وزير الخارجية التركي يلتقي مسؤولين في أربيل: مسلحو "الكردستاني" والنفط

24 اغسطس 2023
تركيا تولي أهمية للعلاقات مع العراق (Getty)
+ الخط -

أجرى وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، سلسلة لقاءات جديدة مع المسؤولين في حكومة إقليم كردستان العراق، والتي وصل إليها اليوم الخميس، قادما من بغداد بعد جولة مباحثات مكثفة أجراها مع المسؤولين العراقيين هناك.

وركزت زيارة وزير الخارجية التركي إلى أربيل ولقاؤه مع رئيس الإقليم نيجيرفان البارزاني، ورئيس الحكومة مسرور البارزاني، بحضور عدد من المسؤولين الآخرين من كلا البلدين، على جملة من الملفات كان أبرزها وجود عناصر "حزب العمال الكردستاني" في أراضي الإقليم واستئناف الصادرات النفطية العراقية من حقول الإقليم إلى ميناء جيهان التركي.

ويرافق فيدان إلى أربيل وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار، لبحث ملف الطاقة، واستئناف عمليات التصدير عبر تركيا وتسوية الخلافات بين الجانبين.

ووصل فيدان، الثلاثاء الماضي، في زيارة رسمية إلى العاصمة بغداد، وعقد سلسلة من اللقاءات مع المسؤولين العراقيين وشخصيات سياسية من أجل الوصول إلى تفاهمات واتفاقات بشأن بعض القضايا العالقة بين البلدين، المتعلقة بالأمن والمياه.

وقال رئيس حكومة إقليم كردستان العراق مسرور البارزاني خلال مؤتمر صحافي في أربيل، إنه تباحث مع وزير الخارجية التركي حول إمكانية إعادة استئناف صادرات نفط الإقليم.

وأوضح البارزاني أنهما تباحثا بشأن العلاقات الثنائية بين الإقليم والعراق من جهة وتركيا من جهة أخرى، وكذلك تم التباحث حول إعادة صادرات النفط عبر ميناء جيهان التركي بحسب الحقوق الدستورية للإقليم، وبالاتفاق مع الحكومة الاتحادية.

وأضاف أنه تم التباحث أيضا خلال الاجتماع حول أمن المنطقة، مشددا على أن إقليم كردستان العراق يتعامل وينفذ ما عليه بحسب الدستور الدائم للعراق، ولا يسمح بأن يكون مكانا لتهديد دول الجوار.

كما تحدث الوزير التركي عن أن المباحثات التي جرت في أربيل تضمنت بحث مسألة "حزب العمال الكردستاني" وقلق بلاده من استمرار وجوده في الإقليم، مؤكدا أنه طلب من بغداد وأربيل التعاون لحل هذه المشكلة.

مسؤول في حكومة إقليم كردستان العراق بمدينة أربيل، قال في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، إن فيدان كان واضحا بالطلب من بغداد وأربيل التحرك لمنع أي أنشطة تهدد أمن تركيا انطلاقا من العراق.

وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن تركيا أبلغت العراق رسميا باستمرار العمليات الوقائية ضد مسلحي "العمال الكردستاني"، ما لم تلمس جدية من العراق في منع استغلال أراضيه كمنطلق لتنفيذ "العمال الكردستاني" هجمات على المصالح التركية.

واعتبر الوزير التركي عمليات بلاده العسكرية في البلدات الحدودية العراقية مع تركيا بأنها "دفاع عن النفس"، على حد وصف المسؤول الذي أشار إلى أن تركيا تعتبر حل ملف "حزب العمال الكردستاني" من قبل العراق، مفتاحا لحل جميع المشاكل العالقة.

من جهته قال الناشط السياسي الكردي في أربيل، أمين عقراوي، لـ"العربي الجديد"، إن "زيارة وزير الخارجية التركي للعراق، ستحدد ما إذا ستكون هناك زيارة للرئيس رجب طيب أردوغان من عدمها الشهر المقبل".

وأضاف عقراوي أنه "حسب التسريبات المتاحة لدينا، فإن وزير الخارجية التركي فتح جميع الملفات العالقة مع العراق، للتوصل إلى تفاهمات حولها وإمكانية توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم حولها بحال زيارة أردوغان التي كان يفترض حسب إعلان رسمي عراقي أنها في نهاية يوليو/ تموز الماضي"، مبينا أن "نجاح مهمة فيدان سيحدد موضوع زيارة أردوغان من عدمه للعراق خلال الشهر المقبل".

أما عضو الحزب الحاكم في إقليم كردستان العراق، وفاء محمد كريم، فقال لـ"العربي الجديد"، إن إمكانية عقد تفاهمات بين الطرفين "كبيرة جدا".

وأضاف كريم أن "وزيري الخارجية والطاقة التركيين، تركزت مباحثاتهما في أربيل مع المسؤولين في حكومة الإقليم والقيادات السياسية الكردية على ملف إعادة استئناف تصدير نفط إقليم كردستان عبر ميناء جيهان التركي، ويوجد تقدم بهذا الملف، خصوصاً بعد زيارة وزير النفط العراقي (حيان عبد الغني) الأخيرة إلى أنقرة، فهناك بوادر إيجابية لحل هذه القضية خلال الاجتماعات، التي ستعقد اليوم في أربيل".

وأضاف: "اجتماعات المسؤولين الأتراك في أربيل سوف تتركز بشكل كثيف على قضية وجود حزب العمال الكردستاني ومحاربة هذا الحزب، كما ستتم مناقشة قضية استمرار القصف التركي، والذي يتم بشكل يومي على مدن الإقليم وما يشكل ذلك من تهديد لأمن واستقرار كردستان".

وختم القيادي في "الحزب الديمقراطي الكردستاني"، قائلا "الملف الاقتصادي والتجاري وزيادة حجم التبادل التجاري ما بين أربيل وأنقرة سيكون ضمن أجندة المباحثات بكل تأكيد، وغيرها من الملفات المشتركة ما بين الطرفين".

وكان وزير الخارجية التركي قد ذكر في تصريح صحافي مشترك مع نظيره العراقي فؤاد حسين، أمس الأربعاء، أن تركيا ترى في العراق "شريكاً موثوقاً"، وأن "استقراره يسهم في ازدهار تركيا"، لافتاً إلى أن تركيا تولي "أهمية كبيرة" لعلاقاتها الاقتصادية مع العراق.

وتطرق فيدان إلى مكافحة الإرهاب مع العراق، مشدداً على ضرورة عدم السماح لـ "عدونا المشترك، (حزب العمال الكردستاني) بتسميم علاقاتنا الثنائية، ولا يجوز لنا أن نبقى غير مبالين إزاء تحدي هذه المنظمة الإرهابية للسيادة العراقية".

واعتبر أن "حزب العمال الكردستاني" احتل فعلياً سنجار ومخمور وقنديل والسليمانية، "ويحاول توحيد هاتين المنطقتين مع ممر إرهابي أقامه بين سورية والعراق من خلال تجاهل الحدود"، مشدداً على أن تركيا تقدم "كل الدعم" للعراقيين "في نضالهم ضد هذا التنظيم".

وتسبب وجود عناصر "حزب العمال الكردستاني" الذي تصنّفه أنقرة "منظمة إرهابية" في الأراضي العراقية، بالعديد من الأزمات السياسية بين البلدين، كان آخرها العام الماضي، عندما اتهمت بغداد القوات التركية بقصف منتجع سياحي في دهوك والتسبب بقتل عدد من المواطنين وهو ما نفته أنقرة.

وتكمن صعوبة إجراء تفاهمات كاملة بين حكومة بغداد ونظيرتها التركية بشأن إنهاء وجود مسلحي "الكردستاني" في العراق بعدة عوامل ميدانية عسكرية، أبرزها وجوده في مناطق يصعب وصول القوات العراقية إليها، ضمن المثلث العراقي الإيراني التركي الواقع تحت إدارة إقليم كردستان العراق، إلى جانب الدعم الذي يتلقاه مسلحوه من فصائل مسلحة توصف عادة بأنها حليفة لإيران، خاصة في مناطق سنجار غربي نينوى.

المساهمون