أضافت الولايات المتحدة المجموعة المتشددة الباكستانية الرئيسية "طالبان باكستان" وفرع القاعدة إلى قائمتها الخاصة بـ"الإرهابيين العالميين"، مما يؤدي إلى فرض عقوبات على الجماعتين وسط تصاعد العنف المسلح في هذه الدولة الإسلامية.
تأتي الخطوة التي اتخذتها وزارة الخارجية، الخميس، بعد أيام من إنهاء حركة "طالبان باكستان" وقف إطلاق النار المستمر منذ شهور مع باكستان واستئناف الهجمات في جميع أنحاء البلاد.
وأجبر تهديد أصدرته حركة "طالبان باكستان" السلطات الباكستانية على اتخاذ إجراءات إضافية، وتم تشديد الإجراءات الأمنية خارج أماكن العبادة والأماكن العامة الأخرى اليوم الجمعة، وسط مخاوف من وقوع مزيد من الهجمات. وطلبت حركة "طالبان باكستان" من مقاتليها استهداف قوات الأمن في جميع أنحاء البلاد، وكانت الحركة وراء هجوم 2014 على مدرسة في بيشاور أسفر عن مقتل 147 شخصاً، معظمهم من الطلاب.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية، الخميس، إنها صنفت حركة "طالبان باكستان" و"القاعدة في شبه القارة الهندية" ضمن قائمة "الإرهابيين العالميين". وأضاف بيان الوزارة أن الولايات المتحدة "ملتزمة باستخدام مجموعتها الكاملة من أدوات مكافحة الإرهاب لمواجهة التهديد الذي تشكله الجماعات الإرهابية العاملة في أفغانستان، بما في ذلك (القاعدة في شبه القارة الهندية) وحركة (طالبان باكستان)" لمنع المسلحين من استخدام أفغانستان "كمنصة للإرهاب الدولي".
وجاء في البيان أنه "نتيجة لهذه الإجراءات، يتم حظر جميع الممتلكات ومصالح التي تخضع للسلطة القضائية الأمريكية لأولئك المصنفين (يوم الخميس)، ويحظر عموماً على جميع الأشخاص الأميركيين المشاركة في أي معاملات معهم".
كما قامت الولايات المتحدة بتصنيف أربعة أعضاء من حركة "طالبان باكستان" و"القاعدة في شبه القارة الهندية" ضمن قائمة "الإرهابيين العالميين"، والأربعة هم: أسامة محمود، رئيس فرع القاعدة، ويحيى غوري، نائب رئيس فرع القاعدة، ومحمد معروف، المسؤول عن التجنيد بالمجموعة وقاري أمجد، القيادي في "حركة طالبان باكستان"، الذي يشرف على هجمات المتشددين في شمال غربي باكستان.
وقُتل مؤسس تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، في عملية للبحرية الأميركية في مايو/ أيار 2011 في مدينة أبوت آباد، بالقرب من العاصمة إسلام أباد، وظهرت حركة "طالبان باكستان" بعد أن أصبحت باكستان حليفاً رئيسياً للولايات المتحدة في حربها على الإرهاب بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001.
ولم يصدر تعليق فوري من باكستان، لكن التطور الأخير يأتي بعد أن طلبت إسلام آباد من طالبان في أفغانستان منع حركة "طالبان باكستان" من استخدام أراضيها لشن هجمات داخل الدولة، وجاء الطلب الباكستاني بعد أن فجر انتحاري أرسلته "طالبان باكستان" بالقرب من شاحنة تقل الشرطة المكلفة بحماية العاملين في مجال مكافحة شلل الأطفال في كويتا، عاصمة إقليم بلوشستان الجنوبي الغربي. وأعلنت "طالبان باكستان" مسؤوليتها عن الهجوم، الذي أثار إدانة على مستوى البلاد.
حركة "طالبان باكستان" هي جماعة منفصلة لكنها متحالفة مع حركة طالبان الأفغانية التي تحكم بلادها منذ انسحاب القوات الأميركية وحلف الناتو العام الماضي، وشجع استيلاء طالبان على أفغانستان حلفاءها الباكستانيين، الذين يختبئ مقاتلوهم وكبار قادتهم في البلد المجاور.
(أسوشييتد برس)