أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، ليل أمس الاثنين، نقلاً عن مصادر إسرائيلية رفيعة المستوى لم تسمّها، بأنّ وفداً إسرائيلياً زار السودان بعد الانقلاب الذي نفذه رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، ضمّ مندوبين عن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد).
وبحسب الصحيفة، فقد أجرى الوفد مباحثات مع البرهان، وعلى "ما يبدو مع رئيس الحكومة أيضاً عبد الله حمدوك". ونقلت الصحيفة عن مصادر في الجيش السوداني قولها إنّ هدف الزيارة هو التوسط بين الطرفين، لكنها أضافت أنه بحسب ما هو معروف لديها، فإنّ الزيارة لم تكن لهدف الوساطة، بل للاطلاع على الوضع في السودان بعد الانقلاب، علماً بأنّ إسرائيل امتنعت رسمياً حتى الآن عن التعقيب عليه، وهو ما أثار، بحسب الصحيفة، ادعاءات في السودان بشأن تدخل إسرائيلي فيه.
وأمس الاثنين، كانت صحيفة "السوداني" السودانية، قد نقلت عن مصادر لم تسمّها، قولها إنّ وفداً إسرائيلياً زار الخرطوم خلال الأيام الماضية، من دون أن تكشف عن طبيعة الزيارة والغرض منها. وكان وفد، برئاسة قائد ثاني قوات الدعم السريع، الفريق عبد الرحيم دقلو "حميدتي"، قد زار إسرائيل والإمارات قبل أيام من انقلاب قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان.
وكان المراسل السياسي لموقع "والاه" الإسرائيلي باراك رافيد، أول من أشار، الأسبوع الماضي، غداة الانقلاب إلى حراك ونشاط إسرائيلي مكثف في الفترة الأخيرة في السودان، وخصوصاً لجهاز الموساد الإسرائيلي.
وأشار رافيد، في الخامس والعشرين من الشهر الماضي، إلى أن إسرائيل تدعم الجناح العسكري في مجلس السيادة السوداني، وأنّ إسرائيل لعبت دوراً في التوتر بين جناح عبد الفتاح البرهان، ورئيس الحكومة عبد الله حمدوك.
وقال إنه "ينبغي فحص ما يحدث هناك (في السودان)، فإسرائيل كانت فاعلة بما يحدث في السودان، عبر الموساد ومجلس الأمن القومي ووزارة الخارجية، وتقف بوضوح إلى جانب العسكر، إذ إنّ نائب البرهان، الرجل الثاني في السودان، محمد حمدان دقلو "حميدتي"، يتعاون مع الموساد ويعمل معه علانية".
ولفت إلى أنّ الأحداث الجارية في السودان تثير السؤال عما قامت به إسرائيل في الأسابيع الأخيرة ودورها في السياسة الداخلية هناك، خصوصاً في ظلّ الغضب الأميركي على تدخل إسرائيل في السياسة الداخلية للسودان. وكرر أنّ هناك علامة استفهام كبيرة بشأن ما فعلته إسرائيل في السودان أخيراً، ودورها في الانقلاب.
وتتابع إسرائيل بقلق تطورات الأحداث في السودان، خصوصاً أن الانقلاب وقع مع مرور عام تقريباً على انضمام السودان إلى اتفاقيات التطبيع المعروفة باسم "اتفاقيات أبراهام"، ومن شأنه تأجيل وتأخير عمليات التطبيع المتسارعة بين السودان وإسرائيل، وهو ما كانت قد أعلنته الولايات المتحدة رسمياً، غداة تنفيذ الانقلاب واعتقال رئيس الحكومة عبد الله حمدوك، بشأن إعادة النظر في وتيرة التطبيع بين السودان وإسرائيل.