هل تنجح مبادرة "جبهة الخلاص" التي يقودها الشابي في تونس؟

25 ابريل 2022
عقد الشابي اجتماعًا للأحزاب التي تفاعلت إيجابيًّا مع المبادرة (فيسبوك)
+ الخط -

يواصل رئيس الهيئة السياسية لحزب أمل، أحمد نجيب الشابي، الحشد "لجبهة الخلاص الوطني"، بلقاءات ماراثونية مع أحزاب وحركات سياسية وشخصيات، استعدادا للإعلان عن برنامج الإنقاذ المتفق عليه.

وعقد الشابي، السبت، اجتماعا "ضمّ الأحزاب والجمعيّات التي تفاعلت إيجابيّا مع مبادرة تكوين جبهة للخلاص الوطني"، بحسب بيان نشره على صفحته الرسمية في "فيسبوك"، قال إنه في إطار "العمل على توحيد الكفاح الميداني وعلى إعداد برنامج الإنقاذ والدّفع إلى عقد مؤتمر الحوار الوطني دون توان ولا إقصاء...".

وذكر البيان نفسه أنه "تمّ الاتّفاق على عقد ندوة صحافيّة صبيحة الثلاثاء 26 إبريل 2022 لإطلاع الرّأي العام على آفاق العمل المشترك لاستعادة الدّيمقراطيّة ومواجهة الحكم الفردي".

وذكر الشابي أن "10 مكونات حزبية ومجموعات سياسية اتفقت على تأسيس جبهة خلاص وسيتم القيام بجولات عبر البلاد حول هذا المشروع وبلورة برنامج يدعو لحكومة إنقاذ مع إحداث منتدى للحوار".

وأكد القيادي في حراك مواطنون ضد الانقلاب، أحمد الغيلوفي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "مبادرة جبهة الخلاص الوطني تأتي في سياق النضالية والمقاومة التي بدأها مواطنون ضد الانقلاب، الذي قال لا لسعيد منذ الدقائق الأولى لـ25 يوليو، ومع هذا الزخم النضالي الذي حرك البلاد من جنوبها إلى شمالها، استطعنا أن نصل إلى مبادرة السيد أحمد نجيب الشابي التي هي تقريبا نفس مبادرة مواطنون ضد الانقلاب".

وشدد الغيلوفي على أن "هذه المبادرة تريد أن تعود بالبلاد إلى المسار الدستوري والديمقراطي وهو المسار الذي هدده وخربه المنقلب منذ 25 يوليو".

وعن ملامح وأولويات المبادرة، قال الغيلوفي إنها "تهدف بداية لتجميع الطيف الديمقراطي المناهض للانقلاب، وستعمل على تشكيل حكومة إنقاذ شرعية تمر بمجلس النواب حتى يقبلها العالم وتسطيع أن تلتزم وتبرم معاهدات لإنقاذ المالية العمومية المنهارة".

وتابع "بعد تشكيل حكومة الإنقاذ سوف نذهب إلى حوار وطني حول المسائل الاستراتيجية الكبرى: الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية".

ولفت إلى أن "السؤال المحرج المطروح للنقاش هو أن حكومة الإنقاذ هذه لا يمكن أن تكون إلا عندما يسقط الانقلاب، لأنه لا يمكن أن تكون حكومة سعيد وحكومة الإنقاذ في نفس الوقت".

وتابع بأن "مبادرة الشابي تسير في نفس المسار الذي سلكه مواطنون ضد الانقلاب في الاتجاه المقاوم الدافع لإسقاط الانقلاب كشرط لإنقاذ البلاد من هذه الأزمة الخانقة". 

وقال الغيلوفي إن الأحزاب الداعمة لهذه المبادرة "حزب الأمل الذي يترأسه الشابي ومواطنون ضد الانقلاب وحركة النهضة وائتلاف الكرامة وقلب تونس وحراك الإرادة وحزب المؤتمر من أجل الجمهورية وحركة وفاء والحزب الجمهوري وحراك توانسة من أجل الديمقراطية ومنظمات شبابية وكثير من الشخصيات المستقلة"، مشيرا إلى أن "المبادرة مفتوحة للأحزاب الديمقراطية والرافضة للانقلاب".

وحول مشاركة الأحزاب التي ساندت 25 يوليو، قال الغيلوفي "لنقرّ بأنه لم تعد هناك أحزاب داعمة لـ25 يوليو، فحتى حركة الشعب أصبحت على مسافة نقدية من 25 يوليو، وانتظرت بعض الوقت لتصبح معارضة، خاصة بعد الأسبوع القادم الذي سينتهي به الدستور تماما وربما وجود بعض الأحزاب على ما أتوقع".

وشدد الغيلوفي على أن المبادرة تتبنى "عودة الشرعية والمسار الدستوري وليس العودة إلى مجلس نواب و24 يوليو؛ على أن تكون عودة البرلمان لمدة قصيرة لتزكية حكومة الإنقاذ ولتفعيل قانون الانتخابات، ثم ينتهي أمره ونذهب إلى انتخابات جديدة تشرف عليها حكومة الإنقاذ".

وكان الشابي  شرع بداية في مشاوراته من أجل تكوين جبهة الإنقاذ مع حركة النهضة ومواطنون ضد الانقلاب، اللذين كانا في مقدمة الداعمين، ثم توسعت رقعة المشاورات مع الأحزاب والكتل والبرلمانية وشخصيات سياسية على مدار الأسبوع، فيما سيعقد غدا الاثنين لقاء جامع مع مكونات الجبهة السياسية قبل إعلان بيان التأسيس بعد غد الثلاثاء. 

وقال القيادي وعضو شورى حزب النهضة محسن السوداني، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن "تكوين جبهة وطنية مناهضة للانقلاب كان مطلبنا منذ البداية لأن الخطر لا يتهدد النهضة وحدها، وإنما يهدد تونس، ولا يتعلق الأمر فقط بالعملية الديمقراطية المستهدفة وإنما بالدولة نفسها"

وحول أفق المبادرة، بيّن السوداني أن "المستهدف الآن ليس السياسة أو الأحزاب وإنما كيان الدولة نفسها، لذلك فإن تكوين هذه الجبهة يأتي في إطار استجماع كل الشروط الوطنية للتصدي لانهيار الدولة وضياع الثورة"، وتابع بأن "نجيب الشابي يمثل شخصية وطنية ومشهود له بتشبعه بقيم الديموقراطية والحرية والاعتراف بالاختلاف والتنوع، وتاريخه النضالي في مقارعة الاستبداد يشهد بجدارته، وهو محل إجماع وطني محترم". 

وحول إمكانية أن يكون الرئيس سعيد طرفا في الحوار الوطني الذي تعد له جبهة الخلاص، قال السوداني "نحن إلى حد الآن ما زلنا نعتبر أن أفضل السبل هو انخراط الرئيس في مسار حواري للانقاذ الوطني، ونعمل على إقناعه بذلك. وما زلنا نعتبره جزءًا من الحلّ". 

واستدرك قائلا "ولكننا لن نتوقف فيما لو أصرّ على مواصله نهجه في الإقصاء وعدم الإصغاء إلى أحد كما يفعل إلى حد الآن، وإذا كان هناك من يعتبر أن الرئيس هو المشكل وأنه يجب عزله أو محاكمته أو إصدار بطاقة إيداع بشأنه، فإننا في حركة النهضة ما زلنا نراهن على أيسر السبل للرئيس وللبلاد وللتجربة الديمقراطية، أَلا وهو الحوار الوطني الذي لا يقصي أحدا".

من جانبه قال رئيس الهيئة السياسية لحزب ائتلاف الكرامة، وعضو مجلس الشعب يسري الدالي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن "المجلس الجامع لحزب ائتلاف الكرامة بمكتبه السياسي وكتلته البرلمانية يدعم مبادرة جبهة الخلاص الوطني، ونحن جزء من التنسيقية"، مشيرا إلى أن "حزب الكرامة يدعم كل المبادرات المناهضة للانقلاب وكل مجهود أو جبهة ضد الانقلاب سندعمها، وبالخصوص مبادرة الأستاذ الشابي".

وبين الدالي "نحن نمد أيدينا لكل العائلة السياسية الديمقراطية، حتى وإن كانت بيننا خلافات سياسية، على أن نوحد الصفوف في هذه المرحلة لأنه بات جليا أن رئيس السلطة القائمة يتغذى من خلافاتنا وهي مكنته من التفرد بالسلطة والتخلص حتى من أقرب الناس له، لأنه اكتشف عدم وجود أي مقاومة له".

وشدد الدالي على أنها "مناسبة للخصوم قبل الأصدقاء لنبذ الخلافات ورص الصفوف حول مبادرة الخلاص الوطني، ولنقوم بمراجعات، وحتى يتسنى لنا مقاومة الديكتاتورية معا". 

وبين أن "تونس اليوم تحتاج رجلا مثل الشابي في رصيده النضالي وتاريخه السياسي".

المساهمون