واشنطن: هجمات المستوطنين في الضفة الغربية غير مقبولة ويجب أن تتوقف

16 اغسطس 2024
الشرطة الإسرائيلية تقف بجانب شاحنة أحرقها مستوطنون في الخليل، 29 يوليو 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

قال البيت الأبيض يوم الخميس إن الهجمات التي يشنها المستوطنون الإسرائيليون ضد المدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية غير مقبولة ويجب أن تتوقف. وبحسب بيان صادر عن متحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيضن فإنه "يجب على السلطات الإسرائيلية اتخاذ التدابير اللازمة لحماية جميع المجتمعات من الأذى، وهذا يشمل التدخل لوقف مثل هذا العنف، ومحاسبة جميع مرتكبيه".

ويأتي التنديد الأميركي غداة هجوم شنه مستوطنون مسلحون، مساء الخميس، على قرية جيت شرق قلقيلية، أسفر عن استشهاد الشاب محمود سد (23 عاماً) وإصابة آخر بجروح خطيرة، كما أضرم المستوطنون النار في أربعة منازل وست سيارات خلال الهجوم الذي جرى تحت حماية من قوات الاحتلال الإسرائيلي. وأظهرت لقطات مصورة تداولها مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي اشتعال النيران في سيارات ومنازل إثر الهجمات.

مستوطنون يحرقون منازل الفلسطينيين في قرية جيت شرق #قلقيلية pic.twitter.com/DEcXfhCc9h

— العربي الجديد (@alaraby_ar) August 15, 2024

وفي خطوة غير مألوفة، أصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بياناً يقول فيه إنه ينظر في الواقعة "بأقصى صرامة". وجاء في البيان: "سيُعتقل المسؤولون عن أي انتهاك ويُحاكمون". كما أدان وزير الأمن يوآف غالانت هجوم المستوطنين زاعمًا أنه لا يمثل قيّم المستوطنين في الضفة الغربية. كما أدان وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، الذي طالما كان راعيًا أساسيًا للمستوطنين وهجماتهم، هجوم المستوطنين على قرية جيت، وأضاف "هؤلاء مجرمون يجب أن تتعامل معهم السلطات المسؤولة عن الحفاظ على النظام العام بكل صرامة".

ودان الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ أيضًا "بشدة" الهجوم. ووصف أعمال العنف هذه بأنها "مذبحة مدبرة"، وكتب على منصة إكس: "أدين بشدة مذبحة الليلة في السامرة (الضفة الغربية)". وقال هرتسوغ: "هذه أقلية متطرفة تضر بالسكان المستوطنين الملتزمين بالقانون وبالمستوطنات ككل وباسم (مكانة) إسرائيل في العالم خلال فترة حساسة وصعبة بشكل خاص"، على حد ادعائه.

وكانت الحكومة الإسرائيلية في السنوات الأخيرة تغض الطرف عن اعتداءات المستوطنين بحق الفلسطينيين، بل كان الاعتداء على الفلسطينيين في الضفة والتحريض عليهم ساحة السباق الأبرز بين الوزراء والمسؤولين، ووصل الأمر إلى حد الدعوة إلى إحراق قرى بأكملها، أو تهجير مناطق سكنية وتهديدها بمصير مشابه لغزة. وفي إجراء شكلي، كانت قوات الاحتلال تعتقل مستوطنين متورطين في أعمال إرهابية في الضفة قبل إطلاق سراحهم بعد أيام معدودة، ما دفع عدة دول من بينها الولايات المتحدة إلى انتقاد الإجراءات الإسرائيلية في التعامل مع المتورطين في الاعتداءات، وفرض عقوبات على عدد منهم.

ويأتي التنديد الإسرائيلي بالهجمات في وقت يتخوف فيه المسؤولون الإسرائيليون من تصعّيد دول عديدة عقوباتها ضد المستوطنين والمستوطنات في الأيام القادمة، بما فيها دول صديقة لإسرائيل، خاصة بعد الرأي الذي نشرته محكمة العدل الدولية في لاهاي، أخيراً، بشأن عدم شرعية الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية.

في غضون ذلك، استنكرت حركة حماس، الخميس، هجوم مستوطنين على بلدة جيت ودعت في بيان أهالي الضفة إلى "مزيد من الانتفاض بوجه الاحتلال"، فيما أدانت حركة الجهاد الإسلامي الهجوم، مشيرة إلى أن قيام جيش الاحتلال بمحاصرة القرية أثناء الهجوم يذكّر بمجازر العصابات الصهيونية عام 1948.

المساهمون