستوى التعاون خاصة في مجال الرقابة واتفاق الضمانات الملحق لمعاهدة حظر الانتشار النووي، مؤكدا أنه ينص على مستلزمات حل القضايا المتبقية.