هل يحيي حفتر "كذبة إبريل"؟

10 ديسمبر 2020
بوادر حراك لمليشيات حفتر في الجنوب الليبي (عبدالله دوما/فرانس برس)
+ الخط -

عادت البعثة الأممية، التي انتهت إليها الإرادة والقرار في مشهد الأزمة الليبية، إلى الصمت والغياب والغموض، منذ بوادر الحراك المسلح لمليشيات خليفة حفتر في مدينة بالجنوب الليبي، الأسبوع الماضي، من دون موقف منها، وهي التي لم تتوقف عن التحدث عن إنجازها بإقناع طرفي الصراع بوقف القتال، وتوافق المجتمع الدولي على ضرورة وقف التدخلات الخارجية في شأن الليبيين وفسح المجال لهم للتوافق وإنجاز الحل سياسياً.

وإثر تزايد الحديث عن قرب تصعيد عسكري في البلاد، غاصت البعثة في سبات عميق. وحتى ما يتعلق بلقاءات الفيديو بين أعضاء ملتقى الحوار وآليات الترشح لسلطة البلاد الجديدة و"الموحدة"، لم يعد يرشح منها التسريبات عبر المصادر الخاصة، ما يؤكد أنها توقفت أيضاً في انتظار شيء ما. لينتقل إلى واجهة المشهد توافق النواب على توحيد مجلس النواب، الذين وصلت إليهم سريعاً حمّى الحل بمنطق المحاصصة الإقليمية، وشارفت جلساتهم "الموحدة" على الانهيار بسبب رغبة نواب إقليم معين في أن تكون رئاسة المجلس من حصته.

لا شك في أن التأثير الدولي والإقليمي لا يزال محرك الأحداث ومفتاح حلها. أليست الغردقة المصرية من استضافت، بتيسير من الأمم المتحدة، مباحثات أمنية أفضت إلى توقيع الاتفاق العسكري، بعد هدوء الأوضاع نسبياً في شرق المتوسط، الذي تتصل أطراف الصراع فيه بجهات الأزمة الليبية؟ أما اليوم، وبعدما عاد التوتر وتقاربت وجهات النظر المصرية والأوروبية، وتحديداً الفرنسية، فلا يبدو أن مؤشرات التصعيد من جانب حفتر ظهرت فجأة، من خلال اتهام المتحدث باسم قيادة الأخير، أحمد المسماري، تركيا بنقل أسلحة باتجاه مناطق التماس في سرت والجفرة، ورفع حالة التصعيد باحتجاز سفينة تركية.

يقابل هذا تهديد من وزير دفاع حكومة الوفاق صلاح الدين النمروش بالانسحاب من اتفاق اللجنة العسكرية المشتركة (5+5)، وهو ما يشير إلى ضغط أنقرة على حلفائها في طرابلس للتصعيد. وفي كل هذا، تجمّد موقع البعثة الأممية النشط قبل أيام، وسط مخاوف تتزايد كل ساعة من انهيار آمال عقدها الليبيون على 75 شخصية ليبية، في مشهد يعيد لأذهانهم الأيام التي سبقت "ملتقى غدامس"، في إبريل من العام الماضي، عندما أعلن المبعوث الأممي حينها غسان سلامة تعليق أعمال الملتقى إلى "أجل غير مسمى" وانصرف إلى سبات أممي عميق طوال أشهر. فهل يحيي حفتر "كذبة إبريل" الأممية مجدداً؟

المساهمون