واشنطن تراقب عن كثب الأسلحة الكيميائية في سورية.. هل تدمّرها؟

09 ديسمبر 2024
إحياء ذكرى ضحايا الهجوم الكيميائي بالغوطة الشرقية، 20 أغسطس 2024 (عز الدين قاسم/الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تراقب الولايات المتحدة مخزون الأسلحة الكيميائية في سوريا عن كثب بعد سقوط نظام الأسد، وتعتبره أولوية قصوى لضمان عدم وقوعها في الأيدي الخطأ، مع تأكيدها على عدم إرسال قوات لتأمينها.
- أكدت المعارضة السورية عدم اهتمامها بالأسلحة الكيميائية وتعهدت بالتعاون مع المجتمع الدولي لتأمين المواقع الحساسة، بينما تظل وكالات الاستخبارات الأميركية واثقة من السيطرة على الوضع.
- لا يزال ملف الأسلحة الكيميائية السوري مصدر قلق دولي، حيث لم يتم التحقق من التزام النظام بتدميرها، وسط مخاوف من وجود كميات محظورة.

تراقب الولايات المتحدة الأميركية عن كثب مخزون الأسلحة الكيميائية في سورية بعد سقوط نظام بشار الأسد. وقال مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للصحافيين، حسبما نشرت مجلة نيوزويك، إن الولايات المتحدة تراقب مخزون الأسلحة الكيميائية وتتعامل معها باعتبارها أولوية "من الدرجة الأولى".

وتركز الولايات المتحدة، وفق المسؤول، على عدم وقوع هذه الأسلحة في الأيدي الخطأ، مشيراً إلى أن خبراء الأمن القومي "واثقون إلى حد ما من إمكانية تدمير أو تأمين مخزون الأسلحة الكيميائية"، لكنه لفت في الوقت نفسه إلى أن الإدارة لا تخطط لإرسال قوات أميركية إلى سورية لتأمين أو تدمير هذه الأسلحة.

وقال إن خبراء الاستخبارات الأميركية يعتقدون أن الأمر لا يزال تحت السيطرة، مضيفاً "نحن نفعل ما في وسعنا لضمان عدم وصول هذه المواد لأي شخص". وأشارت تقارير إلى أن وكالات الاستخبارات الأميركية راقبت أماكن تخزين الأسلحة الكيميائية في سورية. يذكر أن فصائل المعارضة السورية أصدرت بياناً، السبت، أكدت فيه عدم اهتمامها بالأسلحة الكيميائية، وتعهدت بالتعامل مع القواعد والمرافق العسكرية بمسؤولية، وتأمين البنية التحتية، وعدم السماح بوقوعها في الأيدي الخطأ، وأعربت عن استعدادها للتنسيق مع المجتمع الدولي لمراقبة الأسلحة والمواقع الحساسة في سورية، وتقديم ضمانات بعدم استخدام أي أسلحة محظورة.

وكان مجلس الأمن قد ناقش في الأسبوع الماضي ملف الأسلحة الكيميائية في سورية، وأشار مسؤولون إلى أنه لم يتم التحقق من التزام سورية بتدمير الأسلحة، وأن برنامجها لا يزال يشكل مصدر قلق، وأن هناك أدلة تثبت استمرار عدم التزام النظام السوري بتدميرها. وأعربت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، الشهر الماضي، عن "قلق بالغ" إزاء ثغرات كبيرة تشوب إعلان النظام السوري بشأن مخزونه من الأسلحة الكيميائية، متخوّفة من احتمال وجود كميات كبيرة من المواد الحربية المحظورة.

وانضم النظام السوري في 13 سبتمبر/أيلول 2013 إلى معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية، وتلا ذلك صدور قرار مجلس الأمن رقم 2118 الخاص بملف السلاح الكيميائي السوري. وجاء إعلان النظام انضمامه للمعاهدة بعد نحو شهر من شنّه، فجر 21 أغسطس/آب 2013، عدة هجمات بالأسلحة الكيميائية على مناطق مأهولة بالسكان في الغوطتين الشرقية والغربية في محافظة ريف دمشق.

وقال المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية فرناندو أرياس للمندوبين في الاجتماع السنوي للمنظمة، في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، إنه "على الرغم من العمل المكثّف منذ أكثر من عقد، ما زال من غير الممكن إغلاق ملف الأسلحة الكيميائية في الجمهورية العربية السورية".

المساهمون