قال وزير الدفاع في حكومة طالبان الملا محمد يعقوب مجاهد، وهو نجل مؤسس حركة طالبان الملا محمد عمر مجاهد، إنّ دولة قطر "دولة صديقة، وهي تقف دوماً إلى جانب الشعب الأفغاني؛ لذا نتطلع في المستقبل إلى تعزيز العلاقات الثنائية معها في مجالات مختلفة، خاصة في مجال الدفاع والأمن"، مؤكداً أنّ الحكومة الأفغانية تتشاور من أجل توقيع اتفاقية أمنية مع دولة قطر.
وأكد الملا يعقوب، في حوار له مع التلفزيون الوطني، الجمعة، أنّ زيارته إلى الدوحة هذا الأسبوع "كانت مثمرة للغاية، إذ تم التباحث مع مسؤولين في دولة قطر في سبل تعزيز العلاقات الودية بين الدولتين في مختلف المجالات".
وأضاف أنه سعى خلال زيارته إلى الدوحة لتأمين الدعم من قطر في المجال العسكري، لا سيما فيما يخص رواتب الجيش، والزي العسكري، وتصميم المباني له، بالإضافة إلى المساعدة في مجال الصحة للقوات المسلحة الأفغانية، كاشفاً أنه طلب من الجانب القطري تقديم الدعم فيما يخص مراقبة الحدود مع دول الجوار، وتقديم المعدات اللازمة لأفغانستان بهذا الخصوص.
وأشار وزير الدفاع إلى أنّ المسؤولين في دولة قطر، وعلى رأسهم الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، "قد سمع مطالبنا بجدية، ونتطلع في المستقبل إلى أن تكون للزيارة نتائج إيجابية للغاية".
كذلك صرّح الملا يعقوب بأنّ دولة قطر تأمل في توقيع اتفاقية أمنية مع أفغانستان، وأنه مع عودته إلى كابول بدأ يعمل مع كبار المسؤولين في حكومة طالبان حول الموضوع، معرباً عن أمله في أن يتم التوقيع على الاتفاقية قريباً.
ولفت الملا يعقوب إلى أنّ زيارته إلى قطر كانت أول زيارة له منذ توليه المنصب، و"كانت مثمرة جداً"، إذ التقى خلالها بأمير دولة قطر، والمستشار الأمني للدولة، وقائد القوات الجوية، ووزير الخارجية، وغيرهم من المسؤولين.
والأربعاء الماضي، ذكر بيان للديوان الأميري القطري أنّ أمير قطر أكد خلال لقاء وزير الدفاع في حكومة طالبان "على أهمية العمل نحو تحقيق الاستقرار والمصالحة الوطنية في أفغانستان، وتحقيق الحياة الكريمة والتقدم والازدهار للشعب الأفغاني، وضمان تمتع كافة أطياف المجتمع بحقوقهم".
سمو الأمير المفدى يستقبل في مكتبه بالديوان الأميري، سعادة محمد يعقوب مجاهد وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال الأفغانية. https://t.co/F1a4EjJW8Z pic.twitter.com/0k7PitAGD4
— الديوان الأميري (@AmiriDiwan) July 6, 2022
وجرى خلال المقابلة بحث آخر التطورات في أفغانستان، ومستجدات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، بالإضافة إلى عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.
كشف الملا يعقوب أنه طلب من الجانب القطري تقديم الدعم فيما يخص مراقبة الحدود مع دول الجوار، وتقديم المعدات اللازمة لأفغانستان بهذا الخصوص
ومنذ سيطرة "طالبان" على الحكم في أفغانستان، في أغسطس/ آب الماضي، لعبت دولة قطر دوراً مركزياً، حظي بإشادة أميركية ودولية، في تسهيل إجلاء الرعايا الأجانب، فضلاً عن جهود الوساطة التي قادتها بين حكّام البلاد الجدد ولاعبين استراتيجيين عدّة على الساحة الدولية.
وأجرى الملا يعقوب اللقاء مساء الجمعة مع التلفزيون الوطني، وهو يتجول في شوارع العاصمة الأفغانية كابول، ليهنئ الناس في الشوارع بعيد الأضحى، وكان مراسل القناة الوطنية يجري الحوار معه وهو يقود سيارته بنفسه، لينزل منها لاحقاً ويتجوّل في الشوارع ويصافح الناس ويهنئهم بالعيد.
ويعتبر الملا محمد يعقوب مجاهد من أقوى الشخصيات نفوذاً في أوساط الحركة والقبائل بعد زعيم الحركة الملا هبة الله أخوند زادة.