واشنطن تعتزم تسليح عشائر الأنبار... والعبادي يعد بذلك

23 نوفمبر 2014
مسلحون من عشائر الأنبار يقاتلون داعش (الأناضول)
+ الخط -
كشفت وثيقة من وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، أعدّت لرفعها الى الكونغرس، عن عزم الولايات المتحدة الأميركية تجهيز عشائر محافظة الأنبار العراقية ببنادق كلاشينكوف وقذائف صاروخية وذخيرة مورتر، للمساعدة في دعمهم في معركتهم ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).

وأفاد مسؤول أميركي، رفض الكشف عن اسمه، بأنّ "الوثيقة رفعت للكونغرس الأسبوع الماضي".

وواجهت عشائر الأنبار "داعش" بالأسلحة البسيطة المتوفرة لديها، بعد نفاد أسلحتها، في وقت تجاهلت فيه الحكومة العراقية كل المناشدات بتسليح أبنائها.

وبحسب الوثيقة فإنّ "الحكومة الأميركية تخطط لإنفاق 24 مليون دولار على تسليح مقاتلي العشائر، وذلك ضمن طلب إنفاق أكبر يصل إلى 1.6 مليار دولار، من أجل تدريب وتسليح القوات العراقية والبيشمركة".

وحذّرت الوثيقة، في الوقت نفسه، الكونغرس من "عدم تسليح مقاتلي العشائر، الأمر الذي سيجعل العشائر المناهضة لتنظيم داعش تحجم عن التصدي له بفاعلية"، مشيرةً إلى أنّ "الدعم الأميركي للعشائر سيكون بالتنسيق مع الحكومة العراقية ومن خلالها".

وأوضحت تفاصيل الوثيقة أنّ "مبلغ 1.24 مليار سينفق على القوات العراقية، بينما سيخصص مبلغ 354.8 مليون دولار لقوات البيشمركة الكردية".

وبيّنت الوثيقة أنّ "قوات الأمن العراقية غير مرحب بها على نحو خاص في الأنبار ومناطق أخرى يمثل السنّة غالبية فيها"، وأرجعت ذلك إلى "تواضع أدائها القتالي وانتشار الانقسامات الطائفية بين صفوفها".

من جهة ثانية، أوجد الإهمال الحكومي بتسليح العشائر، على الرغم من التقدّم الذي أحرزته في هيت وناحية الدولاب وبعض القرى، حاضنة جديدة لـ"داعش"، بعدما شعر أبناء المحافظة بظلم وتهميش جديد من قِبل الحكومة، وأنّها تركتهم يواجهون مصيرهم بلا سلاح في حربهم ضد تنظيم "الدولة".

على خط موازٍ، أمر رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلّحة، حيدر العبادي، بتسليح أبناء العشائر في الأنبار، وتقديم الإسناد الجوي للقطعات العسكرية في المحافظة لمواجهة داعش"، بحسب بيان صادر عن مكتبه.

غير أنّ أهالي محافظة الأنبار لا يثقون بوعود الحكومة العراقية بتسليح أبناء عشائرها، بسبب انعدام الثقة، كما أنّهم لجأوا إلى طلب العون من واشنطن بعد أن تركتهم الحكومة ليواجهوا مصيرهم مع "داعش" بلا سلاح.

إلى ذلك، قال عضو مجلس محافظة الأنبار، مزهر الملا، لـ"العربي الجديد"، إنّ "وفداً من محافظة الأنبار وصل إلى بغداد اليوم للقاء السفير الأميركي".

وأوضح الملا أنّ "الوفد سيطلب من واشنطن تسليح العشائر وإرسال قوات برية"، مبيناً أنّ "وعود الحكومة العراقية بتسليح العشائر لن تتحقق، وقد مللنا كثرتها بلا نتيجة".

ويشن تنظيم "الدولة الإسلامية"، منذ أيام، هجوماً واسعاً على الرمادي، وحقق من خلاله موطئ قدم، معيداً ثقة أنصاره بقدرته القتالية، عقب هجمات على مواقعه في بيجي وبعض مناطق الأنبار، أحرزت فيها القوات الأمنية العراقية والعشائر تقدماً عليه.

وكان الملا قد اتهم، في حديث سابق، لـ"العربي الجديد"، حكومة العبادي بـ"التآمر على إدخال داعش إلى الأنبار لإسقاط الرمادي، لكي تستسلم ونطالب بتحريرها بالحشد الشعبي".

وأشار إلى أن "لدينا الكثير من الأدلة على تورط الحكومة بمؤامرة إدخال داعش إلى الأنبار، كما أنّ الحكومة هي التي سهّلت إسقاط مدن الأنبار الواحدة تلو الأخرى".

المساهمون