قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره العراقي فؤاد حسين، اليوم الأربعاء، إنه تم الاتفاق مع الحكومة العراقية على ضرورة الإسراع في حسم ملف التحقيقات الخاص باغتيال قائد "فيلق القدس" بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني.
وأضاف عبد اللهيان، أن جهود العراق في تعزيز الحوار الإقليمي "محل ترحيب مستمر"، مؤكداً على أن "الحكومة العراقية عازمة على ألا يكون العراق منطلقاً لتهديد دول الجوار". وتابع "طهرن تدعم عراقاً متحداً ومستقلاً".
من جانبه، أكد فؤاد حسين، تطرقهما خلال الاجتماع إلى مجموعة من القضايا التي تهم البلدين، مضيفا أن "الوضع الأمني والحدودي جزء من المباحثات، والحكومة العراقية اتخذت مجموعة من الإجراءات لحماية الحدود مع إيران".
وأوضح وزير الخارجية العراقي أن دستور بلاده "يمنع استخدام الأراضي العراقية للهجوم على دول الجوار"، في إشارة إلى ملف الجماعات الكردية المسلحة المعارضة لإيران والمتواجدة في مناطق بإقليم كردستان العراق. وأكد أيضا "التطرق إلى المستحقات الإيرانية المتعلقة بشراء الغاز، ومسألة المستحقات الإيرانية كانت جزءاً من مباحثاتنا في واشنطن".
وشدد على أن العراق بحث "القضايا الإقليمية والدولية ونتائج زيارتنا إلى واشنطن المتعلقة بالجانب الإيراني"، وأن "التوصل إلى تفاهمات بين إيران وأميركا مهم للعراق".
وتؤكد أوساط عراقية هيمنة قضايا سياسية على زيارة عبد اللهيان إلى بغداد، أبرزها ملف الوساطة العراقية بين طهران والرياض، وسعي حكومة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، لتحقيق لقاء قريب بين الجانبين على مستوى وزاري في بغداد.
زيارة عبد اللهيان، التي تأتي بعد نحو أسبوعين من زيارة لوزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان إلى بغداد، وعقده لقاءات عديدة مع المسؤولين العراقيين، تأتي أيضاً بعد أيام من عودة الوفد العراقي الحكومي من واشنطن.
وكان وفد عراقي عقد مباحثات مكثفة في واشنطن تركزت على فرض الولايات المتحدة الأميركية، إجراءات جديدة على البنك المركزي العراقي، لضمان منع ما تسميه واشنطن تهريب الدولار إلى إيران ودمشق، وهو ما خلق ارتباكاً واضحاً في قطاع الاستيراد العراقي من إيران، حيث يبلغ حجم التبادل السنوي أكثر من 20 مليار دولار بين البلدين، من السلع والمواد الأساسية التي تحتاجها السوق العراقية.
وكان رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي عامر الفايز، أكد لـ"العربي الجديد"، أن ملف الوساطة العراقية ما بين إيران والسعودية، سيكون ضمن أجندة مباحثات وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، خصوصاً أن بغداد حققت نجاحاً كبيراً في هذا الملف، وهناك رغبة إيرانية – سعودية في إكمال هذه الوساطة، والعراق قادر على تحقيق نجاح أكبر خلال المرحلة المقبلة بهذا الملف، خصوصاً أن هناك مقبولية كبيرة لرئيس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني لدى الجانبين الإيراني والسعودي.
وأضاف أن "العراق قادر على المضي أيضاً بوساطة جديدة ما بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والولايات المتحدة الأميركية، وهذا الملف قد يكون ضمن مباحثات وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في بغداد، خصوصاً أن هذه الوساطة عُرضَت مباشرةً من قبل العراق على واشنطن، وكانت هناك ردود إيجابية بهذا الصدد"، وفقاً لقوله.
وتعمل حكومة السوداني بالنهج ذاته الذي عملت عليه الحكومة السابقة، برئاسة مصطفى الكاظمي، في ما يتعلق بملف العلاقات الخارجية للعراق. وأبرز نقاط هذا التطابق تظهر من خلال تأكيدات المسؤولين العراقيين عدم الانضمام إلى سياسة المحاور في المنطقة، ومحاولة أداء دور التهدئة، وهذا ما يُعتبر نافذة بالنسبة إلى الحكومة التي شكلها تحالف "الإطار التنسيقي" الحاكم في البلاد، الذي يوصف بأنه مُقرب أو مدعوم من طهران، لأن تقدم نفسها كوسيط بين مختلف الأطراف.