واشنطن تستعين بضباط الجيش العراقي السابق في مواجهة "داعش"

29 ديسمبر 2014
تركيز أميركي على دعم العشائر (أزهر شلال/فرانس برس)
+ الخط -

كشفت مصادر محلية وحكومية عراقية، لـ"العربي الجديد"، أن لقاءً عُقد في بغداد بين وفد أميركي، بزعامة رئيس الأغلبية الجمهورية في الكونغرس الأميركي جون ماكين، ونخبة من قيادات الجيش العراقي السابق إبان نظام الرئيس الراحل صدام حسين، بحضور عدد من الزعامات السياسية وشيوخ العشائر المناهضة لتنظيم "الدولة الإسلامية"، (داعش).

هذا اللقاء، الذي يُعدّ أول لقاء مباشر ورسمي بين قيادات في الجيش العراقي السابق ومسؤولين أميركيين، تركّز على "كيفية التصدي لتنظيم داعش، وإعادة النظام للمناطق الشمالية والغربية من خلال خبرات ضباط الجيش السابق"، كما يكشف مصدر حكومي عراقي، لـ"العربي الجديد".

ويوضح المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن اللقاء حمل عرضاً معيّناً لقيادات الجيش السابق إذا ما ساعدوا في دحر "داعش"، وذلك بعد رفضهم عرضاً قدّمه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لهم للعودة إلى الجيش، بسبب عدم وجود ضمانات، مشيراً إلى أن اتفاقاً أولياً تم على دعم ضباط وقيادات الجيش السابق لأبناء العشائر في الوقت الحالي وتولي ملف تدريبهم تمهيداً لإدخالهم في قوات الحرس الوطني الجديدة.

وكان رئيس البرلمان العراقي، سليم الجبوري، قد عقد اجتماعاً في بغداد مع ماكين والوفد الأميركي المرافق له بحضور شيوخ عشائر وشخصيات سنيّة بارزة في العراق، "تضمّن طرح ما تعانيه هذه المحافظات التي ترزح تحت تأثير الإرهاب والعمليات العسكرية، وبحث تسليح العشائر من أجل تحرير مناطقها"، كما أفاد بيان صحافي صدر عن مكتب الجبوري.

وأكّد الجبوري، في بيانه، على "ضرورة دعم العشائر وضم أبنائها في نطاق الأجهزة الأمنية وإشراكهم في عملية تحرير مناطقهم من سيطرة داعش، مع توفير كل ما يحتاجونه لتحرير مناطقهم"، مشيراً إلى أن "دعم أبناء تلك العشائر في مواجهة الإرهاب في المحافظات، ركيزة أساسية من ركائز استقرار مناطقهم".

أما ماكين فأكد، في البيان المشترك، على أنّ "الولايات المتحدة الأميركية عازمة على مساعدة العشائر في مواجهتها ضد الإرهاب".

ويوضح الشيخ عبد الستار أحمد، أنّ "الاجتماع مع ماكين جاء بطلب منه، وأنّ زيارته إلى بغداد أتت على أساس تقديم الدعم للعشائر التي أهملتها الحكومة العراقية وتركتها لقمة سائغة لداعش".

أحمد، وهو أحد الزعماء القبليين البارزين الذين التقوا بماكين، يقول في حديث لـ"العربي الجديد"، إنّ "واشنطن متفاعلة جداً مع تسليح العشائر العراقية، لأنّها تعي أن بإمكان هذه العشائر دحر تنظيم داعش، وقد خاضت الولايات المتحدة تجربة الصحوات في الأنبار ورأت من بأس العشائر الكثير الذي قوّض تنظيم داعش، فيما تتجاهل الحكومة العراقية ذلك حتى الآن، وتحاول أن تحرر تلك المناطق بالحشد الشعبي الذي أصبحت انتهاكاته وإساءاته تفوق ما يقدّمه من دعم للجيش".

من جهته، يؤكد العميد الركن في الجيش السابق، سامي عبد الله المشهداني، أنّ "الاجتماع مع ماكين كان قيّماً، وأنّه أولى اهتماماً كبيرة بتسليح العشائر ورفدها بضباط الجيش السابق الذين يتمتعون بخبرة حاولت الحكومات المتعاقبة في العراق إغفالها".

ويوضح المشهداني، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ "الخطة الأميركية ستركّز على دعم العشائر وضباط الجيش السابق، وأنّها بالتأكيد ستقوّض داعش في أقرب وقت".

ويرى أن "الولايات المتحدة تسعى، من خلال الاعتماد على العشائر والضباط السابقين، إلى تلافي الحاجة لإرسال قوات برية، الأمر الذي يصب في مصلحتها، فهي ستوفر الغطاء الجوي لنا ونحن سنتحرك على الأرض".

لكن السعي الأميركي لإشراك العشائر في مواجهة "داعش"، قوبل بانتقاد من "ائتلاف دولة القانون" بزعامة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، والذي رفض أي خطوات لتسليح العشائر خارج إطار الحكومة العراقية.

ويقول النائب عن "الائتلاف"، صادق اللبان، إنّ "تسليح العشائر العراقية من قِبل جهات خارجية لا يصبّ في مصلحة البلاد، وستكون له تداعيات سلبية على الملف الأمني في البلاد، من خلال وجود السلاح خارج إطار الدولة".

ويعتبر اللبان، في حديث لـ"العربي الجديد"، التسليح الخارجي "خرقاً لسيادة الدولة"، محذّراً من "وصول السلاح إلى داعش".

ويبدو أنّ الدول العربية بدأت تتفاعل مع أزمة العشائر العراقية التي تعرّضت لحملة إعدامات وقتل وتشريد من قبل تنظيم "داعش"، والتي قابلها إهمال حكومي وتجاهل للمطالبات بتسليحها، وكانت الأردن قد أعلنت أخيراً عزمها تقديم دعم "غير محدود" للعشائر السنية في العراق.

المساهمون