وزير الخارجية الإيراني يشرح ملامح السياسة الخارجية للحكومة الجديدة

06 سبتمبر 2021
عبد اللهيان: سياستنا الخارجية مبنية على التوازن (Getty)
+ الخط -

دعا وزير الخارجية الإيراني الجديد، حسين أمير عبداللهيان، اليوم الإثنين، السفراء والمندوبين الأجانب ورؤساء المنظمات الدولية في طهران، إلى لقاء في مقر مركز الدراسات السياسية والدولية للخارجية الإيرانية، ليشرح توجهات وأولويات الحكومة الإيرانية الجديدة برئاسة إبراهيم رئيسي في السياسة الخارجية، في محاولة منه لإظهار أن الحكومة ستتبع نهجا مختلفا عن الحكومة "المعتدلة" السابقة برئاسة حسن روحاني، أحد زعماء التيار المعتدل في إيران.

وفي مستهل كلمته، أكد عبداللهيان أن الحكومة الإيرانية الـ13 ستتخذ "سياسة خارجية متوازنة ونشيطة وديناميكية وذكية"، قائلا إن "هذه هي رسالتنا للعالم، بأن سياستنا الخارجية مبنية على التوازن".

وأضاف أنه "على هذا الأساس، فمن أولوياتنا التوجه نحو الجيران من دون أي استثناء"، مؤكدا أن "الاهتمام الخاص بالقارة الآسيوية يشكل أولوية أخرى للسياسة الخارجية الإيرانية" في الوقت الراهن.

وفي السياق، قال إن "القارة الآسيوية في القرن الـ21 لها ميزات فريدة، وظهور اقتصاديات جديدة فيها يشكل فرصة لآسيا والعالم"، لافتا إلى أن بلاده لها "أصدقاء وحلفاء كثيرون بين الجيران وآسيا".

وأكد أن إعطاء الأولوية للجيران وآسيا "لا يعني تجاهل بقية بلدان العالم، فالدول العربية والإسلامية والدول الأفريقية وأميركا اللاتينية وأوروبا والغرب تشكل جزءا آخر من اهتماماتنا في السياسة الخارجية النشيطة"، على حد تعبيره.

"لن نترك التفاوض"

وبشأن مفاوضات فيينا النووية غير المباشرة مع واشنطن والتي تبعثرت منذ يونيو/حزيران الماضي، حاول وزير الخارجية الإيراني توجيه رسائل معينة إلى الولايات المتحدة والأطراف الأوروبية، بتأكيده أن إيران "لن تترك طاولة المفاوضات بتاتا"، قائلا "إننا نؤمن بالتفاوض برؤية إيجابية وكفرصة للدبلوماسية، لكننا على قناعة أن التفاوض لأجل التفاوض لن ينفع الشعب الإيراني وأي طرف من الأطراف".

وفيما يتصل بمصير الاتفاق النووي "المترنح"، ألقى عبداللهيان اللوم على الولايات المتحدة، قائلا إن "الأميركيين هم الذين ألحقوا الضرر الأساسي بالاتفاق النووي، وهم ليسوا متهمين فحسب، بل مجرمون أساسيون في انتهاك الاتفاق."

وشدد على أن "إيران ترحب بأي تفاوض يؤمّن الحقوق والمصالح الإيرانية"، مضيفا "أننا لا نرى جدوى في المفاوضات التي لا تحقق نتيجة وتهدر الوقت".

وفي السياق، انتقد وزير الخارجية الإيراني الترويكا الأوروبية الشريكة في الاتفاق النووي (فرنسا وألمانيا وبريطانيا)، قائلا إن "أوروبا ليست فقط هذه الترويكا"، وداعيا هذه الدول الثلاث إلى "الابتعاد عن تقاعسها في تنفيذ الاتفاق النووي".

وحمّل هذه الدول "جزءا من مسؤولية عدم رفع الولايات المتحدة العقوبات، ومنعها إيران من منافع الاتفاق النووي"، مضيفا أن بلاده أبلغت هذه الدول بذلك.

وقال عبداللهيان إن "الترويكا الأوروبية لديها فرصة لتغيير توجهها وإعادة النظر فيه لإظهار جديتها في التعامل مع إيران".

المساهمون