تحدث وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، يوم الخميس، عن "قرب استئناف المباحثات الإيرانية السعودية في بغداد"، وذلك خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره العراقي فؤاد حسين.
وسبق أن احتضنت بغداد أربعة لقاءات بين مسؤولين سعوديين وإيرانيين، بهدف تقريب وجهات النظر بين الطرفين في عدد من القضايا.
بدوره، قال وزير الخارجية العراقي إن بلاده تتطلع إلى عقد جولة خامسة من المفاوضات بين إيران والسعودية، مؤكدا أن بلاده لعبت دورا مهما في الحوار بين طهران والرياض،
وأوضح الوزير العراقي، الذي يزور طهران على رأس وفد حكومي ضم أيضا مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي، خلال المؤتمر الصحافي المشترك ذاته، أن "المباحثات مع الجانب الإيراني تطرقت إلى العلاقات الثنائية والملفات الإقليمية"، مشيرا إلى "الحديث عن ملف الانسحاب الأميركي والعلاقات مع دول الجوار".
وتابع وزير الخارجية العراقي: "كان لدينا حوار استراتيجي مع الأميركيين، وهناك اتفاق لبقاء المستشارين والمدربين"، مشيراً إلى أن "وزارة الخارجية العراقية لديها تواصل مع الجانب الإيراني لتقييم الخسائر الخاصة بالقنصليات الإيرانية".
ولفت إلى أن "العراق لعب دوراً في دعم الحوار بين طهران والرياض، ونتطلع لجولة خامسة"، مشيرا إلى "التطلع إلى حوارات بين إيران والدول الأخرى".
من جهته، قال وزير الخارجية الإيراني إن "المباحثات مع وزير الخارجية العراقي تضمنت مجموعة من الملفات"، مبيناً أن "العلاقات بين العراق وإيران وثيقة ومتينة في كل المجالات".
تأشيرات سعودية لدبلوماسيين إيرانيين
في سياق متصل، قال وزير الخارجية الإيراني إن السعودية وافقت على منح تأشيرات لثلاثة دبلوماسيين إيرانيين للإقامة في المملكة، في علامة جديدة على "تحسن العلاقات" بين الرياض وطهران.
ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن أمير عبد اللهيان قوله: "وافقت السعودية الأسبوع الماضي على منح تأشيرات لثلاثة من دبلوماسيينا الذين سيبدأون العمل لدى منظمة المؤتمر الإسلامي في جدة".
ولم يصدر تعليق فوري من السعودية.
إلى ذلك، لم تعلق الأوساط السياسية في العراق رسميا على زيارة حسين أو سببها، لكن عضوا في تحالف "الفتح" قال، لـ"العربي الجديد"، إن جانبا منها يتضمن تحفيز طهران على عدم وقف جولات الحوار مع السعودية بعد حادثة وفاة سفيرها في صنعاء حسن إيرلو.
وأضاف أن العراق "سيتأثر بأي تأزم جديد أمنيا وسياسيا، كما أنه من المهم إطلاع الإيرانيين على ملف انسحاب القوات القتالية الأجنبية باعتبارهم دولة جارة ولها مخاوف مشروعة من الوجود الأجنبي بالعراق، خاصة من دول مناوئة لها مثل الولايات المتحدة"، وفقا لتعبيره.
وذكر أيضا: "حسب ما سمعنا، فإن الحوارات تضمنت تفاهمات على تبادل الزيارات بين العراق وإيران بهدف بحث القضايا المشتركة بين البلدين، وكذلك الملفات الإقليمية الشائكة، والعراقيون أبدوا استعدادهم لاستمرار الوساطة بين إيران والسعودية لاعتقادهم أن ذلك سيساهم في استقرار المنطقة كلها".
عبد اللهيان: موقف أوروبي إيجابي بمحادثات فيينا
ولفت إلى أن بلاده تقيم الموقف الأوروبي بأنه إيجابي بشأن محادثات فيينا، مشيدا بالمواقف الروسية والصينية الداعمة لإيران.
يشار إلى أن منسق مفاوضات فيينا إنريكي مورا أعلن، يوم الخميس، أن المفاوضات النووية لإحياء الاتفاق النووي ستستأنف الاثنين المقبل، أي في 27 ديسمبر/كانون الأول الحالي.
وقال مورا، في تغريدة عبر "تويتر"، إن اللجنة المشتركة لأعضاء الاتفاق النووي ستجتمع لمناقشة وتحديد خريطة الطريق، لافتاً إلى أنه من المهم تسريع وتيرة القضايا العالقة، والمضي قدماً، والعمل عن كثب مع الولايات المتحدة الأميركية.