كشف وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، اليوم السبت، أن الهجوم المسلح الذي استهدف مقراً للشرطة في مدينة مرسين التركية، قبل أيام، خُطّط له في أميركا، وأنّ منفذيه من عناصر حزب "العمال الكردستاني" انتقلوا إلى مرسين بمظلات مزوّدة بمحركات. وأوضح صويلو، في اجتماع بولاية غريسون، شمالي البلاد، أنّ تركيا وصلت إلى مرحلة متقدمة من مكافحة الإرهاب، وتمكن عناصر الشرطة من التصدي للمهاجمين قبل أيام في مرسين.
هجوم مرسين
وقُتل شرطي تركي وجُرح 4 آخرون فيما قُتل مسلحان في هجوم استهدف، فجر الثلاثاء الماضي، مقرّاً للشرطة، حين فجّرت مهاجمتان نفسيهما بحقيبتين ناسفتين كانتا تحملانهما. وتطرق صويلو إلى تفاصيل التحقيقات بقوله إنّ "المهاجمتين انتقلتا قبل الهجوم ليلاً من مدينة منبج السورية عبر مظلات مزودة بمحركات عند الساعة الثامنة مساء، وبعد طيران لقرابة 13 ساعة حطّت المظلتان على سواحل مدينة طرسوس التركية المحاذية لمرسين".
وأضاف "مع وصول المسلحتين عند العاشرة صباحاً، ظلّتا حتى المساء واستقلتا سيارة في الطريق، لتعملا على تنفيذ الهجوم المسلح". وتابع: "لأول مرة طلبت أميركا، أمس الجمعة، من القوى الأمنية التركية إرسال أرقام الأسلحة المستخدمة في الهجوم المسلح، فلماذا طلبت ذلك؟ وردّت القوى الأمنية بشكل مناسب بإرسال أرقام الأسلحة التي سلّمتها الولايات المتحدة لحزب العمال الكردستاني".
وأكد صويلو أنه "بعد المحاولة الانقلابية في عام 2016 كانت هناك عملية مسلحة واحدة فقط تعاملت معها القوى الأمنية (لم يحدد تاريخها)، وأقول إنّ الهجوم المسلح في مرسين عملية كانت أميركا مركز التخطيط لها".
وكشف الوزير التركي أنّ "حزب العمال الكردستاني حاول منذ مطلع العام الحالي تنفيذ 126 هجوماً مسلحاً؛ 13 منها عبر انتحاريين، أعاقت القوى الأمنية تنفيذها، وتم توقيف 10 عمليات قبل القيام بها".
وانتقد صويلو المعارضة وحزب الشعب الجمهوري، الذي شكّك زعيمه كمال كلجدار أوغلو في هوية إحدى المنفذتين، إذ تبيّن أنّ إحداهما سبق أن طالب حزب الشعب الجمهوري بالإفراج عنها على اعتبار أنها صحافية، كاشفاً أنّ الحكومة تضع معايير عديدة للكشف عن هوية الفاعلين.
صويلو: لأول مرة طلبت أميركا من القوى الأمنية التركية إرسال أرقام الأسلحة المستخدمة في الهجوم
وكان الوزير التركي قد قال، عقب الهجوم، بعد أن تجوّل في المكان المستهدف، في تصريحات صحافية: "من الواضح أنّ المهاجمتين تعرفان المنطقة واستهدفتا بشكل مباشر غرفة الحراسة فيها، وبعد بدء الاشتباك انتقلت إلى المنطقة عناصر أمنية قريبة لتشتبك مع المهاجمتين".
وأضاف: "عندما أدركت المهاجمتان عدم إمكانية هروبهما عملتا على تفجير نفسيهما من خلال الحقائب التي كانت على ظهريهما، ونتيجة الاشتباك قتل شرطي وأصيب آخر، كما أصيبت مواطنة برصاصة وحالتها الصحية جيدة، ومدنيان أيضاً أُصيبا بسبب الانفجار".
شكوك كلجدار أوغلو
وكان كلجدار أوغلو قد طالب، قبل يومين، في تغريدة له على "تويتر"، بالكشف عن بصمة أصابع إحدى المنفذتين للهجوم المسلح، معتبراً أن هناك تعمّداً بوضع اسمها كمشاركة في الهجوم، بينما كانت سابقاً مدرجة في قوائم حزب الشعب الجمهوري كصحافية، وهو ما أدى إلى سجال بين الحكومة والمعارضة.
ومنذ فترة طويلة لم تشهد تركيا هجمات مسلحة من قبل "الكردستاني" داخل المدن، وأغلب الضحايا في الجيش والقوات الأمنية في السنوات الأخيرة يسقطون في مواجهات مسلحة داخل تركيا وفي شمال العراق وسورية. وتعيد هذه الهجمات إلى الأذهان فترات الهجمات المسلحة لـ"الكردستاني" داخل المدن والتي أدت إلى مقتل وجرح الآلاف.