استمع إلى الملخص
- رئيس بلدية مستوطنة مرجليوت ينتقد حكومة نتنياهو لضعفها أمام التهديدات من حزب الله، مشيرًا إلى فقدان قوة الردع وعدم اتخاذ خطوات لتغيير الوضع في الشمال.
- قيادات الجيش تطالب بحسم المواجهة مع حزب الله وسط فشل المفاوضات الأمريكية للتهدئة، مع تحديات كبيرة تواجه منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية بسبب قدرات حزب الله المتطورة.
تضغط قيادة جيش الاحتلال لاتخاذ قرار حول مستقبل مواجهة حزب الله
رئيس بلدية مستوطنة مرجليوت: لقد فقدت الحكومة قوة الردع
مسيّرات وصواريخ حزب الله تمثل تحدياً للمنظومات الجوية الإسرائيلية
قال وزير الشؤون الدينية في حكومة الاحتلال الإسرائيلي ميخائيل ملكيئيلي إن وزارته تستعد لإمكانية عمليات دفن كبيرة في حال اندلاع الحرب الشاملة مع حزب الله اللبناني، مضيفاً في تصريح للقناة 14 الإسرائيلية مساء الأربعاء: "وزارة الشؤون الدينية المسؤولة عن نظام الدفن تجهز نفسها لسيناريوهات في الشمال" عند الحدود اللبنانية، وذلك في الوقت الذي تضغط قيادة جيش الاحتلال على حكومة بنيامين نتنياهو لاتخاذ قرار بشأن مستقبل المواجهة.
وتابع ملكيئيلي: "لا يمكن قول كل شيء في الاستوديوهات، لكننا نعقد اجتماعات في المكتب للتحضير لأشياء أكبر في الشمال". وعندما سُئل عمّا إذا كانت وزارته تجهز نفسها لاحتمال حدوث حالات دفن جماعي بسبب حرب محتملة على الحدود اللبنانية الجنوبية، أجاب بالإيجاب، دون تفاصيل. واعتبر موقع صحيفة "معاريف"، الذي أورد كذلك تصريحات ملكيئيلي، أنها إشارة إلى أن حكومة الاحتلال تنطلق من افتراض مفاده أن مواجهة شاملة مع حزب الله يمكن أن تفضي إلى سقوط عشرات الآلاف من القتلى.
من جانبه، هاجم رئيس بلدية مستوطنة مرجليوت، إيتان دفيدي، القريبة من الحدود مع لبنان، حكومة بنيامين نتنياهو بسبب "استسلامها وضعفها في الجبهة الشمالية". وقال في مقابلة أجرتها معه اليوم الخميس إذاعة "إف أم 103": "لقد فقدت الحكومة قوة الردع، وهذا ما سمح لنصر الله بأن يتحدث بالطريقة التي يتحدث بها حالياً"، في إشارة إلى الخطاب الذي ألقاه الأمين العام لحزب الله أمس الأربعاء، الذي هدد فيه بأنه "لا يوجد مكان في إسرائيل محصن في حال اندلاع مواجهة شاملة". وواصل دفيدي هجومه على حكومة نتنياهو، قائلاً: "ثمانية أشهر وأنتم تواصلون البقاء في المكان نفسه ولم تقدموا على أي فعل لتغيير الواقع في الشمال".
حسم قرار المواجهة مع حزب الله
في الأثناء، دعت قيادات في جيش الاحتلال حكومة نتنياهو إلى اتخاذ قرار بشأن مستقبل المواجهة مع حزب الله. ونقل موقع "واللاه" اليوم الخميس عن تلك القيادات قولها إنه "آن الأوان للحسم بشأن المواجهة مع حزب الله، ولا سيما في أعقاب فشل جهود المبعوث الأميركي عاموس هوكشتاين في التوصل إلى اتفاق ينهي التصعيد المتعاظم على الجبهة الشمالية". وحسب قيادات الاحتلال العسكرية، فإن "الأسابيع القادمة بالغة الحساسية، والواقع يفرض على الحكومة اتخاذ قرار بشأن القتال على الجبهة الشمالية، تحديداً في ظل إمكانية أن ينضم الإيرانيون والحوثيون من اليمن والمليشيات في كل من العراق وسورية إلى القتال" حال اندلاع مواجهة شاملة.
وأشارت القيادات إلى أن أهمية حسم قرار المواجهة مع حزب الله تأتي في ظل اقتراب موعد نهاية العملية العسكرية في رفح، جنوبي قطاع غزة، وانتقال العمليات العسكرية في القطاع إلى طور عمليات دهم محدودة بناءً على معلومات استخبارية. وأبرز الموقع أن رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال هرتسي هليفي يقول للمستوى السياسي في الجلسات المغلقة إن الجيش مستعد للحرب، محذراً من أن الواقع يمكن أن يتدهور بسرعة على الجبهة الشمالية. ولفت الموقع إلى أنّ جيش الاحتلال يركز حالياً على استهداف "المستويات القيادية الدنيا في الجهاز العسكري لحزب الله".
مسيّرات حزب الله
من ناحية ثانية، لفت موقع صحيفة يديعوت أحرونوت إلى أن مسيّرات حزب الله وصواريخه باتت تمثل تحدياً كبيراً لمنظومات الدفاع الجوي التابعة لجيش الاحتلال. وأفاد الموقع اليوم بأن حزب الله أطلق منذ بداية الحرب الحالية آلاف المسيّرات والصواريخ على عمق إسرائيل، لافتاً إلى أن الطابع الطبوغرافي الجبلي للمنطقة الحدودية على الجبهة الشمالية يقلص من قدرة منظومات الإنذار المبكر التابعة لجيش الاحتلال على اكتشاف مسيّرات حزب الله.
وأضاف الموقع أنه على الرغم من أن جيش الاحتلال يطور من قدرات منظومات الدفاع الجوية التي يملكها لاعتراض المسيّرات والصواريخ، إلا أن حزب الله، في المقابل، يطور قدراته بشكل يسمح بتجاوز تأثير هذه المنظومات. وشدد على أن الفيديوهات التي نشرها حزب الله وتظهر مرافق عسكرية واستراتيجية واقتصادية حساسة في منطقة حيفا والشمال صُوِّرَت بواسطة مسيّرة "الهدهد" التابعة له تفاقم من خطورة الصواريخ والمسيَّرات التي يملكها.
وأشار الموقع إلى أن فيديوهات حزب الله "أثارت الفزع" في أوساط المستوطنين في المنطقة الشمالية، "بحيث أسهم كثيراً في تأثير حرب الوعي التي يشنها حزب الله". وتعترف الأوساط العسكرية في إسرائيل، كما يشير الموقع، إلى أنه لا يوجد حل يمكن أن يضمن وضع حد للتحدي الذي تمثله مسيّرات حزب الله الانقضاضية، على اعتبار أنها تطلق من مسافة قصيرة وتحلّق على ارتفاعات منخفضة، فضلاً عن أنها لا تسلك طريقاً مستقيماً، بشكل يقلص من فرص إصابتها بواسطة قذائف منظومات الدفاع الجوية، وضمنها "القبة الحديدية".