استقبل رئيس الجمهورية اللبناني، ميشال عون، صباح اليوم الخميس في القصر الجمهوري في منطقة بعبدا، وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان، حيث عرضا الأوضاع في لبنان والمنطقة، بالتزامن مع وقفة احتجاجية رافضة لزيارة الوزير الإيراني ولتدخلات بلاده في الشأن اللبناني.
وأبلغ عون عبد اللهيان "دعم لبنان للجهود التي تبذلها الجمهورية الإسلامية الإيرانية لتعزيز التقارب بينها وبين دول المنطقة، لا سيما العلاقات مع الدول العربية، من خلال الحوار القائم لهذه الغاية"، معتبراً، بحسب ما نقلته الرئاسة اللبنانية، أنّ "مثل هذا الحوار يمكن أن يقرب وجهات النظر حيال القضايا المختلف عليها".
ونوه عون بـ"التضامن الذي تبديه إيران مع لبنان في مواجهة أزماته، وبالمساعدات التي قدّمتها بعد انفجار مرفأ بيروت"، محمّلاً عبد اللهيان "تحياته إلى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي والشعب الإيراني الصديق، متمنياً لهم دوام التقدم".
الرئيس عون أكّد لوزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان على دعم لبنان للجهود التي تُبذل لتعزيز التقارب بين دول المنطقة pic.twitter.com/hjSAlgzgL8
— Lebanese Presidency (@LBpresidency) October 7, 2021
وكان عبد اللهيان نقل في مستهل اللقاء إلى عون "تحيات الرئيس الإيراني"، مجدداً "دعم بلاده الثابت للبنان، واستعداد الحكومة الإيرانية لتقديم كل المؤازرة في المجالات التي يحتاجها، خصوصاً في الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها".
وقدّم الوزير الإيراني للرئيس عون "عرضاً لموقف بلاده من التطورات الإقليمية والدولية، ولأجواء المفاوضات التي تجريها طهران مع عدد من الدول العربية والأجنبية والاقتراحات المتداولة لتحسينها وتطويرها، وكذلك ما يتعلق منها بالملف النووي".
وفي إطار جولته على المسؤولين اللبنانيين، قال وزير خارجية إيران بعد لقائه رئيس البرلمان نبيه بري، إنه "كان هناك تأكيد مشترك على ضرورة تعزيز التعاون بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات، وتأكيد أيضاً على أهمية الدور الذي تقوم به المقاومة اللبنانية في التصدي للكيان الصهيوني".
وأكد عبد اللهيان لرئيس مجلس النواب "الاستعداد الدائم والثابت لوقوف إيران إلى جانب لبنان دعماً ومؤازرة له، في مقابل كل الصعوبات والمشكلات التي تواجهه في هذه المرحلة".
وأضاف "كان هناك تشاطر في وجهات النظر مع الرئيس بري على أنّ كافة الملفات الإقليمية ينبغي أن تحلَّ على أيدي أهل المنطقة بأنفسهم، وقد قيمنا إيجابياً استمرار وتيرة المفاوضات الإيرانية السعودية، ونحن نعتبر أن وجود القوى الغريبة في المنطقة هو العامل الأساسي الذي يعمل على زعزعة الأمن والاستقرار وإيجاد المشكلات في ربوع المنطقة".
كما استقبل رئيس مجلس الوزراء، نجيب ميقاتي، وزير خارجية إيران في السراي الكبير، وخلال اللقاء هنأ ميقاتي عبد اللهيان بتوليه مهامه، وقال إنّ "لبنان بأمسّ الحاجة اليوم، وأكثر من أي وقتٍ مضى، إلى تعزيز ثقة اللبنانيين بالدولة ومؤسساتها من خلال علاقات طبيعية بين الدول، تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة في ما بينها بما يخدم تطلعات شعوبها".
وشدد ميقاتي، بحسب بيان لرئاسة الحكومة، على "ترحيب لبنان بأي جهد من الدول الشقيقة والصديقة والمجتمع الدولي، طالما يندرج في سياق مساعدته في الحفاظ على منطق الدولة ومؤسساتها الدستورية، ودورها في الحماية والرعاية وتقوية قواها الشرعية الأمنية والعسكرية".
وصول وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الى السراي الحكومي للقاء الرئيس نجيب ميقاتي، في حضور سفير إيران لدى لبنان محمد جلال فيروزنيا والوفد المرافق#مجلس_الوزراء #نجيب_ميقاتي @IranEmbassyLB #لبنان #pcm pic.twitter.com/5C6zzZw9dA
— رئاسة مجلس الوزراء 🇱🇧 (@grandserail) October 7, 2021
ويجول وزير الخارجية الإيراني على كبار المسؤولين اللبنانيين، كما يلتقي الأمين العام لـ"حزب الله"، حسن نصر الله، قبل أن يتوجه إلى سورية.
وكان عبد اللهيان وصل فجراً إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، بينما قوبلت زيارته بتحرك احتجاجي في ساحة "ساسين" بمنطقة الأشرفية في بيروت، رفضاً لهذه الزيارة وللتدخل الإيراني في الشؤون اللبنانية. ورفع المحتجون لافتات غير ترحيبية بالزائر الايراني كتب عليها "لا أهلاً ولا سهلاً"، وأخرى تدعو إلى نزع سلاح "حزب الله" الذي يوصف بـ"الذراع الإيرانية"، وتطبيق القرارات الدولية.
وتوالت ردود الفعل السياسية والشعبية من قبل رافضين لهذه الزيارة، خصوصاً في وقت تسعى فيه إيران للانخراط أكثر في لبنان، إذ بدأ "حزب الله" بتكثيف نشاطاته التجارية معها وبشكل علني، من خلال استيراده الوقود منها عبر سورية، متحدياً الدولة ومعرّضاً إياها لخطر عقوبات الولايات المتحدة.
وفي السياق، قال نائب الأمين العام لـ"حزب الله"، نعيم قاسم، في محاضرة ألقاها بدعوة من "تجمع العلماء المسلمين"، أمس الأربعاء، وعشية وصول عبد اللهيان إلى لبنان، إنّ "المازوت الإيراني هو مازوت وطني، لأنه وُزع على كل الناس الذين رغبوا، في كل المناطق ومن كل الطوائف من دون تمييز، ولذا صار عنده صفة وطنية".
واعتبر أنه "للمرة الأولى، وبشكل صارخ جداً، ينكسر الحصار الأميركي على لبنان، من جراء الإجراء التاريخي الذي أدى إلى استجرار المازوت الإيراني إلى لبنان بطريقة أذهلت الأعداء". علماً أنّ توالي وصول شحنات المازوت الإيراني إلى الأراضي اللبنانية هو أمر اعتبره ميقاتي "انتهاكاً للسيادة الوطنية".