مع بدء العدّ التنازلي لموعد خروج القوات الأجنبية المقاتلة المنضوية ضمن التحالف الدولي بقيادة واشنطن، من الأراضي العراقية، المقرر في الـ 31 من الشهر الحالي، جدّدت الولايات المتحدة الأميركية تمسّكها بالشراكة مع العراق، بينما واصلت مليشيات مسلحة مقربة من إيران تهديداتها للمصالح الأميركية.
وبعد أربع جولات حوار بدأت العام الماضي بين بغداد وواشنطن، توصّلت الحكومة العراقية والإدارة الأميركية إلى اتفاق يقضي بانسحاب القوات القتالية في التحالف الدولي في 31 ديسمبر/كانون الأول الحالي، والإبقاء فقط على المستشارين التابعين للتحالف، لتقديم الدعم والمشورة للقوات العراقية.
وبشأن العلاقة بين واشنطن وبغداد بعد الانسحاب، جدّدت الولايات المتحدة تمسّكها بالشراكة مع العراق، وجاء ذلك خلال بيان للسفارة الأميركية في بغداد، بمناسبة الذكرى الرابعة للنصر على "داعش"، قالت فيه إنه "في الوقت الذي يتطلّع فيه أصدقاؤنا وشركاؤنا العراقيون صوب بناء عراقٍ مستقر ومزدهر وديمقراطي وموحّد، تبقى الولايات المتحدة ملتزمة بعمق بشراكتنا الاستراتيجية متعددة الأوجه".
مسؤول حكومي عراقي، قال لـ"العربي الجديد" إن السلطات تعتبر خروج القوات القتالية التابعة للتحالف الدولي منجزاً مهماً، حققته الحكومة، موضّحاً لـ"العربي الجديد" أن انسحاب القوات الأجنبية، لا يعني الاستغناء عن دور التحالف في تقديم النصح والمشورة.
ولفت إلى أن علاقة العراق مع الولايات المتحدة متينة، وتعتمد على الصداقة القائمة على التعاون في مختلف المجالات، وليس الشؤون العسكرية وحدها، مبيناً أن المهام القتالية للتحالف الدولي انتهت، إلا أن التنسيق مع أطراف التحالف مستمر لما فيه مصلحة العراق، وتحقيق النصر الكامل على بقايا تنظيم "داعش" الإرهابي.
وكان مستشار الأمن القومي في العراق، قاسم الأعرجي، قد أعلن الخميس، انتهاء آخر جولات الحوار مع التحالف الدولي بقيادة واشنطن، التي بدأت العام الماضي، مؤكداً نهاية المهام القتالية وانسحابها من العراق، على أن تستمر العلاقة مع التحالف الدولي في مجال التدريب والاستشارة والتمكين.
المليشيات تلوّح باستهداف المصالح الأميركية مجدداً
وعلى الرغم من تأكيد القيادات العسكرية والأمنية العليا خروج جميع القوات القتالية الأجنبية بحلول الـ 31 من الشهر الحالي، ما زالت مليشيات مسلّحة ترفض التخلي عن سلاحها، وتلوّح باستهداف المصالح الأميركية في العراق مجدداً.
وقال عضو المجلس السياسي لمليشيا "النجباء" حيدر اللامي، إن كل ما يدور من حديث بشأن انسحاب القوات الأميركية غير صحيح، موضحاً خلال تصريح صحافي أن "فصائل المقاومة" تعمل لإخراجها من الأراضي العراقية.
وأشار إلى أن "الأميركيين لا يعرفون معنى الدبلوماسية، بل يتعاملون فقط بمنطق القوة"، مبيناً أن "المقاومة" سبق أن أعطت الحكومة العراقية فرصة لاتباع الحل الدبلوماسي.
ولوّح القيادي في مليشيا "النجباء" باستهداف المصالح الأميركية في العراق، مجدداً القول إن "السفارة الأميركية (في بغداد) ثكنة عسكرية، وفيها صواريخ ومعدات وطائرات وقوات قتالية ومخابراتية"، موضحاً أن "المقاومة تستهدف أي قوات محتلّة من شمال العراق إلى جنوبه".
وكانت مليشيا "النجباء" قد أكدت أمس الجمعة على لسان عضو مجلسها السياسي فراس الياسر، أن قرار استهداف القوات الأميركية ليس فردياً، بقدر ما هو قرار عائد إلى "الهيئة التنسيقية للمقاومة الإسلامية في العراق".