امتنع متحدث وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، مجدداً عن إدانة الهجمات الإسرائيلية على الفلسطينيين، مكتفياً بالتعبير عن حزنه العميق لسقوط ضحايا في الأرواح من الجانبين.
وفي مؤتمره الصحافي اليومي، الثلاثاء، أدلى برايس بتصريحات شدد فيها على أن حق الأمن أمر مشروع للفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء، في وقت أدت فيه الهجمات الإسرائيلية على الفلسطينيين إلى سقوط ضحايا ومصابين من المدنيين، بينهم أطفال.
وقال برايس في تصريحاته: "إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها، والرد على هجمات الصواريخ، وكذلك الفلسطينيون لهم الحق في الحماية والأمن".
وتُعَدّ هذه التصريحات متوازنة بعض الشيء، مقارنة بتصريحات مماثلة أدلى بها المسؤول الأميركي، الاثنين، إلا أنه لم يُدِن العنف الإسرائيلي ضد الفلسطينيين العزل، ولا الهجمات التي نفذتها القوات الإسرائيلية في قطاع غزة.
وأضاف برايس: "نشعر بقلق بالغ إزاء الخسائر في الأرواح في غزة وإسرائيل، ومقتل الأطفال، فضلاً عن إصابة العديد من المدنيين الأبرياء. وبالمثل، نشعر بالقلق إزاء الحوادث التي وقعت في القدس، حيث أُبلغ عن إصابة مئات الفلسطينيين بجروح، وكذلك إصابات في صفوف الشرطة الاسرائيلية".
وتابع المتحدث قائلاً: "ندعو جميع الأطراف إلى التهدئة، وسنواصل الاتصال بكبار المسؤولين الإسرائيليين والإدارة الفلسطينية خلال الأيام والأسابيع المقبلة".
وذكر برايس أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، تحدث هاتفياً مع نظيره الإسرائيلي غابي أشكنازي، لينقل له مجدداً إدانة بلاده للهجمات الصاروخية، ويدعو إلى وقف التصعيد.
.@SecBlinken spoke with @Gabi_Ashkenazi about the ongoing situation in Israel. We are deeply concerned about the situation in Jerusalem, HAS/TM, Sheikh Jarra & rockets from Gaza. We mourn the loss of life and call for all parties to deescalate tensions. https://t.co/EXLdpVbv9t
— Ned Price (@StateDeptSpox) May 11, 2021
وأشار إلى أن الولايات المتحدة تبذل جهدها للحد من التوتر، وتعمل في هذا الصدد بالتنسيق مع المجتمع الدولي، مضيفاً: "لقد طالبنا جميع الأطراف، بما في ذلك حماس، بوقف هذا العمل (الهجمات). ونأسف بشدة لوجود خسائر في الأرواح بالنسبة إلى الفلسطينيين والإسرائيليين".
وخلال المؤتمر الصحافي، قال أحد الصحافيين لناطق الخارجية الأميركية: "إنكم تدينون الهجمات الصاروخية الفلسطينية على إسرائيل، لكنكم أمس (الاثنين) لم تصدروا أية إدانة بخصوص الأطفال الذين قتلوا جرّاء الهجمات الإسرائيلية. هل رأيتم صور الأطفال المقتولين؟ هل لديك ما تقوله عن هذا كوزارة؟"، ليردّ برايس: "لقد رأيت تلك الصور التي من الصعب ألا أنظر إليها دون أن أشعر بألم. لهذا السبب بالتحديد اتصلنا اليوم للحد من التوتر وتقليله من أجل حماية المدنيين".
Spoke with @Gabi_Ashkenazi today about the ongoing situation in Israel including rocket fire emanating from the Gaza Strip. Israelis and Palestinians need to be able to live in safety and security, as well as enjoy equal measures of freedom, security, prosperity, and democracy.
— Secretary Antony Blinken (@SecBlinken) May 11, 2021
ورغم إلحاح الصحافيين على تأكيد رفض برايس إدانة الهجمات الإسرائيلية بقطاع غزة، اكتفى بالتعبير عن انزعاجه الشديد، وأنه لا توجد لديه معلومات قاطعة بخصوص أحداث الاثنين في غزة، مشيراً إلى أنهم شاهدوا الثلاثاء "تطورات أكثر إزعاجاً" على حد تعبيره.
وعندما سئل برايس عن إخراج إسرائيل الفلسطينيين من منازلهم في حي الشيخ جراح بمدينة القدس، قال: "بصراحة، أوضحنا وجهات نظرنا بشأن هذه القضية، كما نفعل حيال العديد من القضايا. وموقفنا أنه ينبغي أن تعامل العائلات الفلسطينية التي تعيش هناك بشكل عطوف وإنساني".
ورداً على سؤال عن وضع القدس، أوضح برايس أن هذه القضية سيجري التفاوض بشأنها بين الطرفين وبتّها.
وكان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، قد وصف الثلاثاء خلفه جو بايدن بـ"الضعف" وبأنه لا يدعم إسرائيل بالحزم المطلوب، وذلك على خلفية أسوأ تصعيد للعنف منذ سنوات بين حركة المقاومة الإسلامية "حماس" والدولة العبرية.
وجاء في بيان للرئيس الجمهوري السابق: "في عهد بايدن، أصبح العالم أكثر عنفاً وأكثر انعداماً للاستقرار، لأن ضعف بايدن وقلّة الدعم لإسرائيل يؤديان إلى مزيد من الهجمات على حلفائنا".
وتابع ترامب: "عندما كنت في منصب الرئيس، عُرفنا برئاسة السلام، لأن أعداء إسرائيل كانوا يدركون أن الولايات المتحدة تدعم إسرائيل بحزم وأن الردود الانتقامية ستكون سريعة إذا ما تعرّضت إسرائيل لهجوم".
وأضاف الرئيس الخامس والأربعون للولايات المتحدة: "على الولايات المتحدة أن تدعم دوماً إسرائيل وأن تعلن بوضوح أنه يتعين على الفلسطينيين وقف العنف، والإرهاب والهجمات الصاروخية، وان تعلن بوضوح أن الولايات المتحدة ستدعم دوماً وبحزم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها".
وكان ترامب قد خالف إجماعاً دولياً قائماً منذ عقود باعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل في ديسمبر/ كانون الأول 2017. وهو اعترف أيضاً بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان.
(الأناضول، فرانس برس)