وزير الدفاع الأميركي يزور تونس: التعاون العسكري وتطورات الوضع الليبي

29 سبتمبر 2020
يتوجه إسبر إلى الجزائر ثم المغرب بعد زيارة تونس (Getty)
+ الخط -

يصل وزير الدفاع الأميركي، مارك إسبر، غداً الأربعاء، إلى تونس، قبل توجهه الخميس إلى الجزائر، ثم إلى المغرب، لبحث التعاون العسكري والأمني بين البلدين، وتطورات الوضع الأمني في شمال أفريقيا، وفي مقدمتها الملف الليبي.
واختار إسبر تونس، التي يزورها لأول مرة منذ توليه منصبه في إطار جولة مغاربية، وتعد أول زيارة لرئيس البنتاغون إلى المنطقة منذ ما يناهز 14 سنة، وتهدف إلى تأكيد التزام واشنطن بأمن المنطقة، ومناقشة سبل تعزيز التعاون لمواجهة التنظيمات الإرهابية.
واعتاد المسؤولون العسكريون الأميركيون باستمرار زيارة تونس والمغرب، لكن إسبر سيكون أول وزير دفاع أميركي يزور الجزائر منذ دونالد رامسفيلد في فبراير/ شباط 2006.
وتنطلق الجولة غداً في تونس بلقاء مع الرئيس قيس سعيّد، ومع نظيره التونسي، إبراهيم البرتاجي، وسيناقش معهما التهديدات التي يتعرض لها البلد من التنظيمات الإرهابية، ثم يلقي خطاباً في المقبرة العسكرية الأميركية في قرطاج، والمخصصة للعسكريين الأميركيين الذين سقطوا في شمال أفريقيا خلال الحرب العالمية الثانية، بحسب ما نقلته وكالات أنباء.

تقارير عربية
التحديثات الحية

 

وسيتجه إسبر، الخميس، إلى الجزائر، حيث يجري محادثات مع الرئيس عبد المجيد تبون، قبل أن يختم زيارته في المملكة المغربية لمناقشة تعزيز العلاقات الوثيقة معها في المجال الأمني.
وينهي الوزير الأميركي جولته المغاربية الجمعة في الرباط، التي تستضيف مناورات “الأسد الأفريقي” العسكرية التي تجرى سنوياً بقيادة "أفريكوم" (القيادة العسكرية الأميركية في إفريقيا) والتي ألغيت هذا العام بسبب جائحة كورونا.
وعلق المحلل محمد الغواري على زيارة إسبر إلى تونس والدول المغاربية قائلاً إن "جولة رئيس البنتاغون تهدف أساساً لحماية الوجود العسكري في شمال أفريقيا عبر نقاط ارتكاز عسكرية والتي تعد بنفس أهمية القواعد الأميركية المقامة في القارة الأفريقية في أوغندا وجيبوتي والسنغال وشمال الغابون".
ولفت الغواري إلى أن التعاون العسكري والدعم الأميركي ينطلق بدعم مالي ولوجستي إلى مناورات وتدريبات مشتركة، ثم إلى تمركز عسكري في ظاهره للتدريب والتعاون الفني، وفي عمقه حماية الوجود العسكري في المنطقة.

زيارة المثلث المغاربي تونس والمغرب والجزائر لا تخلو من طموحات أميركية في حماية مصالحها في ليبيا بشكل رئيسي

 

وتابع المحلل أن زيارة المثلث المغاربي تونس والمغرب والجزائر لا تخلو من طموحات أميركية في حماية مصالحها في ليبيا بشكل رئيسي، غير أن المميز هو رفع مستوى التعاون مع الجزائر بنفس القدر الذي شهدته تونس والمغرب، واللذين يعدان شريكين عسكريين مميزين لواشنطن.
ويقوم التعاون العسكري التونسي الأميركي أساساً على تأمين الحدود ودعم القدرات العملياتيّة للمؤسسة العسكرية التونسية في مجالات التكوين والتدريب والاستعلام. ونقلت وزارة الدفاع التونسية، في هذا السياق، عقب لقاء جمع الخميس المنقضي وزير الدفاع إبراهيم البرتاجي بالسفير الأميركي في تونس دونالد بلـوم، تأكيد "بلوم التزام الإدارة الأميركية بالوقوف إلى جانب تونس في ما يتعلق بأمن الحدود والتكوين والتدريب والمساعدة الفنية، بما يساهم في مزيد من بناء القدرات العملياتية للمؤسسة العسكرية التونسية".
وكشفت التقارير الرسمية عن حجم الدعم المالي لتونس منذ 2011، والبالغ أكثر من مليار دولار قدمتها واشنطن لدعم الجيش التونسي، وفق بيان "أفريكوم"، الجمعة الماضي.
كذلك قدّمت الولايات المتحدة الأميركية، بين 2011 و2016، ما يزيد على 900 مليون دولار مساعدات لدعم الديمقراطية والأمن والتنمية الاقتصادية بتونس.
وتسلمت القوات الجوية التونسية، في يناير/كانون الثاني 2015، طائرة نقل عسكرية من نوع "سي 130 جيه"، كما تسلمت في يناير 2017 دفعة من مجموعة من 26 زورقاً حربياً سريعاً، وفي أغسطس/ آب 2017، تسلّمت تونس أربع مروحيات "بلاك هوك" طراز (UH-60) من مجموع 8 طلبتها في 2015.
ورست بتونس، في مارس/ آذار 2019، سفينة البحرية الأميركية "يو إس إس أرلينغتون" وطاقمها المؤلّف من 1063 فرداً، والتقى ضباط من البحرية التونسية بربّان السفينة وبقيادتها.