قالت الولايات المتحدة الأميركية إنّ مجموعة "فاغنر" للمرتزقة الروس تستغل وجودها في مالي وبلدان أخرى لإخفاء محاولاتها الحصول على معدات عسكرية لاستخدامها في أوكرانيا، واتهمتها بتزويد قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) بصواريخ أرض جو.
وذكر موقع وزارة الخزانة الأميركية أنّ الولايات المتحدة فرضت عقوبات على قائد "فاغنر" في مالي، مشيرة إلى أنّ المجموعة تحاول استغلال وجودها في الدولة الأفريقية للحصول على معدات مثل الألغام، والطائرات المسيرة، والردارات وأنظمة مواجهة بطاريات الصواريخ من أجل استخدامها في أوكرانيا.
كذلك اتهمت وزارة الخزانة الأميركية "فاغنر" بتزويد قوات الدعم السريع في السودان بصورايخ أرض جو، فيما أشارت "رويترز" إلى أنّ من شأن ذلك منح القوات شبه العسكرية دفعة في المواجهات التي تخوضها مع الجيش السوداني، الذي يعتمد كثيراً على الضربات الجوية لاستهداف قوات الدعم السريع.
استمرت الاشتباكات المتفرقة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، الخميس، مما أدى إلى اختراق الهدوء النسبي في العاصمة الخرطوم وزاد خطر انهيار الهدنة، التي بدأت الإثنين الماضي لمدة أسبوع.
ومنذ 15 إبريل/ نيسان، أسفر النزاع بين الجيش وقوات الدعم السريع عن مقتل المئات ونزوح أكثر من مليون شخص داخلياً، وفرار أكثر من 300 ألف شخص إلى الدول المجاورة.
وأعلنت نقابة أطباء السودان، الخميس، ارتفاع عدد القتلى بين المدنيين إلى 865، جراء الاشتباكات.
وكانت مصادر قد كشفت، في وقت سابق لـ"العربي الجديد"، تزايد نشاط حركة برية واسعة تقوم بها مجموعات "فاغنر" الروسية لنقل دعم لوجستي، في شكل وقود وذخيرة، إلى قوات حميدتي انطلاقاً من مناطق في الجنوب الليبي باتجاه الحدود مع السودان.
وأقام حميدتي، علاقات مع روسيا. وقال دبلوماسيون غربيون في الخرطوم في عام 2022 إنّ "فاغنر" ضالعة في عمليات تعدين غير مشروعة للذهب في السودان وتنشر معلومات مضللة.
وكان حميدتي قد قال في وقت سابق إنه نصح السودان بقطع العلاقات مع "فاغنر" بعدما فرضت الولايات المتحدة عقوبات عليها. وقالت "فاغنر" في 19 إبريل/ نيسان إنها لم تعد تعمل في السودان.
وحذرت واشنطن مراراً مما وصفته بأنشطة "فاغنر" التي تزعزع الاستقرار وشددت العقوبات على المجموعة العسكرية الخاصة في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا العام الماضي. وقاتل مرتزقة "فاغنر" إلى جانب القوات الروسية النظامية في أوكرانيا، بما شمل بعضاً من أعنف المعارك.
ويوم الإثنين، حذر المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر من أنّ "فاغنر" تسعى لنقل معدات عسكرية عبر مالي. ونفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، الأربعاء، الاتهامات الأميركية ووصفتها بأنها "خدعة".
وقال براين نيلسون وكيل وزارة الخزانة الأميركية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية في البيان إنّ "عقوبات وزارة الخزانة ضد أكبر ممثل لمجموعة فاغنر في مالي تحدد وتعطل عنصراً رئيسياً يدعم أنشطة المجموعة العالمية".
وأضاف: "وجود مجموعة فاغنر في القارة الأفريقية يمثل قوة مزعزعة للاستقرار لأي دولة تسمح بنشر موارد المجموعة على الأراضي الخاضعة لسيادتها".
رئيس "فاغنر" في مالي
فرضت وزارة الخزانة عقوبات على إيفان ألكساندروفيتش ماسلوف، الذي وصفته بأنه رئيس وحدات "فاغنر" شبه العسكرية ومديرها الرئيسي في مالي، واتهمته بالعمل بتنسيق وثيق مع مسؤولين في الحكومة المالية لنشر المجموعة في البلاد.
وقالت وزارة الخزانة إنّ ماسلوف يرتب أيضاً لقاءات بين مؤسس المجموعة يفغيني بريغوجين ومسؤولين حكوميين من عدة دول أفريقية.
ويجمّد إجراء الوزارة الخميس أي أصول لماسلوف في الولايات المتحدة ويمنع الأميركيين بوجه عام من التعامل معه.
ولم ترد حكومة مالي على الفور على طلبات للتعليق.
وأثارت الدول الغربية مخاوف بشأن أنشطة "فاغنر" في مالي منذ أواخر عام 2021. وأكدت مالي، التي شهدت انقلاباً عسكرياً في عام 2021، وكذلك روسيا في وقت سابق أنّ القوات الروسية هناك ليست مرتزقة بل أفرادها مدربون يساعدون القوات المحلية على استخدام معدات تم شراؤها من موسكو.
(رويترز، العربي الجديد)