استمع إلى الملخص
- هنية يشدد على ثبات مواقف الحركة رغم الضغوطات، مع التأكيد على دور الوسطاء والاستعداد للتفاوض من أجل اتفاق شامل يضمن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
- يدعو الدول العربية لتصعيد دعمها ومواجهتها للكيان الصهيوني، مؤكدًا فشل الاحتلال في تحقيق أهدافه وبداية تفكك حكومته وهزيمته المنتظرة.
أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، في رسالة بمناسبة عيد الأضحى، أن الحركة، ومعها كل فصائل المقاومة، أبدت جدية كبيرة ومرونة عالية من أجل الوصول إلى اتفاق يحقن دماء الشعب الفلسطيني ويوقف العدوان، مشيراً إلى أن الاحتلال وحلفاءه لم يتجاوبوا مع هذه المرونة، وواصلوا مناوراتهم ومحاولاتهم للتحايل والخداع، من خلال مقترحات وأفكار هدفها الحصول على الأسرى، والعودة إلى استئناف حرب الإبادة من جديد.
وقال هنية إن الاحتلال وحلفاءه شنوا حملات إعلامية وتحريضية للضغط على الحركة وفصائل المقاومة للموافقة على مخططاتهم، "ولكننا ما زلنا وسنبقى ثابتين على مواقفنا التي تضع مصالح شعبنا وأمنه وحمايته فوق كل اعتبار". وذكّر بموافقة الحركة على اقتراح الوسطاء في السادس من مايو/أيار الماضي، والإيجابية التي عبّرت عنها تجاه خطاب الرئيس الأميركي جو بايدن، وترحيبها بقرار مجلس الأمن الذي صدر قبل أيام، وردها الذي سلمته للوسطاء بوفد مشترك مع حركة الجهاد الإسلامي في قطر، قائلاً إنه متوافق مع الأسس التي وردت في خطاب بايدن، وقرار مجلس الأمن بشأن المراحل الثلاث للصفقة، وشروط وقف إطلاق النار.
وشدد هنية على أن الحل سيتحقق من خلال مفاوضات تفضي إلى اتفاق متكامل مهما تهرّب العدو وعطّل الوصول إليه، مجدداً تأكيده تمسك الحركة "بدور الإخوة الوسطاء وأهمية ما يقومون به، واستعدادها لإعطاء الفرصة والمساحة الكافية لإنجاز مهمتهم النبيلة، كما استمرار العمل على كل المسارات من أجل إنهاء حرب الإبادة ضد شعبنا". وأكد أن الحركة مع فصائل المقاومة جادة لإنجاز اتفاق يتضمن البنود الأربع (وقف إطلاق النار الدائم، والانسحاب الشامل من غزة، والإعمار، وصفقة تبادل للأسرى)، وأن يكون ذلك كله واضحاً لا لبس فيه، ولا يحتمل تفسيرات، ولا تأويلات، ولا يخضع للتأجيل، أو المساومة، أو المناورة، وفق قوله.
وأكد هنية في كلمته أن "العدو المجرم الذي ارتكب، وما زال، الإبادة الجماعية والوحشية التي لم تعرفها البشرية، فشل في تحقيق أي من أهدافه التي أعلنها، كما بدأت ملامح التفكك في حكومته وبنيانه، بما يؤذن بهزيمته وانكساره". ولفت إلى أن "طوفان الأقصى كان معركة تاريخية، فيها من الدلائل والنتائج ما لا يمكن الإحاطة به، لكن يكفي أن نرى بوادر نتائجه في مختلف الاتجاهات، وأن نرى هذا العجز لدى قادة العدو وداعميه من الدول العظمى وهم يعبّرون عن معاني اليأس والانكسار".
وتوجه هنية إلى الدول العربية بالقول: "لقد آن لأمتنا أن تطور من دعمها، وتصعد من سقف مواجهتها مع الكيان الصهيوني نصرة لغزة وانتصاراً للقدس والأقصى"، مشيراً إلى أن الغطاء الذي توفره بعض الدول للاحتلال، خاصة الإدارة الأميركية، بات مكشوفاً شعبياً وسياسياً وقانونياً وإنسانياً، وعلى هذه القوى أن تعلم أنه لم تفشل الحرب العسكرية على الشعب الفلسطيني فحسب، بل فشلت معها الحرب السياسية والإعلامية".