تشير مواقع وحسابات افتراضية إيرانية إلى أن السلطات المحلية الإيرانية في مدينة مشهد، شرقي البلاد، أعادت تركيب لوحة اسم شارع القنصلية السعودية في المدينة، الأمر الذي رفضه القنصل السعودي داعياً إلى ضرورة تغيير اسم الشارع.
ويحمل الشارع منذ عام 2016 اسم رجل الدين الشيعي نمر باقر النمر، الذي أعدمته السلطات السعودية مطلع العام نفسه، ثم أعقب ذلك قيام محتجين إيرانيين بمهاجمة مقار البعثة السعودية (السفارة في طهران والقنصلية في مشهد) في إيران. وبعد ذلك، قررت السعودية سحب دبلوماسييها وقطع علاقاتها مع إيران احتجاجاً على مهاجمة مقارها الدبلوماسية.
وبعد الاتفاق السعودي الإيراني في بكين في العاشر من الشهر الماضي، أقدمت السلطات المحلية الإيرانية في مدينة مشهد على إزالة لوحة "نمر باقر النمر" من شارع القنصلية السعودية. وأثارت الخطوة انتقادات من محافظين إيرانيين، لكن ثمة أنباء تنقلها مواقع إيرانية وصحافيون تفيد بإعادة اللوحة إلى مكانها.
وأكد الصحافي الإيراني سعيد خوش أفكار، المقيم في مدينة مشهد، في تغريدة على "تويتر"، إعادة اللوحة إلى مكانها السابق، قائلاً إن القنصل السعودي الذي جاء إلى مشهد برفقة الوفد السعودي الجمعة الماضي، أكد أنه لن يحضر إلى مقر القنصلية ما لم يتغير اسم الشارع الذي يحتضنها.
شنیدم سرکنسول #عربستان که به #مشهد آمده اعلام کرده تا زمانیکه نام خیابان شیخ نمر تغییر نکند حاضر به حضور در ساختمان #کنسولگری نخواهد شد.
— Saeed.kooshafar (@SaeedKoushafar) April 16, 2023
مسوولان اعلام کردند که تغییر نام زمان بر است و سرکنسول هم اعلام کرده فعلا در هتل مستقر میشود و تا نام خیابان تغییر نکند به کنسولگری نخواهدرفت.
وأضاف خوش أفكار ومواقع إيرانية أن المسؤولين المحليين أكدوا أن تغيير اسم الشارع يستغرق وقتاً. وفي المقابل، قال القنصل السعودي إنه سيقيم في الفندق إلى أن يُغيّر اسم الشارع وحذف الاسم رسمياً من الخرائط الإلكترونية.
وأوضح الصحافي الإيراني أن السياسة الرسمية الإيرانية هي تغيير اسم الشارع، لكن البعض يصرّ على إبقاء الاسم الحالي.
ولم تعلّق السلطات الإيرانية والسعودية بعد على هذه الأنباء، تأكيداً أو نفياً، لكن رئيس مكتب الخارجية الإيرانية في محافظة خراسان الرضوية، محمد بهشتي منفرد، قال السبت الماضي إن الوفد الفني السعودي الذي زار مدينة مشهد الأربعاء الماضي، للتحضير لإعادة فتح القنصلية السعودية، قرر إقامة القنصل السعودي في الفندق، لـ"حرص الوفد على بدء نشاط القنصلية سريعاً".
وعزا بهشتي منفرد، لوكالة "إرنا" الإيرانية الرسمية، سبب إقامة القنصل السعودي في الفندق لكون مبنى القنصلية في مشهد "ظل مهجوراً بلا استخدام طيلة سبع سنوات"، فضلاً عن "جدية" الطرفين في تنفيذ الاتفاق، واستئناف الأنشطة القنصلية في أسرع وقت ممكن.
وتابع المسؤول الإيراني، السبت الماضي، أن الوفد السعودي يتفقد فنادق مشهد لاختيار فندق لإقامة القنصل، لافتاً إلى أن مسؤولي الخارجية الإيرانية والوفد الفني السعودي سيجريان مباحثات خلال الأيام المقبلة لبدء أعمال القنصلية في أقرب وقت ممكن.
وتوصلت طهران والرياض، بوساطة بكين، إلى اتفاق في العاشر من الشهر الماضي، أنهى سبع سنوات من القطيعة الدبلوماسية، ليعلن الطرفان استئناف العلاقات الدبلوماسية الثنائية في بيان ثلاثي صادر عن بكين، بعد ختام مباحثات استضافتها الصين واستمرت أربعة أيام من 6 إلى 10 مارس/ آذار الماضي.
والمباحثات التي تُوّجت باتفاق استئناف العلاقات بين البلدين جاءت بمبادرة من الرئيس الصيني شي جين بينغ، كما ورد في البيان الثلاثي. وخلال الأسبوع الماضي، تبادلت إيران والسعودية زيارات وفود فنية من كلا البلدين للتمهيد لإعادة فتح البعثات الدبلوماسية.