واشنطن تتشاور مع الدوحة والقاهرة حول مقترح اتفاق نهائي لوقف حرب غزة

02 سبتمبر 2024
أطفال وسط الدمار في غزة، 27 أغسطس 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **الضغوط الأميركية والمفاوضات الدولية**: يمارس الرئيس بايدن ضغوطاً للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، بالتشاور مع قطر ومصر، مع تقديم مقترح نهائي قريباً. استعادة جثث ستة محتجزين قد تؤثر على موافقة الأطراف.

- **تعقيدات المفاوضات وتصريحات حماس**: خليل الحية من حماس يتهم نتنياهو بعدم الرغبة في صفقة تبادل أسرى، مشيراً إلى مرونة حماس ومراوغة إسرائيل. يحمل الولايات المتحدة مسؤولية تعطيل المفاوضات.

- **الاحتجاجات في إسرائيل**: تصاعدت الاحتجاجات ضد سياسة نتنياهو بعد العثور على جثث المحتجزين، مع دعوات لإضراب عام ومشاركة واسعة من المؤسسات. السفير الأميركي يعزي العائلات ويدعو لاتفاق سريع.

الوسطاء يخططون لتقديم نسخة نهائية من المقترح في غضون أسابيع

مسؤولون أميركيون: المفاوضات أصبحت الآن أكثر تعقيداً

واشنطن بوست عن مسؤول: رفض المقترح سيكون بمثاية نهاية للمفاوضات

قال مسؤولون أميركيون لصحيفة واشنطن بوست، إن الضغوط المستمرة التي يمارسها الرئيس الأميركي جو بايدن من أجل اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، أخذت شكلاً جديداً بعد إعلان الجيش الإسرائيلي استعادة جثث ستة محتجزين، بما في ذلك الإسرائيلي الأميركي هيرش غولدبيرغ-بولين. ونقلت الصحيفة عن المسؤولين قولهم إن الولايات المتحدة تتشاور مع قطر ومصر بشأن ملامح اتفاق نهائي لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وبحسب الصحيفة، فإن الوسطاء يخططون لتقديم نسخة نهائية من مقترح وقف إطلاق النار خلال الأسابيع القادمة، وهي مسودة رجح مسؤول أميركي أن يكون رفضها من إسرائيل أو حماس بمثابة نهاية للمفاوضات. وأشار مسؤولون أميركيون إلى أنه ليس من الواضح على الفور ما إذا كان استعادة جثامين المحتجزين الستة ستجعل إسرائيل وحماس توافقان على المقترح الذي سيعرض خلال الأسابيع المقبلة.

وقال مسؤول أميركي رفيع: "الولايات المتحدة ومصر وقطر كانوا يعملون على المقترح النهائي قبل العثور على المحتجزين الستة في نفق تحت مدينة رفح جنوب غزة". وتابع: "هل يعرقل الصفقة؟ لا. إذا كان هناك أي شيء، فإنه يجب أن يضيف استعجالًا إضافياً في هذه المرحلة النهائية، التي كنا بالفعل فيها".

وفي حديثهم مع الصحيفة، قال المسؤولون أنفسهم إن "مباحثات الأسبوع الماضي ركزت على رهائن سيتم تبادلهم مع سجناء فلسطينيين"، مضيفين أن "المرحلة الأولى كانت تضم الرهينة الأميركي الإسرائيلي القتيل مع نساء ومسنين"، مرجحين أن تكون "المفاوضات أصبحت الآن أكثر تعقيداً بعد التأكد من وفاة الرهائن الستة".

الحية: نتنياهو لا يريد الوصول لصفقة

من جهته، قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس خليل الحية، أمس الأحد، "الآن، لا توجد مفاوضات حقيقية، بل مراوغة وقطع للوقت، للأسف، من أسبوعين هناك مفاوضات، لكنها كطحن الماء (لا تقدم نتائج ملموسة)، ولو أراد نتنياهو تبادل أسرى فنحن جاهزون فوراً".

وأضاف في لقاء تلفزيوني مع قناة الجزيرة "نتنياهو قال بشكل واضح إنه لا خروج من نتساريم (الممر الفاصل بين شمال القطاع وجنوبه) ولا خروج من فيلادلفيا (المحور الحدودي بين مصر وغزة) وأنا أقول هنا بشكل واضح إنه دون الخروج والانسحاب الكامل من قطاع غزة، لا يوجد اتفاق"، مشيراً إلى أن "نتنياهو يريد استمرار الحرب ولا يريد الوصول إلى صفقة لأن الصفقة لها ثمن حقيقي، وهو لا يريد دفع هذا الثمن"، بحس بوكالة الأناضول.

وبشأن المحتجزين الستة الذين عثرت عليهم إسرائيل قال الحية "كان بإمكان الأسرى وغيرهم أن يخرجوا إلى ذويهم ضمن صفقة تبادل حقيقية وهم أحياء، ولكن إصرار جيش الاحتلال ونتنياهو وحكومته أن يفقد هؤلاء حياتهم مع عشرات قتلهم الاحتلال مباشرة بقصفهم مع من يجلسون معهم ويحرسونهم" "بعض أسرى العدو قتلهم الاحتلال مباشرة بالرصاص الحي، ونتنياهو وفريقه لا يهمهم الأسرى".

وحمل الحية الولايات المتحدة مسؤولية تعطيل المفاوضات وقال "الولايات المتحدة مسؤولة عن تعطيل المفاوضات، ولا تريد الوصول إلى صفقة وتراجعت عما قدمته، بالعودة إلى الوراء بشكل سريع"، موضحاً "منذ مارس/ آذار الماضي كانت هناك مفاوضات غير مباشرة بيننا وبين الوسطاء والاحتلال، توقفنا عند نقطة وقف إطلاق النار، تبادل الأسرى، وانسحاب الاحتلال والإعمار".

ولفت إلى أنه "كان لدينا مطلب في التبادل بمعايير عالية، منها 500 سجين فلسطيني مقابل كل جندي ومجندة، ومقابل الآخرين 250، عندما تدخل الوسطاء وقالوا هناك فرصة كبيرة إذا قدمتم مرونة في معايير التبادل، بادرنا فورًا وقدمنا مرونة من 500 إلى 50 مقابل المجندات، ومن 250 إلى 30 مقابل المدنيين"، مضيفاً "تلقى الوسطاء، والأمريكان، هذه المرونة بشكل كبير، لكن ماذا فعل الاحتلال؟ رمى ذلك ثم بدأ بمراوغة جديدة في مايو/ أيار، وفي ذلك الوقت قدم المصريون الوسطاء اتفاقًا كاملًا وافقنا عليه مباشرة، في اليوم التالي، ماذا فعل الاحتلال؟ اقتحم معبر رفح وما زال مغلقًا".

وقال الحية، إن "الورقة الإسرائيلية التي قدمت في 27 مايو، تبناها الرئيس الأمريكي (جو بايدن)، وتبناها مجلس الأمن، ورحبنا بها، كنا نتوقع فرصة للاتفاق وقلنا نذهب، لكن ماذا فعل الاحتلال؟ بدأ المراوغة"، وفي 2 يوليو/ تموز الماضي، وافقت حماس على المقترح استنادا إلى رؤية بايدن، قبل أن ينقلب عليه نتنياهو، ويضيف عليه شروطاً جديدة. وإثر ذلك طالبت حماس الوسطاء بتقديم خطة لتنفيذ ما قبلته الحركة في 2 يوليو، استناداً إلى رؤية الرئيس الأميركي وقرار مجلس الأمن رقم  2735، وإلزام إسرائيل بذلك، بدل الدخول في مفاوضات جديدة.

وأضاف الحية "نتنياهو بعد 2 يوليو/ الماضي قبل ذهابه إلى الولايات المتحدة وأمام الكونغرس، وضع شروطًا جديدة خالفت الشروط السابقة، وتحديدًا تلك التي وردت في الورقة الإسرائيلية الصادرة في 27 مايو والتي تبناها"، مشيراً إلى ان "نتنياهو قال في ورقته إنهم يريدون إبعاد 50 من الأسرى المحكومين بالمؤبدات بعد الإفراج عنهم، ولكن بعد 2 يوليو، رفع العدد من 50 إلى 150". وأوضح "في كل بند من البنود، وضع نتنياهو شرطاً جديداً يعطل الورقة التي وضعها بنفسه، بما في ذلك فيلادلفيا ونتساريم، أقول بشكل واضح وأكرر: ما لم يخرج الأسرى الفلسطينيون، وتتوقف الحرب، وينسحب الاحتلال الإسرائيلي، وتحديداً من فيلادلفيا، فلا اتفاق، العقبات الآن كبيرة" مؤكداً "في حال لم يُلزم الاحتلال بشروط 2 يوليو، لن ننخرط في مسألة التفاوض، هم يتحدثون يمينًا ويسارًا، لكن سألناهم إذا توصلوا لشيء، فأجابوا بأنهم لم يتوصلوا لأي اتفاق في أي نقطة، ولم يستطيعوا إلزام الاحتلال بالتراجع عن شروطه الجديدة".

احتجاجات في تل أبيب

وتتصاعد الاحتجاجات داخل إسرائيل على سياسة نتنياهو في التعامل مع ملف المحتجزين، إذ شهدت شوارع القدس المحتلة وتل أبيب، مساء الأحد، موجة احتجاجات على خلفية العثور على جثث المحتجزين الستة، في تظاهرات وصفت بأنها الأكبر منذ عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، حيث يشارك فيها عشرات آلاف الإسرائيلين وتأتي وسط غضب شعبي متزايد وإدانات واسعة لنتنياهو.

وتتزامن هذه الاحتجاجات مع دعوة رئيس اتحاد نقابات العمال الإسرائيلي (الهستدروت) إلى إضراب عام الاثنين، وسيلة للضغط على الحكومة. وقد أعلن جهاز خدمات بلدية تل أبيب عن مشاركته في إضراب نصف يوم تضامناً مع الرهائن وعائلاتهم، فيما قرّرت إدارة مطار بن غوريون المشاركة في الإضراب بشكل كامل، وهو ما يعكس اتساع دائرة الاستياء من أداء الحكومة.

وفي وقت سابق الأحد، أعلن الجيش الإسرائيلي، العثور على جثث ستة محتجزين بنفق في رفح جنوبي غزة، ليتصاعد بعدها الغضب على حكومة بنيامين نتنياهو. وأفادت هيئة البث الإسرائيلية أن سفير الولايات المتحدة في إسرائيل جاك لو، أرسل تعازيه إلى عائلات المحتجزين القتلى الأميركيين. وأعرب عن غضبه بسبب الفترة الزمنية الطويلة التي مكث فيها المحتجزون في الأسر، مضيفاً أنه يجب التوصل إلى اتفاق للإفراج عنهم بأسرع وقت ممكن.

وقبيل الحديث عن العثور على الجثث الست، كانت إسرائيل تقول إنه ما زال لديها 101 أسير في غزة، بينهم عدد من القتلى. لكن حماس قالت في بيانات سابقة إن العشرات من هؤلاء الأسرى قتلوا جراء قصف جوي إسرائيلي استهدف مناطق في القطاع خلال الحرب المستمرة للشهر الـ11 على التوالي.

المساهمون