هكذا بدأت روسيا ضم مناطق أوكرانية

11 مايو 2022
جندي أوكراني على حدود منطقة خيرسون، الاثنين الماضي (جون مور/Getty)
+ الخط -

نجح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في المحافظة على حالة من الغموض بشأن مخططاته للأهداف الحقيقية من حربه في أوكرانيا. وربط بوتين السقف الزمني لانتهاء العمليات العسكرية بتحقيق شروط بعضها واضح، وآخر فضفاض وحمّال أوجه مثل "نزع النازية"، ما يتيح له مساحة مناورة واسعة، تتراوح بين توسيع الجبهات للسيطرة على معظم أراضي أوكرانيا أو الاقتصار على ما حققته آلته العسكرية حتى الآن من دون أن يبدو مهزوماً.

في المقابل كشفت تصريحات بعض المسؤولين السياسيين والعسكريين الروس، والقيادات المعينة من الكرملين للإشراف على المناطق التي احتلها الجيش الروسي في جنوب أوكرانيا وشرقها، عن طبيعة الهدف الأدنى للكرملين من الحرب.

وبعد نحو شهرين ونصف الشهر على الحرب، بدا واضحاً أن الأوضاع الميدانية والمقاومة غير المنتظرة للأوكرانيين فرضت على الكرملين إدخال تعديلين كبيرين، على الأقلّ، على أهداف العملية عسكرياً وسياسياً، والسقف الزمني المحدد.

التعديل الأول حدث عندما اضطرت روسيا إلى التخلي عن السيطرة على العاصمة الأوكرانية كييف بعملية خاطفة وقلب نظام الحكم وتعيين قيادة موالية لموسكو.

وانتقلت إلى سيناريو آخر (حصار العاصمة وعزلها)، بعدما كانت تراهن على أن السيطرة على كييف تنقل الصراع إلى شكل داخلي بين أنصار موسكو وأنصار الغرب.

كما كانت موسكو تعول على أن نجاح السيناريو الأول سيؤمن لها تأدية دور الوسيط، لإجبار الغرب على الجلوس إلى طاولة مفاوضات من أجل وقف حرب أهلية بين مناطق شرقية موالية لها ومناطق غربية مناوئة.

وهو سيناريو سيجد فيه الغرب نفسه أمام خيارات صعبة، تتراوح بين القبول بتقسيم أوكرانيا أو استمرار حرب أهلية في القارة الأوروبية، أو الاعتراف بأوكرانيا كمنطقة نفوذ خاصة بروسيا وتركها تتولى إدارتها كما تشاء.

التعديل الثاني لروسيا، طبّقته عملياً مع انتقالها بين نهاية فبراير/ شباط ومطلع مارس/ آذار الماضيين، إلى مرحلة الإبقاء على حصار العاصمة وعزلها عن الوسط والغرب، فتواصلت المعارك في شمال غربي كييف وشمالها الشرقي، وصولاً إلى الحدود مع بيلاروسيا.

وفي الوقت ذاته لم تتوقف العمليات من أجل الوصول إلى الحدود الإدارية لمنطقتي دونيتسك ولوغانسك، مع الضغط على خاركيف وزابوريجيا وقطع خطوط الإمداد من الشمال والغرب.

وبسبب المقاومة في الشمال، وتعثر العملية في الجنوب والشرق اضطرت روسيا في نهاية مارس الماضي إلى إدخال تعديل جديد، منتقلة إلى مرحلة السيطرة على جنوب أوكرانيا وجنوب شرقها، وحرمان كييف من المنافذ البحرية على بحر آزوف والبحر الأسود، مع توقعات في أن يؤدي إحياء "نوفوروسيا" (روسيا الجديدة) إلى تقسيم أوكرانيا إلى ثلاث مناطق على الأقل.

خريطة تقسيم المناطق

المنطقة الأولى هي "نوفوروسيا"، التسمية التي أُطلقت أيام الإمبراطورية الروسية في القرن الـ18 على البحر الأسود والمناطق المحاذية له، من مقاطعة كوبان الروسية وصولاً إلى أوديسا مروراً بمنطقة دونباس (لوغانسك ودونيتسك) وزابوريجيا وشبه جزيرة القرم، التي كانت محطة لصراع طويل مع الإمبراطورية العثمانية لقرون.

أما المنطقة الثانية فتتمحور حول حدود العاصمة كييف والمناطق المحيطة بها شمالاً وغرباً، فيما تتمركز المنطقة الثالثة في غرب أوكرانيا، التي ظلت لقرون تحت سيطرة الإمبراطورية الليتوانية ـ البولندية.

واللافت أن السيناريوهات المستقبلية المتوقعة لمسار الحرب الروسية، تتوافق مع السردية التاريخية التي سعى بوتين إلى تثبيتها في السنوات الأخيرة، وهي عدم وجود كيان سياسي مستقل جامع لأوكرانيا إلا مع روسيا، إمبراطورية كانت أو سوفييتية.

وعلى الأرجح أن تصريحات سكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف في الشهر الماضي تندرج ضمن هذا الإطار. ففي أول تصريح من نوعه لمسؤول روسي بارز، حذر باتروشيف في مقابلة مع صحيفة "روسيسكايا غازيتا" في 26 إبريل/نيسان الماضي، من أن "سياسة الغرب ونظام كييف الخاضع لسيطرته لا يمكن إلا أن يؤديا إلى انهيار أوكرانيا".

وقال باتروشيف إن الغرب "عمل منذ وقت طويل قبل انقلاب 2014 (التسمية الروسية على الحرب التي يخوضها الانفصاليون الأوكرانيون ضد السلطة الشرعية في كييف) على غرس الكراهية تجاه روسيا لدى الأوكرانيين".

وأشار إلى أن "هذا التطور الذي عمل الغرب على تعزيزه، تضافر مع الخوف من فظائع الكتائب القومية. ولا يمكن أن تكون نتيجته إلا تفكيك أوكرانيا إلى عدة دويلات".


من المفترض أن يؤدي إحياء "نوفوروسيا" (روسيا الجديدة) إلى تقسيم أوكرانيا إلى ثلاث مناطق

وعلى الرغم من محافظة بوتين على الغموض بشأن حدود العملية العسكرية في أوكرانيا، وحرصه على عدم تحديد سقف زمني، فقد عزز خطابه بمناسبة "يوم النصر"، أول من أمس الاثنين، في تبريره للحرب، مؤشرات سابقة إلى قرب ضم مناطق واسعة في جنوب أوكرانيا وجنوب شرقها، تتجاوز إقليمي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليين وقد تصل إلى السيطرة على أوديسا.

ومن دون تقديم إثباتات قال بوتين إن "الاستعدادات كانت جارية لعملية عقابية أخرى في دونباس، لغزو أراضينا التاريخية، بما في ذلك شبه جزيرة القرم".

وفي ربط مباشر بين قتال الجيش الأحمر (الجيش السوفييتي) في الحرب العالمية الثانية (1939 – 1945) والحرب الحالية في أوكرانيا، قال بوتين: "اليوم، تقاتل قوات حماية دونباس، جنباً إلى جنب مع مقاتلي الجيش الروسي، على أرضهم".

وأضاف "أنتم تقاتلون من أجل الوطن الأم، من أجل مستقبله، حتى لا ينسى أحد دروس الحرب العالمية الثانية، وحتى لا يكون هناك مكان في العالم للجلادين والنازيين".

أهمية أوديسا بالنسبة إلى روسيا وأوكرانيا

اللافت أن بوتين حرص في نهاية خطابه على ذكر مدينة أوديسا التي تتعرض لحصار بحري خانق منذ بداية الغزو في 24 فبراير الماضي، وتتلقى ضربات صاروخية، وربط ما جرى فيها مع ما يجري في دونباس في شكل مباشر.

وقال: "نحني رؤوسنا أمام ذكرى شهداء أوديسا الذين احترقوا أحياء في مجلس النقابات العمالية في مايو/أيار 2014، وأمام ذكرى كبار السن ونساء وأطفال دونباس، والمدنيين الذين ماتوا جراء القصف الوحشي والضربات البربرية للنازيين الجدد".

وبدا خطابه مؤشراً إلى إمكانية تمدد العملية إلى المدينة الساحلية الاستراتيجية، التي تُعدّ آخر منافذ أوكرانيا على البحر الأسود، من أجل وقف ما تصفه روسيا "تطهيراً عرقياً" في مناطق الجنوب.

وعملياً، بدأ العمل مبكراً على ما لمح إليه بوتين في خطابه الأخير حول إمكانية ضم مناطق واسعة من شرق أوكرانيا وجنوبها وصولاً إلى أوديسا، في إطار الحرب المستمرة "حتى النصر" ضد من وصفهم بـ"النازيين الجدد".

وهو ما بدا من التحركات الأولى للقوات الروسية في 24 فبراير الماضي، التي ركزت على السيطرة على خيرسون وميليتوبول وماريوبول، والقيام بعمليات إنزال قرب أوديسا مع حصارها من جهة البحر، بالإضافة إلى فرض السيطرة على كامل حدود منطقة دونباس الإدارية.

نازحون أوكرانيون من خيرسون في زابوريجيا، الاثنين الماضي ) أليكس شان تسز يوك/Getty)
نازحون أوكرانيون من خيرسون في زابوريجيا، الاثنين الماضي (أليكس شان تسز يوك/Getty)

وعلى الرغم من تعثر تقدم الروس والقوات الانفصالية في دونباس، فقد ظهرت منذ منتصف مارس الماضي دعوات من القيادات الانفصالية المدعومة من الكرملين، لتنظيم استفتاءات لضم دونيتسك ولوغانسك إلى روسيا.

وصرح زعيم "جمهورية لوغانسك" المعلنة من جانب واحد، ليونيد باسيشنيك في 27 مارس الماضي، بأن منطقته ستنظم استفتاء للانضمام إلى روسيا.

وبعدها بيومين قال رئيس "جمهورية دونيتسك" المعلنة من جانب واحد، دينيس بوشيلين إن "الجمهورية" الانفصالية تفكر في الانضمام إلى روسيا، بعد إنجاز "المهمة الرئيسية بالوصول إلى الحدود الإدارية للجمهورية".

وفي 22 إبريل/نيسان الماضي، قال القائم بأعمال قائد المنطقة العسكرية المركزية الروسية رستم مينيكايف، إن الجيش الروسي، يخطط لفرض سيطرة كاملة على دونباس وجنوب أوكرانيا.

وأوضح أن "إحدى مهام الجيش الروسي في المرحلة الثانية، تتمثل في بسط سيطرته الكاملة على حوض دونباس وجنوب أوكرانيا. وسيوفر هذا ممراً برياً إلى القرم، وكذلك التأثير على القضايا الحيوية للاقتصاد الأوكراني".

تقارير دولية
التحديثات الحية

وفي تصريح هو الأول من نوعه ويحمل دلالات خطيرة، قال الجنرال إن سيطرة الجيش الروسي على جنوب أوكرانيا ستوفر أيضاً فرصة للوصول إلى إقليم بريدنيستروفيه (ترانسنيستريا) في مولدوفا، حيث "تبرز حقائق عن اضطهاد السكان الناطقين بالروسية"، وفقاً له.

والمعروف أن إقليم ترانسنيستريا منفصل عن مولدوفا ويحظى بدعم من روسيا بينما غير معترف به دولياً. وتعني هذه التصريحات عملياً نية الروس السيطرة على أوديسا وكامل الشريط الساحلي الأوكراني على البحر الأسود.

وفي موازاة العمليات العسكرية على الأرض، بدا جلياً التركيز على دمج هذه المناطق مع روسيا. وكشفت صحيفة "إر بي كا" الروسية في 27 إبريل الماضي أن سيرغي كيرينكو، النائب الأول لرئيس الإدارة الرئاسية لروسيا، والمشرف على شؤون السياسة الداخلية في الكرملين، تولى ملف العلاقات مع جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين، بدلاً من نائب رئيس ديوان الكرملين دميتري كوزاك، المكلف بالعلاقة مع بلدان الاتحاد السوفييتي السابق.

وذكرت الصحيفة أن كيرينكو زار الجمهوريتين قبل أيام من تكليفه الجديد، واجتمع مع قياداتهما. ولاحقاً ظهر كيرينكو في مدينة ماريوبول مطلع الشهر الحالي، وتعهّد بالمساعدة في إعادة إعمار المدينة.


أظهر بوتين في خطابه الأخير نواياه في ضمّ مناطق أوكرانية

بدورها، شكّلت منطقة خيرسون أحد أهم الأهداف الأولى للجيش الروسي لعدة أسباب، أهمها موقعها الجغرافي شمال غربي شبه جزيرة القرم، وسيطرتها على القناة المائية من نهر دنيبر، التي تزوّدها بالمياه، وأغلقتها أوكرانيا بعد أحداث عام 2014. وكذلك كونها نقطة انطلاق نحو أوديسا وميكولاييف.

واحتلّ الروس خيرسون بعد نحو شهر من الحرب، لكن جيوب المقاومة استمرت في المناطق التابعة لها. كما نظّم قسم كبير ممن تبقى من السكان تظاهرات مستمرة ضد "الاحتلال الروسي" بحسب وصفهم.

وبعد سيطرة روسيا على خيرسون، حذّرت أوكرانيا من التحضير لاستفتاء على إنشاء "جمهورية خيرسون الشعبية" على غرار ما تمّ سابقاً في دونيتسك ولوغانسك في عام 2014.

وهو ما أظهرته موسكو، مع إتمام السيطرة على كامل المنطقة، عبر إعلانها تعيين إدارة مدنية موالية لها في 27 إبريل الماضي. وبعدها بيومين أعلن نائب رئيس الإدارة العسكرية المدنية لمنطقة خيرسون المعينة من قبل روسيا كيريل ستريموسوف، أنه اعتباراً من مطلع شهر مايو/أيار الحالي، ستتحول المنطقة إلى الروبل الروسي.

وأوضح في تصريحات لوكالة "نوفوستي" الحكومية الروسية أن هناك فترة انتقالية لمدة أربعة أشهر يتم خلالها التعامل بالروبل الروسي والهريفنيا الأوكراني قبل الانتقال تماماً إلى الروبل.

وأكد ستريموسوف أن "المنطقة لن تعود مطلقاً إلى سيطرة أوكرانيا بعد تحريرها من القوميين الأوكرانيين المتطرفين". ويوم الأحد الماضي قال ستريموسوف في تصريحات لـ"نوفوستي" إن منطقة خيرسون ستسعى إلى أن تصبح جزءاً من روسيا، مشدّداً على وجوب "عودة الأراضي الروسية الأصلية إلى مسارها التاريخي للثقافة والقيم، والشعور بأننا نسيج واحد مع مناطق روسيا الأخرى".

انفجارات في أوديسا، الاثنين الماضي (نينا لياشونوك/Getty)
انفجارات في أوديسا، الاثنين الماضي (نينا لياشونوك/Getty)

أسس الضمّ الروسي 

وفي الأسابيع الأخيرة تزايدت المؤشرات على نية روسيا ضم إقليمي دونيتسك ولوغانسك ومنطقة خيرسون، أو بأقل تقدير تشكيل اتحاد كونفدرالي في إطار المنطقة المعروفة تاريخياً باسم "نوفوروسيا".

ويوم السبت الماضي، قال الأمين العام لحزب "روسيا الموحدة" أندريه تورتشاك، أثناء زيارته خيرسون، إن "روسيا ستبقى إلى الأبد في المدينة".

وبعد أيام من الإعلان عن بدء التعامل بالروبل في خيرسون، ذكرت الإدارة المحلية المعينة من روسيا أن سكان المنطقة قد لا يدفعون مؤقتاً مقابل الإسكان والخدمات الأساسية مثل الماء والكهرباء وغيرها، لأن المدفوعات تذهب إلى المصارف الأوكرانية.

وأشارت إلى أنه في المستقبل، ستتم إعادة حساب الأسعار في المنطقة. وأعلنت شركات الاتصال الخليوي في دونيتسك ولوغانسك، يوم السبت الماضي، أنه بات بإمكان المشتركين فيهما استخدام الرمز الدولي الروسي في أرقام الهواتف بدلاً من الرمز الأوكراني.

وقال نائب وزير التنمية الرقمية في روسيا ديمتري كيم، إن ما يجري يعدّ استمراراً منطقياً لتنفيذ الاتفاقيات الموقعة مع "الجمهوريتين" بشأن الصداقة والتعاون والمساعدة المتبادلة.

وكشف زعيم الانفصاليين في دونيتسك، دينيس بوشيلين، أن نائب رئيس وزراء روسيا، مارات خوسنولين، المسؤول عن ملف الإنشاءات والتعمير في الحكومة، أجرى جولة في ماريوبول وفالنوفاخا في 8 مايو الحالي، لتقييم حجم أعمال الترميم اللازمة. ونقل بوشيلين عن المسؤول الروسي تأكيده أن الحكومة الروسية ستساعد في إعادة إعمار المدينتين.


باشرت روسيا استخدام الروبل في خيرسون

ومنذ مطلع الشهر الماضي كثفت القوات الروسية استهدافها لأبراج اتصالات الهواتف المحمولة، وشبكات الإنترنت. وأعلنت الحكومة الأوكرانية مطلع الشهر الحالي انقطاع الإنترنت وشبكات الهاتف المحمول في خيرسون وجزء من زابوريجيا.

وقالت إن روسيا تهدف إلى "ترك الأوكرانيين من دون الوصول إلى المعلومات الحقيقية حول التطورات في الحرب التي شنتها روسيا ضد أوكرانيا".

واتهمت كييف أكثر من مرة الجيش الروسي باختطاف مسؤولين محليين في البلدات التي يسيطرون عليها في شرق أوكرانيا وجنوبها، لإحلال "أشخاص موالين لموسكو" مكانهم، بالإضافة إلى الإخفاء القسري لـ "مديري المدارس والصحافيين والنشطاء المحليين والمسؤولين البلديين".

وتشي مجمل تصريحات المسؤولين الروس والموالين لهم في أوكرانيا والإجراءات المتسارعة، بسعي الكرملين إلى ضم أكبر قدر ممكن من مناطق جنوب أوكرانيا وشرقها.

ومن المؤكد أن روسيا تستطيع ضمان نتائج أي استفتاء تجريه في المنطقة لضمها إليها، خصوصاً مع نقل أكثر من مليون نازح من هذه المناطق إلى روسيا، وتشريد ملايين إلى مناطق أخرى في أوكرانيا أو أوروبا، ناهيك عن صورية الاستفتاء مع خبرة الكرملين وأنصاره في ترتيب النتائج مسبقاً.

وفيما تعوّل روسيا على أن ضم هذه المناطق سيحمل قيمة اقتصادية وديمغرافية إضافية لها، نظراً لغناها بالموارد الطبيعية وتمركز صناعات مهمة فيها، تظل الأسئلة مفتوحة حول ردّ فعل الغرب ومصير العقوبات غير المسبوقة.

وتتعلق الأسئلة أيضاً بقدرة الجيش الروسي على فرض سيطرته الكاملة على مناطق، ما زال قسم من سكانها يرفضون وجود جنوده ويعدونهم جنود احتلال، كحال النازيين الذين مروا على كييف وأوديسا "المدينتين البطلتين" في الحرب العالمية الثانية.

وهما مدينتان تطرّق إليهما بوتين في "يوم النصر"، مع وضعه باقتين من الزهور على نصبين بجوار الكرملين، للإشادة بصمودهما ودورهما في الحرب العالمية الثانية.