واشنطن: برامج عقوباتنا لا تستهدف المساعدات الإنسانية في سورية

09 فبراير 2023
اتهامات للنظام بمحاولة تسييس ملف المساعدات (عمر حاج قدور/ فرانس برس)
+ الخط -

أكدت الولايات المتحدة الأميركية، اليوم الخميس، على حساب سفارتها في سورية، أن برامج عقوباتها المفروضة على النظام السوري بزعامة بشار الأسد لا تستهدف المساعدات الإنسانية، بينما تتواصل محاولات إنقاذ ناجين من تحت أنقاض المباني المنهارة إثر الزلازل التي ضربت تركيا وسورية منذ فجر الإثنين الماضي.

وأوضحت سفارة الولايات المتحدة في سورية أن واشنطن تسمح بالأنشطة الداعمة للمساعدات الإنسانية بما فيها المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري، مؤكدة التزام الولايات المتحدة بتوفير المساعدات الإنسانية الفورية والمنقذة للحياة بهدف مساعدة المجتمعات المتضررة على التعافي من الكارثة.

وذكرت السفارة ضمن سلسلة تغريدات عبر حسابها على "تويتر"، أن الولايات المتحدة ترسل الدعم للضحايا، ونقلت عن وزير الخارجية أنتوني بلينكن قوله "نتعاطف مع الشعبين السوري والتركي ونلتزم ببذل كل ما في وسعنا للمساعدة، وهناك المزيد من الإجراءات التي سنعمل على اتخاذها في الأيام المقبلة في أعقاب عمليات البحث والإنقاذ العاجلة".

وقالت السفارة إن الولايات المتحدة تدعم بشكل كامل إيصال المساعدات الإنسانية إلى جميع السوريين المتضررين جراء الزلزال المدمر وتتخذ إجراءات سريعة لتوفير الإغاثة للناجين.

وكان وزير خارجية النظام السوري، فيصل المقداد، قد ادعى الثلاثاء أن العقوبات الأميركية تمنع كل شيء عن سورية بما فيها المساعدات الإنسانية التي لا تخضع للعقوبات وفق القوانين الدولية.

وقال وفق ما نقلت وكالة أنباء النظام "سانا": "عندما يدعي الأميركيون أنهم لم يفرضوا عقوبات على المساعدات الإنسانية، فنحن نقول لهم إن عقوباتكم تمنع عن سورية كل شيء بما في ذلك شراء الأدوية، كما أن واشنطن وحلفاءها الغربيين يعطون الأوامر لبعض الدول، ويهددونها بالعقوبات إذا تعاملت مع سورية أو أي بنوك تتعامل مع سورية".

تعليقا على ذلك، قال الباحث السياسي السوري، محمد المصطفى، لـ"العربي الجديد" إن "هناك محاولات واضحة من النظام السوري لتسييس ملف المساعدات الإنسانية، وتعويم الادعاءات أن الولايات المتحدة تحول دون وصول المساعدات الإنسانية"، لافتا إلى أن "حجم المساعدات التي وصلت إلى مناطق النظام السوري عبر مطاري دمشق وحلب تثبت العكس وأن المجالين الجوي والبري مفتوحان أمام المساعدات الإنسانية".

وبيّن المصطفى أن النظام هو الذي يمنع وصول المساعدات للشمال السوري، وتصريحاته تناقض الأفعال على أرض الواقع، وقال: "بحال أن النظام ابتعد عن تسييس ملف المساعدات الإنسانية يجب عليه أن يرسل جزءا من المساعدات الواصلة لمناطقه إلى المتضررين في شمال وغرب سورية، لكن ذلك لم يحدث حتى الوقت الحالي".

من جهته، قال رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، سالم المسلط، في تغريدة على "تويتر" اليوم "دعونا الولايات المتحدة الأميركية للتحرك العاجل باتصال مع المبعوث الأميركي إيثان غولدريتش، وأوصلنا رسالة السوريين أنه لا يمكن تخيل الناس تحت الأنقاض والمجتمع الدولي لا يعرف كيفية إيصال المساعدات، وطالبنا بزيادة المساعدات المقدمة للدفاع المدني والمنظمات الإغاثية في الشمال السوري".

ودخلت أول قافلة مساعدات بعد الزلزال المدمر، اليوم الخميس، إلى المناطق الخارجة عن سيطرة النظام في شمال سورية. وقال المسؤول الإعلامي في معبر باب الهوى الحدودي بين تركيا وسورية مازن علوش لوكالة "فرانس برس": "دخلت اليوم أول قافلة مساعدات من الأمم المتحدة بعد أربعة أيام من الزلزال"، مشيراً إلى أنه كان من المتوقع وصولها قبل وقوع الكارثة.

المساهمون